صحة

تأثير اللحوم ومنتجاتها على البصمة الكربونية

إعداد: د.رانيا نبيل محمد صالح

قسم بحوث اللحوم والأسماك بمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية – مركز البحوث الزراعية

بتصاعد أزمة المناخ، بدأت ملاحظة العلاقة بين خياراتنا الاستهلاكية والبصمة الكربونية التي تتركها وراءها. وقد دفعت البصمة الكربونية المرتبطة بالزراعة الحيوانية العديد من المستهلكين إلى التخلي عن منتجات اللحوم أو تقليلها، أو يختارون الأسماك والمأكولات البحرية الأخرى كمصدر بديل للبروتين، حيث إن تناول الأسماك والمأكولات البحرية له تأثير بيئي منخفض.

تقيس البصمة الكربونية إجمالي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري المباشرة وغير المباشرة المرتبطة بفرد أو مؤسسة أو منتج أو حدث في جميع مراحل دورة حياته من استخراج المواد وتصنيعها إلى استخدامها والتخلص منها.
تشمل غازات الاحتباس الحراري الشائعة ثاني أكسيد الكربون (CO₂) والميثان (CH₄) وأكسيد النيتروز (N₂O)، ولاختلاف قوة احتجاز هذه الغازات للحرارة، تُقاس الانبعاثات بمكافئ ثاني أكسيد الكربون (CO₂) باستخدام إمكانية الاحتباس الحراري العالمي لكل غاز كعامل تحويل.

تأثير المنتجات الحيوانية على البصمة الكربونية

يؤثر الطعام الذي نتناوله تأثيرًا هائلًا على بصمتنا الكربونية، حيث إن ربع الانبعاثات الدفيئة العالمية مرتبطة بعاداتنا الاستهلاكية الحالية. تأتي البصمة الكربونية المرتبطة بالأغذية من مجموعة متنوعة من المصادر، بما في ذلك أساليب الزراعة الصناعية، ونقل المواد الغذائية، ودورة حياة المنتجات الغذائية، وحتى المنتجات نفسها في حالات مثل تربية الماشية.
هناك الكثير من الطرق التي من خلالها تؤدي خياراتنا الغذائية إلى التقليل من آثار الكربون الفردية وتخفيف تغير المناخ. التغييرات في عادات الأكل تؤدي إلى خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري المرتبطة بالنظام الغذائي بنسبة تزيد عن 35%.

ـ للحوم بصمة كربونية أعلى مقارنةً بالمواد الغذائية الأخرى، حيث تبلغ البصمة الكربونية للحوم الحمراء، وخاصةً من الحيوانات المجترة كالأبقار والأغنام والماعز، حوالي 35 كجم من مكافئ ثاني أكسيد الكربون لكل كيلوجرام. ويعود هذا المستوى المرتفع إلى إنتاج غاز الميثان أثناء عملية الهضم، وتتفاقم هذه المشكلة بسبب الطلب المتزايد باستمرار على منتجات اللحوم الحمراء، وهو إنتاج مطاعم الوجبات السريعة للبرجر.

ـ وتنتج الدواجن ولحم الخنزير بصمة كربونية أقل، بمتوسط 5.98 كجم مكافئ ثاني أكسيد الكربون/كجم و7.07 كجم مكافئ ثاني أكسيد الكربون/كجم على التوالي.

ـ وتُعد البروتينات النباتية مثل العدس والفاصوليا والبازلاء أكثر استدامة، إذ تُنتج بصمة كربونية بمتوسط 5%.

اللحوم ومنتجات الألبان تصدر أعلى انبعاثات كربونية. يُعد استبدال اللحوم الحمراء بالدجاج أو المأكولات البحرية أو البقوليات خيارًا أفضل للمناخ.

ما العوامل المساهمة في الانبعاثات الغذائية؟

1- تعتبر الثروة الحيوانية ومصايد الأسماك مصدرًا رئيسيًا، حيث تنتج كميات هائلة من الميثان.
2- إنتاج المحاصيل بسبب انبعاثات أكسيد النيتروز من الأسمدة والسماد الطبيعي، بالإضافة إلى انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن الآلات الزراعية.
3- توريد المواد الغذائية ومصادر النقل وتجارة التجزئة ومعالجة الأغذية الخام إلى منتجات غذائية تامة الصنع.
4- هدر الطعام ومخلفات الأغذية، حيث ينتج كميات هائلة من الميثان عندما يتحلل لا هوائيًا في البيئة.

الخيارات الصديقة للبيئة لتقليل البصمة الكربونية:

1- تناول كميات أقل من اللحوم:
تُعد اللحوم مصدرًا غذائيًا كثيف الموارد، حيث تتطلب قدرًا كبيرًا من الأراضي وإنتاج أغذية أخرى من أجل توفير منتج اللحوم النهائي. إن لحوم الدواجن أقل في البصمة الكربونية عن اللحوم الحمراء، أو استبدال جميع اللحوم والدواجن والمأكولات البحرية بمصدر بروتين نباتي، حيث إن زيادة تناول الأغذية النباتية ينتج عنها أقل انبعاثات كربونية.
إن معظم بدائل اللحوم لها بصمة كربونية أقل من اللحوم، وأقل بكثير من لحم البقر أو لحم الضأن.

2- اختيار المنتجات الغذائية العضوية:
يمكن أن تأتي الأغذية العضوية من مجموعة من المصادر ويتم إنتاجها من خلال مجموعة واسعة من الممارسات الزراعية. إن تقليل استهلاكك للمواد الكيميائية أفضل لجسمك، ولكنه يعني أيضًا أنك لم تعد تدعم الإنتاج الصناعي واستخدام المواد الكيميائية، وهي منتجات كثيفة الكربون.

3- التسوق المحلي:
يُعد تقليل المسافة التي يقطعها طعامك طريقة جيدة لتقليل انبعاثاتك، ولكن هناك أيضًا مجموعة من الفوائد الأخرى عند الشراء محليًا.

4- طهي المزيد من الوجبات في المنزل:
من خلال الطهي في المنزل، يمكنك تحمل مسؤولية أكبر عن المكونات التي يتكون منها الطعام الذي تتناوله، مما يتيح لك اتخاذ قرارات أكثر وعيًا وإدراكًا بشأن بصمتك الكربونية الغذائية.

5- الزراعة:
تُعد زراعة طعامك طريقة ممتازة للتخفيف من العديد من الانبعاثات المرتبطة بإنتاج الغذاء العالمي. وتساعد عملية زراعة النباتات، خاصة تلك التي تنتج الغذاء، على امتصاص ثاني أكسيد الكربون وتحويله إلى أكسجين.

6- تقليل هدر الطعام:
يمكنك تقليل هدر الطعام المباشر من خلال تقليل الكمية التي تشتريها وشراء ما تحتاجه فقط، مما يمكن أن يساعد في التخفيف من انبعاثات النفايات، وإذا فعلنا ذلك بشكل جماعي نقلل من الغذاء والنظم الغذائية كثيفة الكربون، وبالتالي تقليل البصمة الكربونية لطعامنا.

🔹 تابعونا على قناة الفلاح اليوم لمزيد من الأخبار والتقارير الزراعية.
🔹 لمتابعة آخر المستجدات، زوروا صفحة الفلاح اليوم على فيسبوك.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى