تحديات وطفرة في زراعة المحاصيل الزيتية
كتبت: هند محمد خلال السنوات الأخيرة تراجع الإنتاج السنوي في مصر من زيوت الطعام بسبب تراجع المساحات المزروعة بمحصول القطن، حيث كان يتم الاعتماد عليه بشكل أساسي في إنتاج الزيوت، كما أن المزارعين لا يُقبلون على زراعة هذه المحاصيل بسبب انخفاض الربحية الخاصة بها؛ وعدم توفر نظام الزراعة التعاقدية لتلك المحاصيل، لذلك فإنهم يُفضلون زراعة محاصيل أخرى أكثر ربحيةً، وأقل في القِيمة الاقتصادية.
تابعونا على صفحة الفلاح اليوم على فيس بوك
استيراد الزيوت والبذور الزيتية
تستورد مصر من الزيوت حوالي 98% لتغطية احتياجاتها بسبب محدودية المساحات المزروعة بالمحاصيل الزيتية، وهو الأمر الذي يجعل سعر الزيوت مرتفعا باستمرار؛ حيث لا يملك المستوردون المصريون أي تحكم فيه، بل يمكن القول: إن السعر بالكامل يأتي من الخارج.
شاهد: المحاصيل الزيتية.. معلومات في الزراعة والإنتاج
وأوضح تقرير صادر عن قسم بحوث المحاصيل الزيتية بمعهد المحاصيل الحقلية بمركز البحوث الزراعية، أن زيوت الطعام، التي تقوم مصر باستيرادها من الخارج، تقدر بـ3,7 مليون طن بذور زيتية، و2 مليون طن زيوت، وأشار التقرير إلي أن هذه البذور والزيوت يمكن تصنيفها إلي 3,7 مليون طن بذور فول الصويا بقيمة 2,1 مليار جنيه، واستيراد 70 ألف طن بذور دوار الشمس بقيمة 423 مليون جنيه، فضلا عن استيراد 1,3 مليون طن زيت نخيل، واستيراد 114 ألف طن زيت فول صويا، علاوة على استيراد 536 ألف طن زيت دوار الشمس.
ولذا، سعت وزارة الزراعة بالمشاركة مع أجهزة الدولة العمل على زيادة المساحات المزروعة بالمحاصيل الزيتية، ومن بين تلك الجهات الشركة تنمية الريف المصرى الجديد، المسئولة عن تنفيذ وإدارة المشروع القومى لاستصلاح وhستزراع وتنمية المليون ونصف المليون فدان.
شاهد: زراعة الكانولا في الأراضي الملحية
إنتاج مصر من المحاصيل الزيتية
وأشار التقرير، إلى أن إجمالي كميات الزيوت والبذور الزيتية، التي يتم استيرادها من الخارج، تصل إلى 5,7 مليون طن سنوياً، منها مليوني طن زيوت، و3,7 مليون طن بذور زيتية.
وأكمل: أن المساحات المزروعة بالفول السوداني بلغت 160 ألف فدان تنتج 240 ألف طن، بالإضافة إلي زراعة 38 ألف فدان بفول الصويا تنتج 57 ألف طن، علاوة على زراعة 64 ألف فدان سمسم تنتج 37,8 ألف طن، وزراعة مساحة 28 ألف فدان بمحصول دوار الشمس تنتج 33,6 ألف طن، وزراعة 2000 فدان بنبات الكانولا تنتج 2800 طن، بينما يتم زراعة 26 ألف فدان بالكتان تنتج 13 ألف طن.
شاهد: سعر ضمان دوار الشمس.. (لزيادة المساحات المزروعة ومصلحة الفلاح)
تحديات زراعة المحاصيل الزيتية
أكد التقرير، أن من أهم تحديات تواجه زراعة المحاصيل الزيتية أنها ضعيفة المنافسة مع المحاصيل الآخري، فمثلا محصول دوار الشمس يزرع صيفا مع الذرة والأرز وبعمل مقارنة بين أسعار المحاصيل الثلاثة سنجد أنه “دوار الشمس” يأتي في المرتبة الثالثة، أي أن عائداته أقل.
ولفت التقرير، إلى أنه رغم ذلك إلا أن المحاصيل الزيتية يمكن أن تزرع في أكثر من عروة وفي مختلف أنواع الأراضي حتي الجديدة والمستصلحة وذات الملوحة العالية.
شاهد: أصناف وسلالات جديدة من المحاصيل الزيتية ذات الإنتاجية العالية
زيادة المساحات المزروعة بالمحاصيل زيتية
سيتم زراعة نحو 29 ألف فدان لصالح أحد شركات الاستثمار الزراعي الخاصة في إطار مشروع زراعى صناعى متكامل، وزراعة مساحات كبيرة من المحاصيل الزيتية، وفى مقدمتها محصولى دوار الشمس وفول الصويا بهدف إنتاج زيت الطعام والأعلاف.
وأكد اللواء عمرو عبدالوهاب، العضو المنتدب لشركة الريف المصري، أن هذا الاستثمار خطوة مهمة نحو تخصيص مساحات الأراضى اللازمة لزراعة كافة المحاصيل الاستراتيچية بمختلف مناطق الريف المصرى الجديد وخاصة المحاصيل الزيتية.
شاهد: الهجن الجديدة لدوار الشمس من إنتاج علماء قسم بحوث المحاصيل الزيتية بمعهد المحاصيل الحقلية
شاهد: زهرة الشمس.. إنتاج هجن ذات إنتاجية ونسبة زيت عالية
وأوضح عبدالوهاب، أن المحاصيل الزيتية تعتبر محاصيل تصنيعية ضرورية للسوق المحلي، مشيرا أنها تقوم عليها العديد من الصناعات الغذائية والطبية المهمة، فضلا عن صناعة الأعلاف الحيوانية، وهو ما يجعلها تساهم بدورٍ فعالٍ في تنمية الاقتصاد الوطني.
وأشار العضو المنتدب لشركة الريف المصري، إلى أن مصر تمتلك أغلب المقومات المناخية اللازمة وخصائص التربة والموارد البشرية والمائية التى تتناسب مع زراعة وإنتاج المحاصيل الزيتية.