المفتي: إجبار الزوجة على التنازل عن المنقولات ظلم مُحرم

كتبت: هند النعماني أكد الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، أن إجبار الزوجة على التنازل عن قائمة المنقولات الزوجية عند الطلاق يُعد ظلما مُحرما شرعا.

وأوضح أن هذه المسألة تحتاج إلى تدقيق، حيث إن الإكراه على التنازل عن حق مالي يُعتبر ظلما نهى الله عنه في مواضع عديدة من القرآن الكريم، مشددا على أن الإكراه في هذا السياق يعد خروجًا عن تعاليم الدين، ولا يجوز شرعا.

جاء ذلك خلال لقائه اليومي في شهر رمضان مع الإعلامي حمدي رزق، ضمن برنامج “اسأل المفتي” الذي يُبث عبر فضائية “صدى البلد”، حيث تناول الحديث عن خلق العفو والتسامح ودوره في بناء المجتمع.

وعند سؤاله عن وضع قائمة المنقولات الزوجية من منظور الحقوق، أوضح المفتي أن هذه القائمة تُعد من حقوق الزوجة، وهى جزء من العرف والتقاليد السائدة في المجتمعات. وبما أن العرف يُعتبر أحد مصادر التشريع الإسلامي، فإن ما استقر عليه العُرف بشأن اعتبار المنقولات الزوجية حقا للزوجة يكون ملزما شرعا، ما لم يتفق الطرفان على غير ذلك أو يُوجد تنظيم قانوني واضح يحدد كيفية التعامل معها بما يحقق العدل لجميع الأطراف.

وفي إجابته عن تفسير معنى الأمانة في الآية الكريمة، أشار إلى أن الأمانة تعني التكليف الشرعي الذي يشمل جميع الواجبات الدينية المُناطة بالإنسان. كما ترتبط الأمانة بالعقل، حيث إنه أداة الإدراك التي مكَّن الله الإنسان من خلالها لتحمل هذه المسؤولية العظيمة. ولذلك، فقد عُرضت الأمانة على السماوات والأرض والجبال، لكنها رفضت حملها لشدة مسؤوليتها، بينما قبلها الإنسان، وكان أهلا لها وفقا لما كلفه الله به.

وأضاف أن هذا التكليف جعل الإنسان خليفة في الأرض، كما جاء في قوله تعالى: {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} [البقرة: 30]، وهو ما يقتضي الوفاء بمتطلباته في الأفعال، والأقوال، والعلاقات. فالأمانة لا تقتصر على حفظ الأموال والحقوق، بل تشمل أيضًا أمانة العبادة، والكلمة، والسلوك، والإحسان، وتمتد إلى جميع جوانب الحياة. وأي تفريط فيها يُعد إخلالًا بما أمر الله به.

واختتم حديثه بالتأكيد على أن الإسلام دين العدل والرحمة والتكليف المسؤول، وأن الالتزام بالضوابط الشرعية في العادات والتقاليد، وحفظ الحقوق، وتأدية الأمانات، كلها قيم أساسية ينبغي أن يحرص عليها المسلم في حياته اليومية.

🔹 تابعونا على قناة الفلاح اليوم لمزيد من الأخبار والتقارير الزراعية.
🔹 لمتابعة آخر المستجدات، زوروا صفحة الفلاح اليوم على فيسبوك.