رأى

ترعة المحمودية الجديدة

هيثم خيري

بقلم: هيثم خيري

الوجوه كالحة بلا مبالغة، أفسدتها أشعة الشمس ومياه الشرب المالحة وسوء التغذية والتعذيب، والعمل غصبا في حفر ترعة المحمودية الجديدة.

قبل موعد زراعة “الدراوي” بأيام، سيتعطل الفلاحون عن زراعة الموسم بالكامل، سيأمر باشا مصر محمد علي بجمعهم من كافة الأقاليم والمحافظات، وسيتم اقتيادهم في قطارات بشرية مربوطين في الحبال، ليسيروا عشرات الكيلومترات حفاة على أقدامهم، حتى يصلوا لمقر الحفر، ويستأنفوا سلسلة طويلة من الأعمال التي لا تنتهي.

هذه ليست المرة الأولى التي يجمع فيها شيوخ الغفر الفلاحين للعمل بالسخرة في حفر الترعة، ومؤكد أنها ليست الأخيرة.. مات أكثر من خمسة آلاف فلاح إلى الآن في أعمال الحفر، إما عطشا أو مرضا أو من سوء التغذية وضربات الشمس المتتالية، ومؤكد سيلحق الأذى بآلاف آخرين، حتى تصل أعداد من استهشدوا في حفر هذه الترعة وحدها نحو 12 ألف فلاح.

كيف عاش الناس في ذلك الزمن؟ وهل تكبدوا جرائم حكام الأقاليم في حقهم دون تذمر؟

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى