البيئة

“بؤونة والصهد الكبير”.. كيف تنجو الزراعة المصرية من قبضة المناخ المتطرف؟

كتب: د.محمد فهيم مع اقتراب نهاية فصل الربيع ودخولنا الأيام الأخيرة من شهر “بشنس” في التقويم القبطي، يستعد المناخ المصري لمرحلة جديدة تحمل تغيرات جوهرية تُعرف بـ”مرحلة الصهد”، تزامنًا مع بداية شهر “بؤونة”، أحد أكثر الفترات سخونة وإشعاعًا على مدار العام.

هذه المرحلة المناخية تشهد تصاعدًا في درجات الحرارة، وارتفاعًا في شدة الإشعاع الشمسي، ما يؤدي إلى موجات حر طويلة وقاسية تُعد من أبرز مظاهر التغير المناخي خلال فصل الصيف في مصر. وتأتي هذه التغيرات لتلقي بظلالها الثقيلة على القطاع الزراعي، حيث تُشكّل تهديدًا مباشرًا على التراكيب المحصولية الصيفية.

وتتصدر محاصيل مثل الذرة، القطن، والأرز قائمة المتأثرين سلبًا، إضافة إلى محاصيل الخضر الصيفية كالطماطم، الفلفل، والقرعيات، فضلًا عن الفاكهة التي تُعاني من ظواهر مثل لسعات الشمس في المانجو، والتشققات في الرمان، وضعف التحجيم وانخفاض نسبة الزيت في الزيتون.

في ظل هذه الظروف، يبرز تساؤل حيوي: كيف نفهم العلاقة بين المناخ والنبات؟ ومتى وكيف نتدخل لحماية الإنتاج الزراعي؟
الإجابة تكمن في تبني مفهوم “الزراعة الذكية”، وهي منهجية تقوم على استخدام المعرفة العلمية، والتقنيات الحديثة، والممارسات الملائمة للتعامل مع المناخ المتغير، بهدف تقليل الخسائر وتحقيق أقصى استفادة من الموارد المتاحة.

في هذا السياق، بات من الضروري على المزارعين والمهتمين بالزراعة إدراك طبيعة هذه المرحلة الحرجة، والاستعداد لها بخطط استباقية تضمن استدامة الإنتاج، وحماية المحاصيل من التقلبات المناخية الحادة التي باتت سمة متكررة للصيف المصري.

*المادة العلمية: رئيس مركز معلومات تغير المناخ بمركز البحوث الزراعية.

🔹 تابعونا على قناة الفلاح اليوم لمزيد من الأخبار والتقارير الزراعية.
🔹 لمتابعة آخر المستجدات، زوروا صفحة الفلاح اليوم على فيسبوك.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى