النعام جمل الطيور
إعداد: م.أحمد فرج الجمال – م.أميرة راضي – م.آيات المرشدي
إشراف: أ.د.خالد حسان الخولي، أستاذ فسيولوجيا الدواجن ورئيس قسم الإنتاج الحيواني والداجني والسمكي بكلية الزراعة – جامعة دمياط
تعتبر صناعة الدواجن واحدة من أهم القطاعات الزراعية في العالم بسبب أهميتها الاقتصادية والغذائية. صناعة الدواجن تؤدي دورا أساسيا في تلبية احتياجات البشر فيما يتعلق باللحوم والبيض، وتوفير مصدر هام للبروتين الحيواني. بالإضافة إلى ذلك، تسهم في توفير فرص عمل كبيرة وزيادة الدخل القومي.
تابعونا على صفحة الفلاح اليوم على فيس بوك
كما تسهم أهميتها من خلال توفير منتجات غذائية ذات جودة عالية وقيمة غذائية ممتازة للبشر. إضافة إلى ذلك، فإن تربية الدواجن تسهم في تقليل الاعتماد على مصادر اللحوم الأخرى التي قد تكون غالية التكلفة.
من أهم التحديات التي تواجه تلك الصناعة هى التغيرات المناخية فمشكلة التغيرات المناخية تؤثر بشكل متزايد على صناعة الدواجن. فالارتفاع في درجات الحرارة، وتقلبات الطقس، وزيادة تكرار الظواهر الجوية القاسية تجعل من الصعب التحكم في بيئة تربية الدواجن وتؤدي إلى تقليل الإنتاجية وزيادة التكاليف.
السؤال الأهم الآن: كيف يمكننا حل تلك المشكلة؟
لحل هذه المشاكل، يظهر الاتجاه نحو تربية النعام كبديل واعد؛ فالنعام من الطيور التي يمكن توصيفه بأنه متأقلم ذاتيا مع تلك المشكلة، ولديه إمكانيات كبيرة لإنتاج لحم وبيض عالي الجودة، ويتميز بمقاومته للأمراض بشكل جيد. بالإضافة إلى ذلك، لذا فيمكن أن يكون تربية النعام أكثر تكيفا مع ظروف التغيرات المناخية، مما يسهم في تقليل تأثير هذه المشكلة على صناعة الدواجن.
بطاقة تعريفية للنعام جمل الطيور
هو طائر ضخم ينتمي إلى عائلة النعاميات (Struthionidae). ويُعرف علميا باسم “Struthio camelus”.
• يعتبر النعام أكبر طائر على وجه الارض.
• يتميز النعام بعدم قدرته على الطيران.
• لديه ساقين طويلتين مزودتين بإصبعين فقط.
• رأسه صغير ومسطح، وله منقار عريض وأملس.
الموطن الأصلي
موطن النعام الأصلي هو إفريقيا. يعيش النعام بشكل رئيسي في مناطق الصحارى والأراضي العشبية في القارة الإفريقية. وهذا يشمل مناطق مثل شمال وشرق إفريقيا، ومناطق جنوب الصحراء الكبرى. يتواجد النعام أيضا في بعض الأماكن الأخرى خارج إفريقيا، ولكن موطنه الأصلي والأكثر انتشارا هو إفريقيا.
الطول
يتراوح طول النعام بين 2,5 إلى 2,8 متر، بمتوسط 2,6 متر. وأكبر طول تم تسجيله للنعام هو 3 أمتار أو أكثر ولكن يعتبر هذا من الحالات النادرة.
الوزن
وزن النعام يتراوح بين 100 و150 كيلوجراما. بمتوسط وزن 125 كيلو جرام. وأكبر وزن وصل اليه النعام 345 كيلو جرام، ولكنها حالة استثنائية.
العمر الإنتاجي
متوسط عمر النعام يتراوح عادة من 30 إلى 40 عاماً.
بيض النعام
تبدأ أنثى النعام عادة في وضع البيض عندما تصل إلى سن حوالي 2 إلى 3 سنوات. وتعتمد تلك الفترة على الظروف المحيطة والتغذية والرعاية.
حجم بيض النعام
يقدر حجم بيض النعام بحوالي 15 – 18 سم في الطول و12 سم في العرض. وزن بيضة النعام يتراوح عادة بين 1,2 إلى 2 كيلوجرام، لذا فهي تعتبر أكبر بيضة لطائر في العالم.
مدة فقس بيض النعام
مدة فقس بيض النعام تتراوح عادة من 42 إلى 46 يوما تقريبا. وعملية فقس البيض تتطلب حرارة معينة وعناية من قبل الأم النعام في تدوير البيض ومراقبتهأ أو إجراء التفريخ بماكينات أوتوماتيكية. بعد فقس البيض، يحتاج الصغار إلى العناية والحماية من الأم لبعض الوقت حتى يصبحوا قادرين على الحياة بشكل مستقل.
تغذية النعام
النعام يتبع فصيلة آكلات العشب؛ حيث يأكل النعام كل ما تأكله حيوانات المراعي وخصوصا الحشائش الطرية ذات الأوراق العريضة وكذلك البرسيم حيث يستسيغها الطائر ويقبل علي تناولها.
الاحتياج المائي للنعام
يحتاج النعام إلى كميات كبيرة من المياه الشرب حيث يقدر متوسط احتياجه المائي بحوالي 7 – 9 لترات من الماء في اليوم .
والسؤال الآن الذي يتبادر إلى القراء هو: لماذا أطلقنا على النعام جمل الطيور؟!
رغم أن النعام والجمال هما حيوانات مختلفة، وليس لديهما صلة وراثية مشتركة، ولكن تم تسمية النعام بجمل الطيور نظرا لبعض الصفات الشكلية والفسيولوجية المشتركة بينهما التي أثرت في هذا التسمية.
الرقبة الطويلة
النعام يتميز برقبة طويلة وقوية تشبه إلى حد كبير رقبة الجمل. هذا الشبه في طول الرقبة هو واحد من العوامل التي أدت إلى تسميته بجمل الطيور.
السرعة في الجري
النعام يمتاز بقدرته على الجري بسرعة كبيرة، حيث تصل سرعته في الجري إلى مستويات عالية تصل إلى 70 كيلومتر/ساعة، مما يشبه سلوك الجمل الذي يمتاز أيضا بسرعته في الركض.
العيون الكبيرة
النعام والجمل على حد سواء يمتلكان عيونا كبيرة وبارزة ورموش طويلة.
الحجم الكبير
النعام يعتبر أحد أكبر الطيور في العالم، وهو يمتلك حجما ضخما، مما يشبه الجمل الذي يعتبر أحد أكبر الحيوانات على وجه الأرض.
هواء الزفير
النعام و الجمال هما الوحيدان من بين الطيور والحيوانات ، التي لا تزفر أنفاسا مشبعة بالرطوبة، إذ يُعتقد أن العنق الطويل والقصبة الهوائية والممرات الأنفية الواسعة تعمل على تبريد الهواء الذي يتم استنشاقه مما يقلل محتوى بخار الماء إلى حوالي 87٪ فقط.
إن تجميع هذه الصفات المشتركة بين النعام والجمل أدى إلى تسمية النعام بجمل الطيور، على الرغم من أنهما كائنان مختلفان تماماً في الأصل والتصنيف العلمي.
كيف يستطيع النعام التكيف مع درجة الحرارة العالية والبرودة؟
بإمكان طائر النعام العيش في مناطق ذات درجات حرارة متقلبة، وباستطاعتها تحمل فروق في درجات الحرارة تصل إلى ° 40 مئوية، حيث يتحكم طائر النعام بدرجة حرارة جسمه بعدة طرق، من أهمها:
1) استخدام الريش في تغطية او كشف المنطقتين الخاليتين من الريش في جسمه، والموجودة في أعلى قدميه وخاصرته، فيحتفظ ببرودة او دفء جسمه.
2) يستخدم النعام أجنحته كمظلات عندما ترتفع درجة حرارته، فيحمى المنطقة الخالية من الريش، كما أن رفع الأجنحة وريش الظهر قليلا يُحرك الهواء الساخن بعيدا عن الجلد.
3) يمكن للنعام استخدام ريش الأجنحة العازل للحرارة ليكون بمثابة بطانية في الليالي الباردة لحماية المناطق الخالية من الريش والحفاظ عليها دافئة.
4) يستخدم النعام – مثل الطيور الأخرى، اللهث Panting أو الرفرفة بالحلق (gular fluttering) للمساعدة على تبريد نفسها في الأيام الحارة، يشبه هذا اللهاث الذي تقوم به بعض الحيوانات لتبريد نفسها ولكنه أقل استهلاكاً للطاق.
5) القدرة على تخزين الطاقة: تستطيع النعامة تخزين الطاقة في جسمها في شكل دهون، وتستخدمها عندما تحتاج إلى الطاقة خلال فترات الجفاف.
ما أفضل سلالات النعام؟
يعد السلالة الإفريقية لطائر النعام من أفضل الأنواع من الناحية الاقتصادية، ويرجع ذلك إلى:
ـ من الممكن أن تضع الأنثى حوالي من 50 إلى 100 بيضة في العام الواحد.
ـ يتمتع الذكر بلونه الأسود الداكن والريش الأبيض في الجوانب.
ـ بينما تمتاز الأنثى باللون البني بالإضافة إلى أن حجمها أصغر من حجم الذكر.
ما أنواع النعام؟
يوجد العديد من أنواع النعام، وتتمثل تلك الأنواع وهي:
1ـ النعام أحمر الرقبة.
ـ يتمتع هذا النوع من النعام بصغر حجمه كما أنه شرس في طبعه.
ـ يصعب تربية هذا النوع، فهو طويل العنق وعاري وريشه يتميز باللون الأحمر.
ـ يحدث تأخر في العمر الجنسي لهذا النوع.
ـ يوجد انخفاض في إنتاج البيض، حيث أن الأنثى تنتج حوالي ما يقرب من 5 إلى 10 بيضات في العام.
ـ لكن هذا النوع يعد من الأنواع المقاومة للأمراض.
2ـ النعام أزرق الرقبة
ـ يتميز هذا النوع من النعام كبير في الحجم وكثيف في الريش ورقيق الجلد.
ـ يعد هذا النوع أقل سرعة من النوع الأحمر هذا لأن سيقانه أضعف.
ـ من الممكن أن تنتج الأنثى حوالي ما يقرب من 20 إلى 30 بيضة في العام الواحد.
ـ يتمتع صغار هذا النوع أن نموهم سريع ويوجد لديهم ارتفاع في معدل الطاقة الحيوية.
ـ يتواجد هذا النوع في أثيوبيا والصومال وشمال كينيا.
3ـ النعام أسود الرقبة
ـ يعد هذا النوع من أفضل الأنواع التي يمكن أن تقوم بتربيتها.
ـ حيث يتميز هذا النوع بالهدوء باستثناء فترة التزاوج.
ـ قد تكون الذكور أكثر شراسة.
ـ يتميز إناث هذا النوع بأن نسبة إنتاجهم للبيض عالية، فقد تتراوح من بين 60 إلى 120 بيضة في العام.
ـ كما أن هذا النوع يعد من الأنواع متوسطة الحجم.
الأهمية الاقتصادية لتربية النعام
تتميز تربية النعام بالعديد من المزايا الاقتصادية، فهي توفر للمربين دخلا ماديا مستمرا ومضمونا، حيث يمكن بيع اللحم والبيض والجلود والريش وحتى الزيت الذي يتم استخراجه من دهون النعام، ويمكن بيع هذه المنتجات على المستوى المحلي أو التصدير إلى الأسواق الدولية، مما يعزز من فرص التجارة ويزيد من الإيرادات المالية للمربين والمصدرين.
1ـ إنتاج لحم عالي الجودة: لحم النعام يُعتبر من أجود أنواع اللحوم من حيث الجودة والقيمة الغذائية، مما يشجع على توسيع صناعة اللحوم وزيادة الإنتاج الغذائي وسد احتياج السوق المحلي من البروتين الحيواني .إذ يتم ذبح النعام على عمر يتراوح من 10 إلى 12 شهر بحيث يكون وزنه من 95 إلى 100 كيلو جرام، وبذلك يكون الناتج: لحوم يتراوح وزنها من 35 إلى 40 كيلو جرام وتتميز باحتوائها على 24% بروتين، وانخفاض نشبة الكولسترول مقارنة باللحوم الأخرى، إضافة إلى احتوائها على نسبة عالية من الحديد والفيتامينات.
2ـ بيض النعام: بيضة النعام تساوي في الوزن حوالي ٢٤ بيضة دجاج ، ويستخدم بيض النعام في التغذية اما مشوي أو مقلي أو مسلوق حيث يمتاز بمذاقه الرائع، ويبلغ وزنھا حوالي ١.٥ كجم. وقد استخدم قدماء المصريين البيض غير المخصب بعد فتحه كأواني للطعام كما استخدمه فنانيين الرسم للرسم على قشرته البيضاوية.
3ـ جلد النعام: يمكن استخدام جلد النعام في صناعة المنتجات الجلدية مثل الأحذية والحقائب، مما يسهم في توسيع الصناعات الجلدية.
4ـ ريش النعام: يُستخدم ريش النعام في صناعة الملابس والزينة، ويعد منتجا ثمينا يمكن تسويقه على نطاق واسع. وتنتج النعامة الواحدة من 1200 إلى 1500 جرام وزن ريش. ويصل سعر الكيلو جرام من ريش النعام يصل إلى 1500 جنيه.
5ـ الزيوت والدهون: يمكن استخدام النعام لاستخراج الزيوت والدهون المفيدة في الصناعات الكيميائية والصحية حيث تستخدم في صناعة كريمات البشرة والشعر، وكذلك صناعة الكريمات لتخفيف آلام المفاصل والعمود الفقري. حيث ينتج من النعامة الواحدة دهون يتراوح وزنها من 4 إلى 8 كيلو جرام.
6ـ السياحة والترفيه: تربية النعام يُمكن أن تكون مصدرًا لصناعة السياحة والترفيه، مما يزيد من الإيرادات الوطنية.
7ـ توظيف القوى العاملة: يتطلب تربية النعام فرق عمل متخصصة، مما يساهم في توفير فرص عمل.
8ـ متوافق مع فكرة الإستدامة: وتتميز تربية النعام بأنها تتطلب مساحة أقل من تربية المواشي الأخرى، كما أنها تستهلك كمية أقل من المياه والمواد الغذائية، مما يعني أنها تعتبر نشاطا زراعيا فعالا من حيث استغلال الموارد الطبيعية والحفاظ على البيئة أي انها تعتبر عضو فاعل في فكرة الإستدامة التي ننادي بها.
خاتمة: نستطيع أن نستنتج أهمية النعام كطائر كبير ومفيد اقتصاديا، لذا يجب أن ندعم ونشجع تربية النعام ونسعى لحل المشاكل والعقبات التي تواجه المربيين من أجل الاستفادة القصوى من فوائدها الاقتصادية وتكيفها طبيعيا مع التغيرات المناخية الحالية.