البيئة

تحذيرات وتوصيات للتعامل مع الموجات الحارة التي تهدد المحاصيل الزراعية

تقرير: أ.د/محمد علي فهيم

رئيس مركز معلومات تغير المناخ بمركز البحوث الزراعية

مع دخولنا اليوم الرابع من الصيف الرسمي (الفلكي)، تتزايد التوقعات بسيادة وتكرار موجات شديدة الحرارة هذا العام، ما يُنذر بتأثيرات سلبية على مختلف المحاصيل الزراعية، من خضر ومحاصيل حقلية، إلى الأشجار المثمرة والنباتات الطبية والعطرية.

وفي هذا السياق، يؤكد الخبراء أن ارتفاع درجات الحرارة بشكل مفاجئ يتسبب في “إرهاق فسيولوجي شديد للنباتات”، ناتج عن صدمة حرارية تؤدي إلى خلل في عمليات الامتصاص والبناء الضوئي، وتفاقم فقد الماء من خلال عملية البخر-نتح، ما ينعكس مباشرة على إنتاجية وجودة المحصول.

ماذا تفعل الموجات الحارة بالنباتات؟

من أبرز التأثيرات الفسيولوجية للموجات الحارة على النباتات:

ـ ارتباك في امتصاص العناصر الغذائية نتيجة خلل في توازن الشحنات الأيونية.

ـ زيادة إفراز هرمون الإيثلين، وهو غاز نباتي ينشط بفعل الحرارة المرتفعة، ويؤدي إلى تغييرات خطيرة في وظائف النبات، منها:

ـ تهدل الأوراق نتيجة تمدد خلايا الجزء العلوي منها.

ـ تسريع نضج الثمار بشكل مبكر، مع زيادة معدل التنفس.

ـ تثبيط نمو البراعم الجانبية بسبب ظاهرة السيادة القمية.

كيف نتعامل مع الموجات الحارة؟… توصيات عاجلة للمزارعين

الري صباحًا فقط:
ينصح الخبراء بإجراء “رية خفيفة” في الصباح الباكر لتأمين الرطوبة الأرضية دون تعريض النبات لصدمة حرارية. ويُمنع تمامًا الري وقت الظهيرة، إلا إذا كان مصدر الطاقة المستخدم هو الطاقة الشمسية.

تحفيز النمو سريعًا:
بعد انتهاء الموجة الحارة، يُفضل استخدام محفزات النمو (وليس منظمات النمو) لتعويض فترة التوقف الفسيولوجي، شريطة وجود رطوبة أرضية كافية، مع مراعاة توقيت الري المثالي (بعد الفجر مباشرة).

الرش بالعناصر الدقيقة والأحماض الأمينية:
يوصى برش النباتات بالأحماض الأمينية الحرة والعناصر الصغرى (خاصة الحديد، الزنك، المنغنيز)، مع الحذر من استخدامها في وجود مؤشرات لانتشار أمراض فطرية، لتفادي تفاقم الحالة المرضية.

استخدام سليكات البوتاسيوم:
يُنصح برش سليكات البوتاسيوم بتركيز 4 – 6 سم/لتر لمحاصيل الخضر مثل الطماطم، الفلفل، الباذنجان، والخيار، و7 – 8 سم/لتر لأشجار الفاكهة الصيفية مثل المانجو، الزيتون، الرمان، والعنب، لما لها من دور مهم في دعم مقاومة النبات للحرارة والإجهاد.

الابتعاد عن المبيدات الجهازية:
يُحذر من استخدام المبيدات الكيماوية الجهازية خلال فترات الإجهاد الحراري، نظرًا لأنها تستنزف طاقة النبات وتزيد من حالته المتدهورة.

في النهاية، يُعتبر التوقيت عاملًا حاسمًا في مواجهة آثار الموجات الحارة على المحاصيل، سواء في الري أو الرش أو التسميد، ما يستدعي وعيًا زراعيًا متجددًا وتطبيقًا دقيقًا للتوصيات الوقائية والعملية.

🔹 تابعونا على قناة الفلاح اليوم لمزيد من الأخبار والتقارير الزراعية.
🔹 لمتابعة آخر المستجدات، زوروا صفحة الفلاح اليوم على فيسبوك.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى