بعض المواد المُستخدمة لتحسين وزيادة مقاومة النباتات للظروف الجوية غير المواتية
إعداد: د.دعاء أبوبكر محمد جاد
باحث أول بالمعمل المركزى للمناخ الزراعى – مركز البحوث الزراعية
تُعد المواد المستخدمة لتجنب الظروف غير المناسبة ومنها أضرار الارتفاع والانخفاض الشديد فى درجات الحرارة والجفاف والآفات الضارة وأيضا مشاكل ارتفاع أسعار السماد وقلة المتاح من المياه العذبة المطلوبة لمعظم المحاصيل، بالاضافة إلى طبيعة الأراضى الجيرية المصرية التى تحتوى على نسبة عالية من كربونات الكالسيوم. ومن ثم فالمسامية بها ضئيلة جدا فإذا رويت فإنها تحتفظ بالمياه لفترات طويلة.
تابعونا على صفحة الفلاح اليوم على فيس بوك
هذا علاوة على ما تحدثه من رفع قيمة الأس الأيدروجينى (pH) مما يؤدى إلى تحويل صور معظم العناصر المعدنية إلى الحالة غير الميسرة لامتصاص النبات، ومن ثم تظهر أعراض نقص العناصر ثم الذبول فالموت للنباتات. وهذه الظروف غير المواتية قد تتسبب فى إحداث ضرر للنباتات، وبالتالى يتأثر المحصول والجودة، حيث تختلف المواد المستخدمة من حيث التأثير والمصدر ومنها المواد العضوية والحيوية والكيماوية والعناصر الصغري والتى ستناولها بشئ من الإيضاح.
أولا: المواد العضوية
1ـ الهيوميك
ـ الهيويمك: يعمل الهيوميك أسيد على زيادة قدرة النبات على امتصاص العناصر الغذائية ويزيد من نشاط الميكروبات المفيدة في التربة ما يجعلها محفزاً جيداً للجذور. ويُساعد بشكل جيد على تهوية التربة وتخفيض درجة حموضتها. كما يعمل أحماض الهيوميك (سائلا او مسحوقا) عند إضافته إلى السماد على زيادة توافر العناصر الغذائية، حيث أنه يضاف رشا على أوراق النبات أو كسماد بالتربة.
ـ المستخلصات الطبيعية (الكمبوست والفيرميكومبوست وسماد الكتكوت والطحالب البحرية والمخلفات النباتية): هي مركبات طبيعية مُستخلصة من بعض أنواع الكمبوست والطحالب أو مخلفات نباتية وتعد إحدى الوسائل الفعالة في الزراعة العضوية، ويمكن أن تكون من مصادر نباتية مثل مستخلصات مائية أو كحولية أو مساحيق او زيوت طيارة.
ايضا ممكن يضاف إليها محسنات لرفع قيمتها الغذائية مثل المولاس والخميره والبكتريا وأحماض الهيوميك حيث انه يعمل على تنشيط الكائنات الدقيقة النافعة لتيسير العناصر الغذائية. ويستخدم السائل المستخلص الغني بالعناصر الغذائية الذائب المنطلق من المادة العضوية مع ماء الرى أو رشا على أوراق النبات بالصباح الباكر وذلك لتجنب أخطار التعرض للأشعة فوق البنفسجية والتي قد تؤثر على الكائنات الحية الدقيقة في المستخلص.
ثانيا: المواد الحيوية
ـ الكائنات الدقيقة خاصة (البكتيريا): تعيش فى معظم الأراضي الزراعية كائنات حية دقيقة نافعة من بكتيريا وفطريات وطحالب وغيرها، حيث تؤدي البكتريا دور فى توفير وتيسير الغذاء للنباتات: منها مجموعة بكتريا التربة (Bacteria Soil) هي كائنات حية مجهرية تصنف ضمن الكائنات بدائية النواة وحيدة الخلية. قسم منها تصنع غذائها بنفسها بعملية التركيب الضوئي وقسم منها تحتاج إلى غذاء جاهز، منها ما هو متحرك ومنها ما هو غير متحرك بعضها هوائية إجبارية أو هوائية إختيارية. ومنها البكتريا المثبتة للنتروجين bacteria fixation N وتسمي (Azotobacter chroococcum & Azospirillum lipoferum) اما البكتريا المذيبة للفوسفور (Bacillus megaterium) والمثبته للبوتاسيوم (Bacillus circulans) وبكتيريا النشدرة (Ammoniafying Bacteria) وبكتيريا النيترة (Nitrofying Bacteria) بينما يوجد ميكروبات اخري منها ميكروبات تنتج منظمات النمو الاحماض العضوية والأمينية، ميكروبات تنتج فيتامينات، ميكروبات تنتج مضادات حيوية، الطحالب الخضراء المزرقة الميكوريزا.
والميكوريزا (Mycorrhizae) هى مجموعة من فطريات تعيش عيشة معيشة تعاونية مع بعض النباتات حيث يقوم الفطر بالحصول على المواد العضوية من خلال جذور النبات في المقابل يقوم الفطر بإمداد النبات العائل بالأملاح المعدنية وخاصة الفوسفور.
ـ الأحماض الأمينية: تعرف بأنها منشط حيوي تمتص وتنتقل بسرعة داخل أجزاء النبات المختلفة لما له من تأثير مباشر على النشاط الإنزيمى بالنبات كما إنها تدخل فى تكوين النيوكليدتيدات والفيتامينات وهرمونات النمو، وبالتالى فهى مكون أساسى للمادة الحية والبروتوبلازم وتدخل إيضا فى تكوين الإنزيمات، وبالتالى تشارك فى التفاعلات الانزيمية فى الخلايا. حيث إنها الوحدات الأساسية للبروتين حيث يعتبر البروتين سلسلة متتابعة من الأحماض الأمينية ترتبط ببعضها بروابط تساهمية. وتعمل على زيادة الكلوروفيل وبالتالي زيادة معدل البناء الضوئي.
ـ الخميرة (الفطريات): يسمي العاملون في مجال الزراعة هذا السماد بـ(سماد الخميرة). تعتبر الخميره هي مصدر طبيعي للفيتامينات الطبيعيه، خاصة فيتامين Bكما تعد مصدر طبيعي للأحماض الأمينيه المسئوله عن تكوين البروتين في غذاء النبات.
ـ الطحالب (الزرقاء والخضراء والبحرية): بالنسبة للطحالب فهي غنية بالعناصر الغذائية وخاصة النيتروجين والأكسجين وهما من المواد النشطة بيولوجيا ووقود حيوي لعملية التمثيل الضوئي وتحسين بنية التربة ويحسن من كفاءة الامتصاص ورفع مقدرة مقاومة النباتات للحشرات وتعزيز نمو النبات لتجنب تلوث التربة.
تتكون من عنده أنواع منها الطحالب الخضراء المزرقة والخضراء الحمراء والبنية والبحرية وأيضا الطحالب المجففه. وتحتوي الطحالب على بعض المنظمات النمو الطبيعية والمنشطات والمحفزات والفيتامينات والأحماض الأمينية والعناصر الصغرى وعلى مجموعة من المركبات المسؤلة عن المناعة والتنشيط.
ـ الأزولا (Anabaena azollae): هو نبات سرخسى من النباتات الأولية يعيش طافياً على سطح الماء تكافليا مع الطحالب الخضراء المزرقة المثبتة للأزوت الجوي وخاصة في حقول الأرز، ولها قيمة عالية فى مد النباتات بالنيتروجين. ويعمل كسماد أخضر يزيد خصوبة التربة وتستخدم كعلف للحيوانات والدواجن والأسماك وتعد مثالية لزيادة خصوبة التربة كسماد حيوى.
ثالثا: المواد الكميائية
1.المواد النانونية (الطحالب او العناصر الغذائية أو المواد الكيماوية):
ـ سليكات (البوتاسيوم والألمونيوم والصوديوم): يؤدّي استخدام مركّبات السيليكا في المجال الزراعي إلى دخول السيليكا في تركيب الجدر الخلوية وتكوين بوليميرات (جزيئات كبيرة) محتوية على السليكون تجعل الجدر الخلوية أكثر صلابة، وبالتالي تكون مقاومة لاختراق الفطريات ممّا يجعل النبات أعلى قدرة على مقاومة الأمراض الفطرية مثل البياض الدقيقي. وأيضا تعمل السليكات على تحسين الإجهاد الجوى من حرارة مرتفعة وتجمد وجفاف وله تأثير مباشر على عملية التمثيل الضوئي ومقاومة الأمراض الفطرية والبكتيرية والحشرات والجفاف والحرارة المنخفضة ونقص المعادن والملوحة.
ـ حمض السلساليك: يلعب دور هرمون نباتي طبيعي أي أنه يحفز نمو النبات وأيضا يحفز المقاومة الجهازية المكتسبة، ويزيد من امتصاص العناصر الغذائية ويزيد من عملية التركيب الضوئى. بالإضافة إلى ذلك فإنه يؤدي دورا مهما في الحماية ضد أنواع الإجهاد البيئي مثل الإجهاد الملحي والإجهاد الجفافي والإجهاد الحراري والإجهاد الناتج من المعادن الثقيلة.
ـ الكبريت: يُعد الكبريت الزراعي واحدا من العناصر الأساسية لتحسين تربية الأرض وزيادة إنتاجيتها. تمتاز هذه الكيلو من الكبريت بنقاءه وفعاليته في تحسين خواص التربة وتحسين محتواها من المواد الغذائية الأساسية. يساعد في تحقيق توازن الحموضة في التربة وتحسين قدرتها على امتصاص الماء والعناصر الغذائية.
تجرى عملية التعفير بعد حوالي شهر من الزراعة حيث تجري في الصباح الباكر قبل شروق الشمس حتي يلتصق الكبريت بسطح النبات بواسطة الندي. وتكرر عملية الكبرته بعد حوالي 10 ايام وعند هطول الامطار يعاد التعفير مرة اخري. كما يجب أن تمر فترة يومين علي الأقل من رش المبيدات قبل إجراء عملية التعفير وعدم إجراء عملية التعفير في فصل الصيف ويكتفي بالرش بالكبريت الميكروني حتي لا يحدث احتراق للنبات. أيضا يجب عدم تعفير محاصيل العائلة القرعية (الخيار والكنتالوب والكوسة) ويكتفي بالرش بالكبريت الميكروني، لأنها لا تتحمل التعفير بالكبريت فقد يؤدي إلى احتراق الأوراق.
الكبريت الزراعي واستخداماته
1ـ يساهم في تكوين مركب الكلورفيل اللازم في عملية البناء الضوئي مما يساعد النبات على إنتاج المواد النشوية والسكرية وبعض المركبات كالفيتامينات والدهون.
2ـ يعمل علي تحفيز عمل الإنزيمات اللازمة في إتمام عمليات البناء الضوئي.
3ـ تحسين نوعية المحاصيل الزراعية وزيادة كميات الإنتاج والجودة.
4ـ تحفيز النبات على إنتاج الأحماض الأمينية المهمة في بناء البروتينات.
فوائد عملية الكبرتة
1ـ الوقاية من الامراض الفطرية والحشرية: وذلك لان الكبريت يعمل مادة واقية علي الاوراق والسيقان.
2ـ يعتبر الكبريت مادة طاردة للافات الحشرية.
3ـ يعمل علي عدم انبات جراثيم الفطريات علي النباتات.
ـ المواد النانونية: اسمدة اصطناعية صديقة للبيئة، ويهدف تطبيق المواد النانوية في الزراعة على وجه الخصوص إلى تقليل تطبيقات منتجات وقاية النبات، وتقليل خسائر المغذيات في الإخصاب، وزيادة المحاصيل من خلال تحسين إدارة المغذيات كل هذا سيؤدي إلى إنتاج زراعي كبير بتكلفة قليلة ويؤدي إلى تقليل الفضلات الزراعية وتلوث البيئة.
رابعا: العناصر المغذية
العناصر الصغرى هي العناصر التي يحتاجها النبات بكمية أقل من حاجته الطبيعية للعناصر الأساسية والكبرى، لكن الاحتياج إليها بكمية قليلة لا ينفي فكرة أهميتها لنمو النبات بشكل صحي وطبيعي. حيث أن نقصها وزيادتها عن الحد المناسب لكل محصول بيسبب الإصابة بالأمراض الفسيولوجيا أو التشوه وعدم انتظام الشكل. فنقصان أي منهم يؤدي إلى حدوث اصفرار على أوراق النبات، وبالتالي يؤثر نقصهم على نمو النبات وزيادة الإصابة بالامراض الفسيولوجيا ومقاومته للأمراض والحشرات.
بينما العناصر الصغرى تعمل على رفع الجودة بالمحصول وبالتالي تعطى عائدا اقتصاديا كبيرا، حيث إنها تزيد فاعلية العناصر الكبرى (الفوسفور والبوتاسيوم والنيتروجين) وتزيد من استفادة النبات منها وتزيد قدرة النباتات المختلفة على مقاومة الجفاف وارتفاع درجة الحرارة وانخفاضها.