رئيس التحرير

تحذير.. أكل المطاعم فيه سُم قاتل

بقلم: د.أسامة بدير

عزيزي القاريء في سطور هذا المقال احذر من خطورة أكل المطاعم التي غزت شوارعنا في القرى والمدن، بل وصل الأمر إلى أن الغالبية الكاسحة من المواطنين على اختلاف ثقافتهم ومستوى تعليمهم وفقا للملاحظة والمتابعة اليومية يترددون يوميا على مطاعم المأكولات وبشكل هستري غريب ويلتهمون كميات كبيرة من الأطعمة غير الصحية والمُلوثة في بعض الأحيان وفقا لشهادات البعض.

تابعونا على قناة الفلاح اليوم

تابعونا على صفحة الفلاح اليوم على فيس بوك

سلوكيات غريبة على مجتمعنا باتت تمثل جزء أصيلا من بين مكونات الشخصية المصرية التي غيرتها ظروف وعوامل اقتصادية اجتماعية وحضارية خلال العقود الثلاثة الفائتة.

احكي لكم أحد المشاهد الغريبة والمقززة للنفس الإنسانية وهى من بين عشرات المشاهد والمواقف التي رصدتها قبل صياغة هذا المقال لتكون شاهدا على فداحة القضايا أو الإشكالية التي نتناولها.

المكان: منطقة وسط القاهرة وفي أحد أهم شوارعها الشهيرة.

المطعم: مطعم شهير للغاية يُقدم الوجبات الجاهزة.

التفاصيل: عقب الانتهاء من حوار صحفي اجريته مع أحد قيادات وزارة الزراعة وخلال تواجدي في منطقة وسط البلد شعرت بالجوع فقررت أن أتناول وجبة سريعة.. توجهت إلى أحد المطاعم وطلبت عدد 2 ساندوتش، دفعت 60 جنيهاً للكاشير، ثم توجهت إلى المكان المُخصص للاستلام .. أثناء انتظاري إذا بي أشاهد العامل الذي سوف يُسلمني الطلب وضع يده في أنفه … صُدمت صدمة كبيرة للغاية وفقدت التفكير والإحساس بمن حولي في الوقت الذي استمر في مُمارسة عمله حيث يُمسك الطعام ويسلمه بيده المُلوثة من دون أي اكتراث منه أو من المواطنين المنتظرين للحصول على طلباتهم.

كانت صدمتي كبيرة فيما حدث .. لم أُبالغ إذا ما قلت أن صدمتي كانت مُضاعفة .. الأولى كانت بسبب أن العامل مارس هذا الأمر القذر ولم يكترث بما فعله حيث أنه يلامس أكل الناس من دون أدنى انتباه بخطورة ما فعله ويفعله باستمرار أثناء عمله.
والثانية أن الناس شاهدت العامل يفعل هذه الفعلة النكراء ويلامس أكلهم دون أي استنكار أو حتى تعجب، وبدا لي أن الأمر كله بالنسبة لهم أمر عادي.

بعد عدة دقائق بدأت أتمالك أعصابي، ومع نفس عميق مُختلط بملايين الصرخات التي ملأت جسدي توجهت إلى الكاشير لاسترداد قيمة فاتورة الطلب، رافضا وبكل قوة أي إغراءات أو اعتذار …

هذا مشهد واحد يكفي لإغلاق المطعم الشهير الكائن في وسط القاهرة، لأنه ببساطة شديدة هذا ما حدث أمام أعين الناس فما بالكم بما يحدث في غرفة إعداد الطعام.. لا نظافة ولا رقابة ولا مراعاة لأدنى ضوابط الإعداد الجيد للغذاء.

يقيني، أن هذا السلوك الخاطيء من عامل المطعم مرفوض ومُجرم ولابد ممن يهمه الأمر اتخاذ كافة الإجراءات الصارمة التي تراعي وتحافظ على صحة المواطنين، وتشديد عقوبات العبث بغذاء ملايين الملايين.

وأخيرا، فلابد من إعادة صياغة العقل الجماعي للمصريين فيما يخص التوعية الغذائية وشروط الغذاء الصحي الآمن، فضلا عن ضرورة النصح والإرشاد بالنظافة الشخصية وقواعد الأدب في تعامل الإنسان مع جميع أجزاء جسده، فالفطرة التي فطر الله الناس عليها من دون شك تسمو وترتقي بالإنسان وتعلو به إلى عنان السماء.

أُناشد علماء الاجتماع في مصر المحروسة إلى إعادة صياغة العديد من نظريات علم الاجتماع في ضوء ما تعرض ويتعرض له الإنسان المعاصر بفعل تحديات شديدة الخطورة، وكذا النظر بعين الاعتبار إلى الشخصية المصرية وما أصابها من أمراض اجتماعية أضحت مُزمنة وباتت تهدد كيان المجتمع وصحته، والعمل على طرح رؤى تضمن تصحيح مسار تلك السلوكيات الشاذة وغير الحضارية التي تُنذر بانهيار كامل لمنظومة القيم الصحية والأخلاقية وتعاملات البشر فيما بينهم.

والكلام قد انتهى .. والتحذير لا زال قائما… والعاقبة على من لا يسمع ولا يرى ولا يعقل… فأكل المطاعم فيه سُم قاتل.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. للأسف هذه الممارسات الخاطئة معتادة بصفة عامة لدى كل التعاملات مع الجمهور والعملاء دون تعليق منهم ولم تقتصر على أماكن الأطعمة فقط وان رفضت هذا السلوك تكون انت المخطئ من الجمهور وممن يتعامل معك .
    ‐————————————-@@@@@@@@

  2. [١١/‏١٢ ٩:٤٧ م] ab metwaly40: استاذنا الفاضل الكلام ده صحيح وجميع انواع الاكلات والحلويات والمشروبات لابد أن تكون تحت إشراف البلدية والقروية يأخذ عينات وتنزل غرامات مالية كبيرة أو غلق في حالة وجود اي نسب تلوث طبقا لما في المواصفات الخاصة بالأغذية علاوة على تطبيق الاشتراطات الصحية
    طبعا غياب دور المحليات والسرقة في المحليات والفساد سببا رئيسيا في كل هذا

  3. استاذنا الفاضل الكلام ده صحيح وجميع انواع الاكلات والحلويات والمشروبات لابد أن تكون تحت إشراف البلدية والقروية يأخذ عينات وتنزل غرامات مالية كبيرة أو غلق في حالة وجود اي نسب تلوث طبقا لما في المواصفات الخاصة بالأغذية علاوة على تطبيق الاشتراطات الصحية
    طبعا غياب دور المحليات والسرقة في المحليات والفساد سببا رئيسيا في كل هذا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى