تصمغ الأشجار ذات النواة الحجرية: الخطر الصامت الذي يُهدد بساتين الفاكهة
كتب: عمرو جابر تصمغ الأشجار ذات النواة الحجرية (Gummosis of Stone Fruits)، والمعروف أيضًا باسم تصمغ أشجار الحلويات أو تصمغ أشجار اللوزيات، هو مرض شائع يصيب مجموعة من أشجار الفاكهة مثل البرقوق، المشمش، الخوخ، اللوز، الكرز، والأجاص، مسببًا إفرازات صمغية قد تؤثر على صحة الأشجار وإنتاجيتها.
مقدمة
تُعد الأشجار ذات النواة الحجرية من المحاصيل الزراعية الهامة التي توفر إنتاجًا غنيًا من الفواكه مثل المشمش والخوخ والكرز واللوز. إلا أنها عرضة للإصابة بعدد من الأمراض، من أبرزها التصمغ، الذي يؤثر على صحة الأشجار وإنتاجيتها. يحدث التصمغ نتيجة عوامل بيئية أو حيوية، مما يؤدي إلى إفرازات صمغية قد تتسبب في أضرار بالغة إذا لم تُتخذ التدابير الوقائية والعلاجية المناسبة. في هذا المقال، سنستعرض أهمية هذا المرض، أسبابه، الأعراض المرتبطة به، بالإضافة إلى أفضل الطرق لمكافحته والحفاظ على سلامة الأشجار.
نبذة عن المرض
يؤثر تصمغ الأشجار على الفواكه ذات النواة الحجرية، حيث يظهر بشكل شائع على البرقوق، المشمش، الخوخ، اللوز، الكرز، والأجاص، مع كون البرقوق والأجاص الأكثر عرضة للإصابة. تغطي هذه المقالة أهمية المرض، أسبابه، أعراضه، وطرق مكافحته.
أهمية المرض
يعد التصمغ ظاهرة شائعة، تزداد وضوحًا خلال تدفق العصارة في الأشجار، حيث يظهر كإفراز صمغي شفاف أو كهرماني يتحول إلى صلب مع نهاية الصيف. يمكن التمييز بين أسباب التصمغ من خلال فحص اللحاء أسفل الصمغ، فإذا كان بلون الكريم فهو ناتج عن عوامل بيئية، أما إذا كان بنيًا فهو نتيجة عدوى أو آفة.
يؤثر التصمغ على الأشجار بمختلف أعمارها، مما يؤدي إلى تراجع الإنتاجية، وفي الحالات الشديدة يسبب تساقط الأوراق وموت الأشجار. يعد المرض من المشاكل الخطيرة التي تؤدي إلى خسائر كبيرة وينتشر في العديد من دول العالم، بما في ذلك اليمن.
عوامل بيئية غير حية:
ـ ارتفاع نسبة الرطوبة بسبب الري الزائد، أو التربة الطينية الثقيلة رديئة الصرف.
ـ الجروح والخدوش الناتجة عن تقلبات الطقس مثل الصقيع وحروق الشمس والبَرَد.
ـ نقص العناصر الغذائية، مثل نقص البورون.
عوامل حية:
ـ الحشرات: مثل حفارات الساق وثاقبات الأفرع.
ـ الفطريات: مثل Botryodiplodia theobromae و Fusarium solani و Neoscytalidium spp.
ـ البكتيريا: مثل Pseudomonas syringae المسببة للتقرح.
الأعراض
ـ الأسباب البيئية: يظهر الصمغ في مناطق عشوائية أو عند الجروح الحديثة، ويبدأ بلون شفاف ثم يصبح كهرمانيًا مع مرور الوقت.
ـ الإصابة بالحشرات:
ـ ثاقبة الخوخ الكبرى: إفراز صمغي سميك عند قاعدة الشجرة، ممزوج ببراز اليرقات.
ـ الحفارات: صمغ شفاف يتحول إلى كهرماني داكن، يظهر في مواقع الإصابة مثل الأغصان والجذع.
الإصابة الفطرية:
ـ قرحة السيتوسبورا: يظهر الصمغ في مناطق التقليم أو عند التقاء الفروع، ويتحول إلى لون داكن جدًا مع مرور الوقت.
ـ الإصابة البكتيرية:
ـ التقرح البكتيري: يظهر الصمغ بلون حليبي أو كهرماني فاتح عند البراعم والفروع، ويصبح داكنًا عند الجفاف.
طرق المكافحة
للوقاية من التصمغ الفسيولوجي:
ـ تجنب الزراعة في الأراضي سيئة الصرف وتحسين التهوية.
ـ الري المنتظم دون إفراط.
ـ عدم التقليم بين أغسطس وفبراير لحماية الأشجار من العدوى.
لمكافحة التصمغ الناتج عن الحشرات
ـ إزالة الصمغ يدويًا والبحث عن اليرقات وقتلها.
ـ استخدام مبيدات الحشرات الموصى بها لمكافحة الحفارات.
لمكافحة الأمراض الفطرية والبكتيرية
ـ تقليم الفروع المصابة وإزالتها بعيدًا عن البستان.
ـ تجنب التقليم في الطقس الرطب للحد من انتشار العدوى.
ـ الحفاظ على صحة الأشجار عبر الري والتغذية المتوازنة.
ـ استخدام الطلاء الأبيض للجذوع لحمايتها من حروق الشمس خلال الشتاء.
الخلاصة:
تصمغ الأشجار ذات النواة الحجرية مشكلة شائعة يمكن أن تؤثر على الإنتاجية وتسبب خسائر كبيرة. من خلال الممارسات الزراعية السليمة، مثل تحسين الصرف، التقليم السليم، واستخدام المبيدات المناسبة، يمكن تقليل تأثير المرض والحفاظ على صحة الأشجار وإنتاجيتها.
🔹 تابعونا على قناة الفلاح اليوم لمزيد من الأخبار والتقارير الزراعية.
🔹 لمتابعة آخر المستجدات، زوروا صفحة الفلاح اليوم على فيسبوك.