تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الزراعة

إعداد: أ.د.عبدالمنعم صدقي

أستاذ بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني – مركز البحوث الزراعية

 للذكاء الاصطناعي بصمه في العديد من الصناعات، بما في ذلك الرعاية الصحية، والسيارات، والتصنيع، والآن الزراعة. يواجه القطاع الزراعي، الذي يشكل العمود الفقري للاقتصاد العالمي، تحدي إنتاج 50٪ من الغذاء بحلول عام 2050 بسبب الزيادة السكانية.

تابعونا على قناة الفلاح اليوم

تابعونا على صفحة الفلاح اليوم على فيس بوك

تتمتع تقنيات الذكاء الاصطناعي بالقدرة على إحداث ثورة في الزراعة من خلال مساعدة المزارعين على زراعة محاصيل عالية الجودة بشكل مستدام. ومن اهم الطرق الرئيسية التي يتم بها استخدام الذكاء الاصطناعي في القطاع الزراعي:ـ

مكافحة الآفات والحشرات

 تشكل الآفات والحشرات تهديدا كبيرا للمحاصيل في جميع أنحاء العالم، مما يتسبب في خسائر كبيرة. تستخدم شركات الذكاء الاصطناعي مثل “Farm Wise” الخوارزميات لتحليل صور الأقمار الصناعية وتنبيه المزارعين بشأن الإصابة المحتملة بالآفات، مما يتيح اتخاذ إجراءات في الوقت المناسب للتخفيف من الضرر.

مراقبة صحة التربة والمحاصيل

 تستخدم الشركات الناشئة مثل “Peat” و”Trace Genomics” تقنية الذكاء الاصطناعي لتقييم جودة التربة والمحاصيل. تحدد تطبيقات مثل “Plantix” نقص المغذيات والآفات والأمراض في النباتات من خلال التعرف على الصور. توفر حلول التصوير الجوي القائمة على الطائرات بدون طيار مثل Vine View تقارير مفصلة عن صحة المحاصيل، مما يسمح للمزارعين باتخاذ التدابير التصحيحية على الفور.

الروبوتات الزراعية

 تعمل شركات مثل “Blue River Technology” و”Harvest CROO Robotics” على تطوير روبوتات يمكنها أداء مهام مثل مكافحة الأعشاب الضارة والحصاد وفحص جودة المحاصيل. يمكن لهذه الروبوتات تغطية مناطق كبيرة في يوم واحد، مما يقلل من الحاجة إلى العمال البشريين ويزيد من الكفاءة.

الزراعة الدقيقة مع التحليلات التنبؤية

تمكن تطبيقات الذكاء الاصطناعي الزراعة الدقيقة من خلال تزويد المزارعين برؤى حول الزراعة المثلى وإدارة المياه والحصاد. تحلل خوارزميات التعلم الآلي صور الأقمار الصناعية والطائرات بدون طيار للتنبؤ بالظروف الجوية وتقييم استدامة المحاصيل واكتشاف الأمراض أو الآفات. يسمح هذا التحول نحو الزراعة الدقيقة للمزارعين بإنتاج محاصيل ذات جودة أعلى بموارد أقل.

الجرارات ذاتية القيادة

 تم تطوير المركبات ذاتية القيادة على نطاق واسع، ويستفيد القطاع الزراعي من الجرارات ذاتية القيادة المجهزة بأنظمة الاستشعار عن بعد. يمكن لهذه الجرارات التنقل في الحقول بدقة، وتجنب ضغط التربة، وتحسين نمو المحاصيل، وتوفير الوقت من خلال إنشاء مسارات حصاد فعالة.

من المتوقع أن يقود الذكاء الاصطناعي الطريق نحو إحداث ثورة في القطاع الزراعي. والشركات التي تستفيد من تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي على استعداد لتقديم حلول مبتكرة لمعالجة تحديات إنتاج الغذاء لعدد متزايد من السكان. ومن خلال تبني الممارسات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، يمكن للزراعة أن تصبح أكثر كفاءة واستدامة وإنتاجية لتلبية متطلبات المستقبل.