رئيس التحرير

برافو رئيس مركز البحوث الزراعية .. ولكن!!

بقلم: د.أسامة بدير

عزيزى القارىء دعنا نتفق منذ البداية نظرا لحساسية وخطورة السطور المقبلة فى هذا المقال على أننى لست مع أحد ضد أحد، ولن أكون يوما السكين الذى يستخدمه شخصا ما ضد آخر، ولن أدخل فى معركة للحرب بالوكالة مع كيان أو جهة ضد فئة أو أشخاص، رغم أننى أشرت فى مقالاتى السابقة عن ذلك مرات عديدة.. لكن وجب التذكير، فإن الذكرى تنفع المؤمنين.

وانطلاقا مما سلف، ضميرى وأمانة الكلمة التى تعودها القارىء منى منذ تدشين موقع “الفلاح اليوم” فى 1 يناير 2016، عبر المقال الأسبوعى، أقول.. أن حالة الاحتقان غير المسبوقة التى يعيشها حاليا معهد بحوث الإرشاد الزراعى والتنمية الريفية بـمركز البحوث الزراعية بين مديره الأستاذ الدكتور عماد الحسينى نجم، وجميع أعضاء الهيئة البحثية بالمعهد تقريبا، وفقا لما شاهدته بأم عينى فى اجتماع عاصف دعا إليه على عجل رئيس مركز البحوث الزراعية الدكتور محمد سليمان بحضور مدير المعهد، فى مواجهة صريحة بين كلا الطرفين لكشف الحقائق والتعرف على ملابسات وأسباب المشاكل والاحتقان المتصاعد بينهما.

الدكتور عماد الحسينى نجم، مدير معهد بحوث الإرشاد الزراعى والتنمية الريفية، أستاذ له بحوثه المتميزة ودراساته التى كان لها أثر إيجابى على الزراعة المصرية فيما يخص مجال الإرشاد الزراعى من خلال التطوير والتحديث، وما إلى ذلك من أعماله العلمية والبحثية التى تميز بها عن غيره، فالشاهد، أننى أعطيت الرجل حقه.. بلا أدنى مجاملة، أو  كلام مرسل لتعظيم وتبجيل الرجل أكثر مما يستحق، فهذا قول الحق من وجهة نظرى الشخصية التى بنيتها على سوابق إنتاجه العلمى عبر سنوات.

لكن، أعتقد أن جميع هذه الأعمال العلمية والبحثية التى تشير إلى أننا أمام باحث متميز بكل ما تحمله الكلمة فى قاموس أدبيات أعمال البحث العلمى، لم يطوعها فى خدمة إدارته للمعهد طيلة عام تقريبا، فالنتيجة التى وصل لها الحال بالمعهد تؤكد تذمر غالبية أعضاء الهيئة البحثية – من سوء الإدارة – الذى يكاد يصل إلى أولى درجات العصيان، فماذا بعد أن بلغت الروح الحلقوم؟

لن أخوض فى تفاصيل الاجتماع العاصف الذى دار داخل جدران القاعة الرئيسية بـمركز البحوث الزراعية ظهر الإثنين الماضى واستمر لأكثر من ساعتين بين الشد والجذب، فالمسئولية تقتضى ألا أذكر ما لا يصح قوله، بالتأكيد توجد تفاصيل كثيرة بشأن الاجتماع، كلام وأسرار وكواليس قد تضر بسمعة كيان بحجم معهد بحوث الإرشاد الزراعى وبالتالى الكيان الأكبر مركز البحوث الزراعية، وعليه فالإشارة هنا واجبة فقط وعلى القارىء العزيز أن يتلمس الحقائق فيما بين السطور، بالإضافة إلى أننا لا ينبغى أن نشهر بأعظم صرح فى التاريخ الحديث للدولة المصرية وهو مركز البحوث الزراعية، ولذا كان حجب بعض التفاصيل.

يقينى، أن الدكتور محمد سليمان، رئيس مركز البحوث الزراعية، يستحق عن جدارة أن أقول له “برافو”، كونه استطاع بحكمة بليغة إدارة الاجتماع بكفاءة واقتدار يحسد عليهما، ووصل به إلى بر الأمان، وأنا هنا لن أتردد فى توجيه خالص شكرى وتقديرى على هذه الإدارة العاقلة الرشيدة التى اتسمت بتطبيق كل عناصر الحوكمة أثناء إدارته الاجتماع، فضلا عن تألقه البارع فى السيطرة على حسن التنظيم وترتيب أفكار وعرض المشاكل لتصل الرسالة واضحة ومحددة لجميع الحضور.

أما الأن وبعد أن انتهى الاجتماع، ومر عليه وقت كتابة سطور هذا المقال 4 أيام لازالت تساؤلات عديدة مطروحة لدى أعضاء الهيئة البحثية بالمعهد، وكذا المتابعين لهذه الإشكالية بين مدير المعهد وغالبية الباحثين فيما يخص الإدارة والتى وصفها رئيس المركز بنص كلامه بأن المدير يدير المعهد “كمقاول” وليس “كباحث”… فماذا بعد؟

أعتقد أن الأيام القليلة المقبلة قد تكون حُبلى بالكثير من المفاجأت داخل جدران هذا الصرح العلمى معهد بحوث الإرشاد الزراعى والتنمية الريفية، لكن سيظل السؤال الأكبر: هل هذه المفاجأت ستكون سارة فعلا، ولمن؟ وعلى حساب من؟ ومن سيدفع فاتورة حالة الاحتقان والغضب المتصاعد؟ وبأى تكلفة يمكن أن يتحملها كيان علمى متميز بكوادر بحثية على أعلى مستوى من الكفاءة؟

لقد وجهت الشكر لرئيس مركز البحوث الزراعية، على حسن إدارته للاجتماع العاصف الذى حاول فيه توجيه إنذار شديد اللهجة إلى مدير المعهد الدكتور عماد الحسينى نجم، بهدف تعديل وتصويب أخطاءه فى إدارته للمعهد، فضلا عن محاولة أعتقد أنها أضحت يائسة فى لم الشمل وعلاج الجراح التى تراكمت مع سبق الإصرار والترصد طيلة عام تقريبا بين المدير والغالبية الكاسحة من الباحثين بالمعهد.

وأخيرا، ليعلم الجميع القاصى والدانى، أننى لا أطالب بتغيير مدير المعهد أو الإبقاء عليه، فهذا القرار هو حق أصيل لجميع أعضاء الهيئة البحثية ولست أنا، وقيادة مركز البحوث الزراعية ما عليها إلا الاستجابة السريعة لمطلب غالبية الباحثين بالمعهد، وإلا، أعتقد أن العواقب ستكون وخيمة، فلا يمكن ترك الأمور بالشكل التى هى عليه الأن، فإما الاستمرار فى جهود المصالحة وتصويب الأخطاء بالترغيب والترهيب أو التغيير حتى تستقيم الأمور، وإلا كما حذرت سلفا حتما ستخرج الأمور عن السيطرة، وتصبح أدوات اخرى حاكمة للموقف غير العقل والمنطق والشكاوى، وجميعها ليست بيئة صالحة للعمل البحثى المتميز ولن تفيد الجميع وسيهدم المعبد على من فيه.

كلمة أخيرة أوجهها لرئيس مركز البحوث الزراعية، مناشدا.. من فضلك احسم الأمور فى معهد بحوث الإرشاد الزراعى والتنمية الريفية سريعا قبل خروجها عن المألوف والفطرة الاجتماعية وقواعد الأدب والاحترام، لانه ربما قد يلجأ أحد الأطراف الغاضبة إلى استخدام إحداها، فلن ينفع ندم أو البكاء على اللبن المسكوب، فالاحتقان شديد للغاية ومتصاعد وبأقصى سرعة، والأمر كله يتطلب حكمة القائد الذى يقود أكبر صرح بحثى فى منطقة الشرق الأوسط.

للتواصل مع الكاتب

[email protected]

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. – الأخ والزميل الدكتور/ أسامه بدير…تحياتى

    ** حضرت..وسمعت…وشاهدت ..وعبرت …ووصفت الموقف بدقة الباحث المحترف

    ** تحياتى وتقديرى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى