تقارير

تعرف علي المتحف الزراعي المصري

 

كتب: أسامة بدير مصر مهد الحضارة وعلى ضفاف نهر النيل قامت أرقى الحضارات في العالم وامتدت جذور هذه الحضارة في أعماق التاريخ إلى أكثر من عشرة آلاف عام، سجل المصريون القدماء خلالها بالنقوش على جدران مقابرهم ومعابدهم قصة حياة شعب قدم للإنسانية أرقى وأنبل حضارة كانت بمثابة الشعاع الذي أضاء للعالم أجمع طريق التقدم والتطور والرقى.

فكر الملك  فؤاد الأول عام 1929م في إنشاء متحف للزراعة ليكون رسالة للعالم أجمع لنشر أهمية دور الزراعة في مصر, وقع اختياره علي سراي الأميرة فاطمة إسماعيل لقربه من وزارة الزراعة ما يُسهل إمداده بكل ما هو جديد خاص بـالزراعة.

تم افتتاحه رسميا بحضور الملك فاروق عام 1938م، ويُعد المتحف ثاني متحف زراعي على مستوى العالم بعد المتحف الزراعي الموجود بالعاصمة المجرية بودابست.

سوف يظل المتحف الزراعي المصري علامة بارزة ونجم ساطع في سماء تاريخ الفكر والإبداع، وإضافة عظيمة في سجل الحضارات الإنسانية، ورصيد هائل لشموخ ورفعة ملايين المصريين على مدار تاريخ مصر الحديث..

المتحف الزراعى في سطور

تبلغ المساحة الكلية للمتحف حوالي 125 ألف متر مربع، تشغل منها مباني المتحف حوالي 20 ألف متر مربع، وباقي المساحة عبارة عن حديقة تضم عدة أشجار وشجيرات ونباتات نادرة ومسطحات خضراء وصوب زراعية، إضافة إلى حديقتين على الطراز الفرعوني.

يتكون المتحف الزراعي من عدة متاحف فرعية هي: متحف المجموعات العلمية، ومتحف الثروة النباتية، ومتحف البهو السوري، ومتحف الزراعة المصرية القديمة، ومتحف القطن، ومتحف العصر اليوناني الروماني القبطي الإسلامي، ومتحف المقتنيات التراثية، ومتحف الصداقة الصينية. كما يضم المتحف الزراعي قاعة للسينما وأخرى للمحاضرات، ومعامل الترميم والصيانة والتحنيط والتصبير والحفظ، وأقسام التصميم والديكور والنماذج، والورش الفنية لتنفيذ أعمال النجارة والكهرباء والحدادة والأزياء.

متحف المجموعات العلمية

يضم متحف المجموعات العلمية في طابقه الأول معروضات تتعلق بالجوانب الاجتماعية والاقتصادية المرتبطة بـالمجتمع الريفي عاداته وتقاليده، سماته وخصائصه، في نماذج تمثيلية رائعة تجسد أفراح الفلاحين، وأسواق القرية، وصناعات يدوية مثل السجاد اليدوي والفخار والزجاج وغيرها.

كما يتضمن المتحف معروضات للتغذية السليمة والأمراض المنتشرة بـالريف وكيفية الوقاية منها، وكذا نماذج لأنواع الأراضى المصرية والصخور المكونة لها، ومشروعات استصلاح الأراضي وحمايتها من التدهور. أيضا يوجد عرض لمصادر مياه ونظم الري والصرف قديما وحديثا, إضافة إلى مجسم لمشروعي السد العالي والقناطر الخيرية ومشروعات ضبط النيل.

وفى طابقه الثاني يحتوى متحف المجموعات العلمية على عرض للثروة الحيوانية والداجنة في صورة محنطات وماكيتات، وعرض لصحة الحيوان والأمراض التي تصيبه وكيفية الوقاية منها.

كما يتضمن المتحف ديوراما لمجموعات من الطيور البرية المحنطة في مصر والحيوانات البرية والثروة السمكية والكائنات البحرية، ومجموعة من الحشرات الاقتصادية, ومجموعة علمية لرتبة الفراشات ذات الألوان المتعددة والمضيئة، إضافة إلى هياكل عظمية لمجموعة من الحيوانات أبرزها هيكل عظمى لحوت يبلغ طوله نحو 14 متر.

متحف الثروة النباتية

يحتوى المتحف على معروضات كثيرة تشمل عدة أنواع من المحاصيل الحقلية التى يرجع تاريخها لعام 1938م مثل عينات لمحاصيل الحبوب كالقمح والشعير والذرة، والمحاصيل الزيتية، والمحاصيل البقولية، والمحاصيل السكرية، ومحاصيل الألياف.

كما يتضمن المتحف عروضا لمحاصيل بستانية مثل عينات أنواع وأصناف محاصيل الفاكهة والخضر، وأكثر من 640 صنف من تقاوى النباتات الطبية والعطرية.

متحف البهو السوري

إنشاء متحف البهو السوري خلال فترة الوحدة بين مصر وسوريا في 30 يوليو عام 1961م، ويُمثل المتحف سوق تجارى كبير يُعرض به أهم الصناعات اليدوية السورية، والطيور والأسماك التي تعيش في سوريا، وكذا تماثيل لأشخاص يرتدون الزى السوري.

كما يوجد بـالمتحف معروضات مهداه من “أنطوان إلياس أسطفان” التاجر بسوق الحميدية بدمشق، وبعض القباقيب الخشبية المطعمة بالصدف التي كانت ترتاديها العروس ليلة عُرسها لتبدو طويلة القامة، وكانت تستخدم حتى نهاية القرن التاسع عشر.

متحف الزراعة المصرية القديمة

افتتح متحف الزراعة المصرية القديمة في 26 مارس عام 1996م، ويحوى طابقه الأول على أندر مجموعة أثرية نباتية تحكى قصة الزراعة وتطور أدواتها منذ عصور ما قبل التاريخ حتى نهاية العصر الفرعوني. يضم المتحف حديقة صممت على الطراز الفرعوني، وقاعة الملوك الذين اهتموا بـالزراعة في مصر القديمة، وقاعة الآلهة المرتبطة بالزراعة، وقاعة كبار الزوار التي تحتوى على اختصار لما يحتويه المتحف من مجموعات نباتية وحيوانية.

كما يضم المتحف صالة عرض كبرى تحتوى على أندر مجموعة نباتية وأدوات الفلاحة والصيد والحرب منذ عصور ما قبل التاريخ حتى نهاية العصر الفرعوني، وتابوت طفل من نبات الجروان عمره 5000 عام يشبه تابوت سيدنا موسى لكنه أقدم بحوالي 1500 عام، وتمثال كبير للإله نيلوس إله فيضان نهر النيل في العصر الروماني، وأيضا صومعة من الفخار عمرها 5000 عام، كما يوجد بصالة العرض أيضا أنواع من الخبز والحلوى المصرية القديمة التي يبلغ عمرها حوالي 3500 عام.

فى الطابق الثاني من متحف الزراعة المصرية القديمة توجد قاعة البردى وبها ورق بردى حقيقى وحبال مصنوعة من البردى وزعف نخيل الدوم، إضافة إلى مجموعة هياكل عظمية ومومياوات وتماثيل لطيور وحيوانات وحشرات وأحياء مائية ترجع  للعصر الفرعوني.

متحف القطن

ينفرد المتحف بوجود أندر مجموعة للأصول الوراثية للاقطان المصرية والأجنبية، ويضم المتحف في طابقه الأرضي مجموعة نادرة من الأصناف الأجنبية للعديد من الدول التي كانت تزرع القطن منذ عام 1934م، وأهم هذه الدول هي أمريكا، روسيا، الهند، اليونان، اسبانيا، السودان، العراق.

يحتوى الطابق العلوي من متحف القطن على قاعة معروضات تضم عرضا لمساحات الأراضي المنزرعة بأصناف القطن المختلفة بالقطر المصري منذ عام 1925م، وخريطة توضح نشأة أصناف القطن المصري التي ظهرت منذ عام 1818م.

كما يضم المتحف صالة للتراث تعرض لوحة لمحمد على باشا أول من نظم زراعة القطن بالقطر المصري بصفة تجارية، ومستخرجات من جريده الوقائع المصرية عن القطن منذ عام 1934م، وقطع من أقمشة قبطية وسورية نادرة يُرجح أنها من القرن الثاني عشر إلى القرن الرابع عشر ميلادى، ونموذج لنول يدوى عام1920م استخدم في إنتاج أفخر وأنعم الأقمشة القطنية من البوبلين من صنف القطن السكلاريدس، إضافة إلى لوحات نادرة تمثل غزل ونسج القطن في اليابان، ولوحات أخرى نادرة تمثل غزل القطن في ألمانيا عام 1540م.

متحف العصر اليوناني الروماني القبطي الإسلامي

يمثل المتحف المرحلة الثانية من تطور الزراعة في مصر حيث أنه يمتد إلى الفترة التاريخية منذ العصر اليوناني الروماني وحتى العصر الإسلامي إي منذ عام 332 ق.ن وحتى سنه 640 م. وينقسم المتحف إلى قسمين نبات وحيوان.

قسم النبات يضم مجموعة من أدوات الحرث والحصاد مثل  المحاريث وسلاح بلطة من البرونز وألواح تذرية من الخشب، وعدة حجرات منها حجرة المحاصيل الزراعية وحجرة الزهور.

من أهم القطع الموجودة بهذا القسم تمثال الراعي الصالح وهو نموذج والأصل بـالمتحف الإغريقي الروماني بالإسكندرية. كما توجد مجموعة من أجزاء أطباق القيشاني ذات زخارف نباتية وهندسية تعود للعصر الإسلامي، إضافة إلى أختام من الفخار ذات زخارف على التراث القبطي والعربي، وكذا قطعة نسيج من الكتان الموشى بالصوف من العصر القبطي.

أما عن قسم الحيوان فيضم قاعة دواب الحمل والنقل مثل الحمار والجمل، وحجرة الماشية الكبيرة مثل الثيران والجاموس، وحجره الماشية الصغيرة مثل الماعز والخراف، وحجرة القطط والكلاب والضباع والخنازير، وحجرة الغزلان والطيور البرية والطيور الجارحة، وحجرة الأسماك والحشرات والثعابين، وحجرة التماسيح وفرس النهر والسلحفاة.

من أهم القطع الموجودة بهذا القسم هيكل عظمى لحمار كبير يرجع للقرن الخامس الميلادي، ومومياء تمساح كبير محنطة ومكفنة بالكتان، وأجزاء من عظام فرس النهر، وصندل مزخرف من الجلد يرجع للعصر الإسلامي.

متحف المقتنيات التراثية

يتكون المتحف من طابقين يحوى طابقه الأول صالة كبرى و9 قاعات و2 ممر، والطابق الثاني يشمل 11 قاعة وعدد 2 ممر، يربط بين الطابقين سلم نادر من الخشب العزيزى.

يضم المتحف بعض مقتنيات من لوحات نادرة للأسرة الملكية سابقا وأرائك خشبية بعضها مُطعم بالصدف والعاج ومزهريات وصواني ومباخر نحاسية ترجع إلى القرن التاسع عشر ميلادي، وعدد 14 قطعة من السجاد الأثري الذي يرجع إلى القرن السابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر ميلادي.

كما يحتوى المتحف على قطع من النسيج النادر ترجع إلى  القرن الثاني عشر حتى القرن الرابع عشر ميلادي، وأيضا قطعة نسيج نادرة من كسوة الكعبة المشرفة ريتاج منفذة بطريقة السيرما بخيوط من الفضة، التي كانت تُرسلها مصر في موسم الحج تعود لأواخر القرن التاسع عشر ميلادي.

ومن بين معروضات المتحف أيضا مدفع قديم من عهد السلطان عبد الحميد 1889م، ونافورة من الرخام على الطراز الفرنسي ومجموعة أثرية من البنادق ترجع إلى القرن التاسع عشر ميلادي، ونموذج لباخرة المحروسة طوافة الأميرة فوزية 1937م. وباب القصر الأصلي من خشب الخرط طوله 6.66 متر وارتفاعه 3.4 متر من القرن الـتاسع عشر ميلادي، ومكتبة على شكل مدفئة مطعمة بالصدف والعاج على الطراز الإسلامي.

متحف الصداقة الصينية المصرية

بدأ الإعداد لـمتحف الصداقة الصينية المصرية عام 2005م وافتتح عام 2013م بهدف توطيد علاقات الصداقة المصرية الصينية.

من أهم القطع الموجودة بالمتحف لوحة سور الصين العظيم، ولوحة عيد رش الماء التقليدي لقومية داي، ولوحة رسم تخطيطي للألعاب الاوليمبية في العاصمة الصينية بكين، وتمثال للجندي المحارب، ولوحه لمعبد السماء.

كما يضم المتحف مجموعة من المقتنيات الفاخرة وبعض الجوائز التي حصلت عليها شخصيات مصرية، إضافة إلى صور لمناطق ونباتات في الصين ومصر.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى