بحوث ريفية

الموروثات الثقافية للطب الشعبي بالريف المصري في رسالة ماجستير

كتب: أسامة بدير أوضحت رسالة ماجستير، أن القيم والعادات الاجتماعية جزءاً من التراث الاجتماعي الإنساني والذي يصعب إحداث تغيير سريع فيه.

وأكدت الدراسة التى جأت بعنوان “بعض الموروثات الثقافية للطب الشعبي وعلاقتها بـالتنمية“، وأعدتها المهندسة مروة عبدالعزيز محمد، باحث مساعد بـمركز البحوث الزراعية، إن الفشل هو النتيجة الحتمية لأي محاولات لإجبار الإنسان على تغيير قيمة وعاداته، لافتة إلى إن التوعية بمختلف الطرق والأساليب هي الوسيلة الفعالة التي يجب الاعتماد عليها لزعزعة المعتقدات الخاطئة الراسخة في وجدان المجتمع.

و”الفلاح اليوم” ينشر ملخص الدراسة كما ورد من الباحثة..

تمثل الهدف الرئيسي للدراسة الحالية في التعرف علي أثر مجهودات التنمية البشرية على المحتوى الفكري لثقافة الطب الشعبي في الريف المصري، وتم تحقيق هذا الهدف الرئيسي من خلال مجموعة من الأهداف الفرعية التي تنحصر في: التعرف على طرق العلاج الشعبي الشائعة في المجتمعات المحلية محل الدراسة، توصيف الطب الشعبي وفقاً لأنواع الأمراض المنتشرة في عينة الدراسة، قياس درجة تفضيل استخدام الطب الشعبي بين قرى الدراسة، تحديد المتغيرات التي تؤثر على درجة تفضيل عينة الدراسة لاستخدام الطب الشعبي. تحديد العلاقة بين درجة تفضيل عينة الدراسة لاستخدام الطب الشعبي ومستوى التنمية وفقاً لمؤشر المستوى الصحي.

لتحقيق أهداف الدراسة استخدم منهج المسح الاجتماعى والمنهج الكمى مستعينة بالاستبار (الاستبيان بالمقابلة)  كما استعانت الدراسة بمجموعة من الأساليب الإحصائية في تحليل البيانات الميدانية، والتي تتفق وطبيعة هذه البيانات، وقد تدرجت هذه الأساليب بداية من النسب المئوية، المدى، المتوسط الحسابي، الانحراف المعياري، واختبار تحليل التباين، ومعامل الارتباط البسيط، وأسلوب تحليل الانحدار المتعدد المتدرج step-wise، وانتهاءً باختبارات صحة الفروض.

تم اختيار ثلاثة محافظات عشوائيا من داخل الفئات الثلاث (المرتفعة / المتوسطة / المنخفضة) لمقياس المستوى الصحي موضوع الدراسة و هم القليوبية, الاقصر وشمال سيناء ممثلة لثلاثة ثقافات مختلفة.

وتم اختيار ثلاثة مراكز بنفس الاسلوب داخل كل محافظة وهم مركز كفر شكر بمحافظة القليوبية، ومركز إسنا بمحافظة الأقصر، ومركز بئر العبد بمحافظة شمال سيناء، وبنفس الأسلوب تم اختيار وحدة محلية قروية ممثلة لكل مركز من المراكز الإدارية التي تم اختيارها من قبل، حيث تم اختيار قرية المنشأة الكبرى ممثلة لمركز كفر شكر بمحافظة القليوبية، وقرية الغريرة ممثلة لمركز إسنا بمحافظة الأقصر، وقرية نجيلة ممثلة لمركز بئر العبد بمحافظة شمال سيناء.

وقد تمكنت الدراسة بناء مؤشر يعكس درجة تفضيل عينة الدراسة للعلاج الشعبي تضمن (19) عبارة.

تراوح المدى الفعلي لقيم مؤشر درجة تفضيل العلاج الشعبي بين (20)، (39) وحدة بمتوسط حسابي قدره 25.85 وحدة وانحراف معياري 4.59 وحدة. وبتوزيع المدى الفعلي لقيم هذا المؤشر على ثلاث فئات متدرجة تصاعديا لأعلى اتضح أن نحو 56.4% من إجمالي العينة يقعن في الفئة المنخفضة للمؤشر (20 – 26 وحدة)، في حين تمثل الفئة المتوسطة للمؤشر (27 – 32 وحدة) نحو 33.5%، أما الفئة المرتفعة للمؤشر (33 – 39 وحدة) فتمثل نحو 10.1% من إجمالي عينة الدراسة.

للتعرف علي معنوية الفروق بين متوسطات درجة تفضيل عينة الدراسة لاستخدام العلاج الشعبي بالقرى الثلاث محل الدراسة تم استخدام اختبار تحليل التباين، حيث أوضحت نتائج التحليل الإحصائي أن نسبة F المحسوبة بلغت 33.91 وهي معنوية على المستوي الاحتمالي 0.01 وهو ما يعنى معنوية الفروق بين متوسطات درجة تفضيل عينة الدراسة بالقرى الثلاثة لاستخدام طرق العلاج الشعبي.

الأمر الذي أوضح أن القيم والعادات الاجتماعية جزءاً من التراث الاجتماعي الإنساني والذي يصعب إحداث تغيير سريع فيه، لذا فإن الفشل هو النتيجة الحتمية لأي محاولات لإجبار الإنسان على تغيير قيمة وعاداته. ومن ثم فإن التوعية بمختلف الطرق والأساليب هي الوسيلة الفعالة التي يجب الاعتماد عليها لزعزعة المعتقدات الخاطئة الراسخة في وجدان المجتمع وهو أمر يجب أن توضع له استراتيجية إعلامية واضحة تعتبر وسائل الاتصال الجماهيرية ركيزتها الأولى.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى