دولى

«تجارة الفستق» تشعل الصراع بين أمريكا وإيران

الفستق

BBC تواجه تجارة الفستق العالمية اضطرابات غير متوقعة بسبب التوتر بين إيران والولايات المتحدة.

وتبلغ قيمة تجارة الفستق الدولية عدة مليارات دولار وتتزايد قيمتها مع تزايد الإقبال على شرائه.
وتسيطر الولايات المتحدة وإيران على تجارة الفستق العالمية، حيث يسيطران على ما بين 70 و80%، من الإنتاج السنوي في العشر سنوات الماضية.

وخلال الأربعين عاما الماضية، واجه مزارعو الفستق في إيران ضغوطا بسبب العقوبات، والرسوم والقيود المفروضة على الوصول إلى مؤسسات التمويل العالمية.

وعلى الرغم من أن الفستق ذاته ليس على قائمة المنتجات التي فرضت عليها عقوبة، فإن القيود المفروضة على تعامل إيران مع الجهاز المصرفي العالمي جعلت المزارعين الإيرانيين يواجهون صعوبات.

وتغيرت الأمور بصورة كبيرة في عام 2016 بعد الاتفاق النووي مع إيران، الذي أدى إلى تخفيف العقوبات عن إيران.

وبعد تخفيف العقوبات، لم يتدفق فقط النفط الإيراني إلى الأسواق العالمية، ولكن صادرات الفستق الإيراني وجدت طريقها إلى الأسواق الدولية.

ولكن الانتشار الذي شهده الفستق الإيراني في الأسواق الدولية قد يواجه تحديات، حيث قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الاتفاق النووي الإيراني، الذي تم التوقيع عليه في فترة حكم سابقه الرئيس باراك أوباما، “أسوأ” اتفاق شاركت فيه الولايات المتحدة.

وبالنسبة لصناعة الفستق في إيران، فإن التهديد بنسف الاتفاق وإعادة فرض العقوبات يمكن أن يعني عودة ما أسماه خوجة حسين سعدي، نائب مدير رابطة مزارعي الفستق في إيران، “منافسة غير عادلة وغير متكافئة”.

وتعود صناعة الفستق في إيران إلى آلاف السنين. وبدأت زراعة الفستق في الولايات المتحدة في الثلاثينيات ببذور إيرانية.

وجاء ازدهار زراعة الفستق بعد أن قطعت الولايات المتحدة علاقاتها مع إيران بعد أزمة الرهائن عام 1979، والتي فرضت الولايات المتحدة بعدها عقوبات على الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

وفي العقود العدة التالية، كان من الصعب على زراعة وصناعة الفستق أن تزدهر في إيران بسبب العقوبات الاقتصادية وعدم القدرة على الوصول إلى الأسواق العالمية، حتى في الدول التي كانت ترحب بالمحصول الإيراني.

وأثناء ذلك الحين، توسع السوق الأمريكي، وقام الكثير من المزارعين في كاليفورنيا بزراعته.

ولكن في عام 2014، أدى ارتفاع درجة الحرارة والجفاف إلى فقدان نحو نصف المحصول وأدى إلى انخفاض العائدات عام 2015، وهو العام الذي بيع فيه المحصول، بما يقارب 1.4 مليار دولار.
وارتفعت أسعار الفستق عالميا، ولكن بالنسبة لمزارعي الفستق في إيران مثل الأمر ايضا فرصة.

كانت زيادة الطلب على الفستق في الصين دافعا هاما لزيادة أسعار الفستق.
ويرتفع سعر الفستق منذ عام 2002. ويعزو ريتشارد ماتوايان، المدير التنفيذي لرابطة مزارعي الفستق الأمريكية، الأمر لزيادة الوعي بالفوائد الصحية للفستق وزيادة الطلب العالمي على الطعام الصحي.

وقال “الصناعة تزيد أسعار المنتجات بالدعاية”، مضيفا أن طلب الطبقة الوسطى في الأسواق النامية يزيد أيضا من الصادرات.

وكانت زيادة الطلب على الفستق في الصين دافعا هاما لزيادة أسعاره. وبين 2008 و2013 ارتفعت واردات الصين من الفستق الأمريكي بنسبة 146%.
ولكن الجفاف في كاليفورنيا عام 2014 أدى إلى قفزة كبيرة في أسعار الفستق من ثلاثة دولارات للرطل إلى 5 دولارات للرطل.

وبالمقارنة مع ذلك، كان محصول الفستق الإيراني ذلك العام قويا. وفي أسواق مثل الصين، بيع المحصول الإيراني بسعر يقل بنحو 0.20 للرطل عن المحصول الأمريكي.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى