تقارير

المضادات الحيوية بين الماضي والحاضر

    أ.د/سهام السيد عبدالحميد عيسي                                د.تغريد السيد عبدالحميد عيسي

     أستاذ الاثار المصرية المساعد                                           باحث بمركز البحوث الزراعية

     كلية الأداب – جامعة كفر الشيخ                                            معهد  بحوث البساتين  

المضادات الحيوية Antibiotics هي أدوية مشتقة كليا أو جزئيا من البكتيريا أو العفن وتستخدم لمعالجة العدوى البكتيرية وهى غير فعالة لعلاج العدوي الفيروسية، كما تقضى المضادات الحيوية على الميكروبات أو تمنعها من التكاثر ما يساعد الدفاعات الطبيعية للجسم من القضاء عليها.

أ.د/سهام السيد، د.تغريد السيد

كما يمكن تعرف المضادات الحيوية (مضادات البكتيريا) بأنها مركبات كيماوية منتجة بواسطة كائنات حية دقيقة لها تأثيرات سامة اختيارية ضد كائنات حية دقيقة أخرى، وفى المجال التطبيقي العملي فان المضادات الحيوية يقتصر إطلاقها على المواد الكيماوية المنتجة بواسطة الكائنات الحية الدقيقة والتي تمنع نمو البكتيريا والفطريات، وهناك مئات من المضادات الحيوية قد تم تعريفها وتحديد هويتها، ونصف هذه المضادات تقريباً ينتج بواسطة الفطريات، ويبدو واضحاً أن مثل هذه المواد تلعب دوراً هاماً في المقاومة الحيوية لأمراض النبات الكامنة في التربة، وكذلك في معالجة الانسان.

بداية استخدام المضادات الحيوية

بعد اكتشاف البنسيلين بدأ المهتمين بـالمضادات الحيوية في محاولة تأريخ بداية استخدام المضادات الحيوية من خلال البحث في المصادر المكتوبة، ورأوا احتمالية استخدامها قبل اكتشاف فلمنج للبنسيلين عام 1929 م، واظهر البحث أن العفن استخدم في الطب الشعبي، ولقد أظهرت العديد من المصادر ذلك، فعلى سبيل المثال في القرن السادس عشر قبل الميلاد ذكر ملك يوناني استخدام امرأة العفن الناتج عن الجبن في علاج جنوده، ومنذ حوالي 3000 عام قام الصينيون بمعالجة الجروح بفول الصويا المتعفن، ولقد استخدم الاستراليون العفن الناتج من جوانب الأشجار في العلاج، كذلك استخدم الانجليز في عام 1640 م الخبز المتعفن في علاج الجروح، وهناك المئات  من الأنواع المختلفة من المضادات الحيوية مثل السيفالوسبورين والأمينوغليكوزيدات والتتراسيكلين والماكروليدات وغيرها.

كيفية عمل اﻟﻤﻀﺎدات اﻟﺤﻴﻮﻳﺔ

تعمل المضادات الحيوية على تعطيل وظائف حيوية هامة فى سلالات البكتيريا الضارة لتقضى على البكتيريا تماما أو توقفها عن العمل والتكاثر بشكل طبيعي ويساعد هذا  الجهاذ المناعى على مواجهة العدوى والالتهاب.

تأثير المضادات الحيوية على البكتيريا

1ـ التاثير المثبط وهو قدرة المضاد الحيوى على تثبيط نمو البكتيريا وتكاثرها.

2ـ التأثير القاتل وهو قدرة المضاد الحيوى على قتل البكتيريا.

3-التأثير المحلل أو المفجر وهو قدرة المضاد الحيوى على قتل وتمزيق البكتيريا.

ﻫﻞ اﻟﻤﻀﺎدات اﻟﺤﻴﻮﻳﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﻊ وﻋﻼج ﻓﻴﺮوس ﻛﻮروﻧﺎ اﻟﺠﺪﻳﺪ؟

ووﻓﻘﺎ ﻟﺒﻴﺎن ﻣﻨﻈﻤﺔ اﻟﺼﺤﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻻ ﺗﻌﻤﻞ اﻟﻤﻀﺎدات اﻟﺤﻴﻮﻳﺔ ﺿﺪ اﻟﻔﻴﺮوﺳﺎت ﺑﻞ اﻟﺒﻜﺘﻴﺮﻳﺎ ﻓﻘﻂ وﻻن اﻟﻔﻴﺮوس اﻟﺘﺎﺟﻲ اﻟﺠﺪﻳﺪ (كورونا) هو فيروس لذا لا ينبغى استخدام المضادات الحيوية كوسيلة للوقاية أو العلاج.

حذرت كلا من مركز السيطرة والوقاية من الأمراض ومنظمة الصحة العالمية من أن المضادات الحيوية لا تعمل ضد الفيروسات.

وأن اﻹﻓﺮاط ﻓﻲ وﺻﻔﻬﺎ وﺗﻨﺎوﻟﻬﺎ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻓﻲ ﺗﻐﺬﻳﺔ اﻟﺒﻜﺘﺮﻳﺎ ﻧﻔﺴﻬﺎ، وأوﺿﺤﺖ منظمة اﻟﺼﺤﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ أن اﻟﻤﻀﺎدات اﻟﺤﻴﻮﻳﺔ ﻻ ﺗﻌﻤﻞ ﺿﺪ اﻟﻔﻴﺮوﺳﺎت، ﺑﻞ اﻟﺒﻜﺘﻴﺮﻳﺎ ﻓﻘﻂ، ﻓﺎﻟﻔﻴﺮوﺳﺎت ﻟﻬﺎ ﻫﻴﺎﻛﻞ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ وﺗﺘﻜﺎﺛﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ اﻟﺒﻜﺘﻴﺮﻳﺎ، كما يقول ﺧﺒﺮاء اﻟﺼﺤﺔ إن ﺗﻨﺎول اﻟﻤﻀﺎدات اﻟﺤﻴﻮﻳﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮن ﻟﺪﻳﻚ ﻋﺪوى ﻓﻴﺮوﺳﻴﺔ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻘﺘﻞ اﻟﺒﻜﺘﻴﺮﻳﺎ اﻟﻤﻔﻴﺪة ﺑﺎﻟﺠﺴﻢ، وﻳﻌﺰز ﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻟﻤﻀﺎدات اﻟﺤﻴﻮﻳﺔ وﻳﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﻣﺨﺎﻃﺮ اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﺒﻜﺘﻴﺮﻳﺎ، وﻳﻤﻜﻦ ﻟﻬﺬا اﻟﻌﻼج اﻟﺨﺎﻃﺊ أن ﻳﻌﺰز اﻟﺨﺼﺎﺋﺺ اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ ﻟﻠﻤﻀﺎدات اﻟﺤﻴﻮﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﻜﺘﻴﺮﻳﺎ ﻏﻴﺮ اﻟﻀﺎرة اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﻣﺸﺎرﻛﺘﻬﺎ ﻣﻊ اﻟﺒﻜﺘﻴﺮﻳﺎ اﻷﺧﺮى، أو ﻳﺨﻠﻖ ﻓﺮﺻﺔ ﻟﻠﺒﻜﺘﻴﺮﻳﺎ اﻟﻀﺎرة اﻟﻤﺤﺘﻤﻠﺔ ﻟﺘﺤﻞ ﻣﺤﻞ اﻟﺒﻜﺘﻴﺮﻳﺎ ﻏﻴﺮ اﻟﻀﺎرة.

 إلا أن ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء ذعموا  أن اﻟﻤﻀﺎدات اﻟﺤﻴﻮﻳﺔ اﻟﻤﻮﺟﻮدة ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻓﻲ اﻟﺴﻮق ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﻋﻼج ﻓﻴﺮوس ﻛﻮروﻧﺎ، وذﻟﻚ رﻏﻢ ﺗﺤﺬﻳﺮات ﻣﺮﻛﺰ اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ اﻷﻣﺮاض وﻣﻨﻈﻤﺔ اﻟﺼﺤﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻣﻦ أن اﻟﻤﻀﺎدات الحيوية ﻻ ﺗﻔﻌﻞ ﺷﻴﺌا ضد كورونا.

مصادر المضادات الحيوية

من الاصل الميكروبى: ا- البكتيريا.  ب – الفطريات الخيطية (البكتيريا الشعاعية).  ج- الفطريات (البنسلين).

تعتبر الفطريات من أهم مصادر المضادات الحيوية (هي مواد أولية خالية من المادة الخضراء تعيش متطفلة على الإنسان والحيوان والنبات وأهم هذه الفطريات فطر البنسيليوم المستخرج منه مادة البنسيلين الشهيرة ويستخدم في علاج الجروح وأمراض الأسنان والالتهابات الجلدية، وفطر الخميرة المستخدم في الطب كمصدر للبروتينات كما أنه ملطف لبعض أنواع الحساسية والالتهابات الجلدية).

توجد المضادات الحيوية أيضا في بعض أزهار النباتات وفى بعض الأشجار الصنوبرية، كذلك بعض النباتات مثل البصل والثوم زيت الزعتر وزيت جوز الهند وزيت الاورجانو والمريمية وتنتج الطماطم المتعفنة والتفاح الحامض مضادات حيوية.

المضادات الحيوية في مصر القديمة

عرف الكهنة والمحنطون مكونات الجسم البشرى واستطاعوا شفاء بعض الأمراض ومن بينها معالجة الجروح باستخدام الخبز المتعفن الذي ينتج البنسيلين، كانت مصر القديمة سباقة في معرفة تأثير الخبز العفن في معالجة الجروح ، ولقد ورد ذلك في بردية هيرست فى الوصفات (89-92).  

أولاً: استخدام الخبز العفن في العلاج:

وردت وصفة ببردية هيرست رقم 89 والتي استخدام فيها الخبز العفن على الكدمة في اليوم الأول كما يلي: علاج الكدمات فى اليوم الأول تراب الفخار، فاكهة الحنظل، لباب خبز (عفن) يدلك به وبذلك يكون قدماء المصريين قد سبقوا الكسندر فلمنج فى اكتشاف أن خمائر البنسليوم تنتج مواد مضادة للجراثيم.

الجدير بالذكر أنه تم إجراء اختبار عام 1980 م من خلال جامعة كلورادو على عظام مكتشفة لنوبيين من النوبة السفلى ترجع لعام 750 – 550 بعد الميلاد ولقد وجد احتواء تلك العظام على المضاد الحيوي “تتراسيكلين” ولقد افترض العلماء ان هؤلاء القوم تناولوا بعض الحبوب المحمصة المتعفنة ربما بطريق الصدفة أو لأغراض علاجية.

ثانياً: استخدام الطين في العلاج

 اشتق مصطلح مضادات حيوية Antibiotic من Antibiosis وتنتشر الأحياء المجهرية المنتجة للمضادات الحيوية بصورة واسعة في الطبيعة حيث وجدت في التربة والماء وبقايا النباتات والحيوانات المتعفنة، وتعتبر التربة المصدر الرئيسي لعزل الكثير منها لذا اتجه الكثير من الباحثين إلى التربة لغرض الحصول على سلالات من الأحياء المجهرية منتجة لمضادات حيوية جديدة، وظهرت أدلة علمية تؤكد على كفاءة الأحياء المجهرية في التأثير وأنها شملت أنواع عديدة من جنس العصيات وأنواع من البكتيريا الأخرى.

استطاع قسم علم النبات بجامعة ليفربول بانجلترا منذ عدة أعوام من استخلاص مضادات حيوية من بعض الجراثيم الموجودة بالتربة وبعض البيئات الأخرى، ولقد أظهرت النتائج كفاءة علاجية عالية لتلك المضادات الحيوية.

والجدير بالذكر أن المصري القديم استخدم الطين كعلاج في وصفة رقم 482 ببردية ابرس لعلاج الجروح كما يلي: في اليوم الأول: (طين) أسود يوضع عليه براز الغنم يحرق ويطحن جيداً مع سائل خميرة.

ثالثاً: استخدام روث الحيوانات في العلاج

ورد ببردية ابرس وصفة رقم 542 لتلطيف تقيح الجروح باستخدام روث التمساح ربما احتوائه على بكتيريا نافعة تنتج المضادات الحيوية كما يلي: لتلطيف قيح  الجروح 7 سمكات بلطى حنظل 1 شمع 1 براز تمساح 1 عسل نحل 1 يصحن ناعماً ويخلط ويضمد به.

رابعاً: المضادات الحيوية من مصادر نباتية

قديماً كانت مكونات معظم الوصفات العلاجية مصدرها نباتي سواء من الأشجار أو الثمار، أو الأزهار ولقد ثبت قدرة هذه الأعشاب على العلاج في الوقت الحديث.

لجأ العلماء حديثاً إلى إجراء أبحاث جديدة على النباتات للتغلب على مقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية والحصول على علاجات طبيعية لتقوية المناعة، وذلك لان النباتات لها القدرة على تصنيع مركبات كنواتج أيضية ثانوية تتواجد في البذور، الأوراق أو في الجذور، ومن هذه المركبات ما يكون لها دور هام جداً من الناحية الطبية، ومن أهم النباتات التي تحتوى على مضادات حيوية طبيعية ما يلى:

أ- البصل Onion

Allium Cepa هو نبات زنبقي من جنس الثوم يحوى زيت طيار تنسب إليه حرقته، كذلك يحتوى على كبريتات الاليل ومقدار من مادة سكرية وحمض فسفورى وفيتامين وكالسيوم وكان يستعمل عصيره قديماً كقطرة للرمد الصديدي، ولقد أثبت العلم الحديث أن رائحة البصل أو عصارته تقتل الميكروبات السبحية، وميكروب الدفتيريا والدوسنتريا، وميكروب السل، والمواد الفعالة بالبصل كثيرة مثل الكبريت ومادة الكلوكونيل التي تعادل الأنسولين بمفعولها في تجديد نسبه السكر في الدم.

وتعتبر عصارة البصل من المضادات الحيوية الهامة ولقد تمت دراسات كثيرة على البصل وثبت انه في طليعة المواد القادرة على قتل البكتيريا، ولقد تم استخراج خلاصة البصل التي عدها الطب الحديث  مضاد حيوي طبيعي، فأكل البصل يساعد على تطهير الجسم من أملاح الطعام ويعيق نمو الجراثيم بجميع أنواعها، مثل جراثيم التقيح في الدمامل وجراثيم التيفود في الأمعاء وجراثيم التهاب السحايا، ولقد استخدم الطب الحديث البصل في تضميد الجروح والدمامل، وتبين من الأبحاث الحديثة أنه يقتل الجراثيم وبخاصة جرثومة التيفود، وعصيره يقتل الأعشاب الطفيلية، كما استخدم مصل البصل لعلاج الأمراض المستعصية مثل السرطان، ويحتوى البصل على مواد تفوق في تأثيرها البنسلين والاوريومايسين التي تفتك بالجراثيم.

استخدم المصري القديم البصل في التحنيط ولقد عثر عليه في أكفان الموتى وكان يوضع قشرة على عين الميت ،وكان يوضع على التجويف العيني والصدري والاذن.

ولقد استخدم البصل في بعض الوصفات العلاجية مثل وصفة رقم 634 ببردية ابرس لعلاج الركبة كما يلي:

 لتلطيف الركبة ملح بحرى 1 سن 1 دهن وعل 1 عسل 1 بخور 1 بصل  يصحن ويضمد به، أيضا استخدم البصل كلبخة للخراج   فالأبخرة المتصاعدة من البصل وعصارته وكذلك أوراقة تقتل الميكروبات والجراثيم الضارة وبذلك تمنع تعفن الجروح وتقيحها وتساعد على التئامها.

ب- الثوم Garlic

Allium Sativum الثوم باللغة اللاتينية يعنى الحريف ومعظم الفصيلة نباتات لازعه أما لفظة ثوم فهي هيروغليفية 0،الاسم القديم للثوم بالمصرية” حتتوم”، واستعمل الثوم منذ القدم دواء للحميات ووقاء من الأمراض التي تصيب الجسم بالهزال، كما أنه معرق ومدر للبول ومطهر للأمعاء، ويفيد في علاج الدوسنتاريا الأميبية ويوقف نمو البكتيريا ويوصف كعلاج لتصلب الشرايين وضغط الدم العالي، واستخدم كوقاية لأمراض التيفود والدوسنتاريا، ومطهر للجروح والأسطح المتقرحة بعد مزجه بالماء، والجدير بالذكر انه أجريت أبحاث على الثوم فثبت أن برؤوس الثوم مادة (الالبين) وهى مادة فعالة مقاومة للسرطان كذلك يحتوى الثوم على مواد مضادة للعفونة ومقاومة لضغط الدم.

قديماً استخدمت عصارة الثوم لعلاج بعض الأمراض مثل لدغ الثعبان والروماتزم وألام البطن والعدوى الجلدية كما له فاعلية المضادات الحيوية في التأثير على البكتيريا والفطريات وكذلك الطفيليات.  

استخدم الثوم كعلاج موضعي،ويحتوى الثوم على مركبات كبريتية وبروتينات وله القدرة على وقف الإسهال الميكروبي ويعتبر مطهر معوي قوى، ويستخدم مع الخل المعقم ضد الجروح وكواق من الطاعون وقاتل للجراثيم، ويمنع انتقال عدوى الرشح، ومن أهم المواد الموجودة بالثوم هي مادة الاليسين وهى مادة زيتية تذوب في الماء ولا لون لها وتعتبر بتركيزات بسيطة مضاد حيوي ضد البكتيريا السالبة والموجبة.

 ولقد عرفت مصر القديمة أهمية الثوم فلقد ذكر هيرودوت أن العمال الذين شيدوا الأهرام استهلكوا الثوم والبصل بكثرة في طعامهم.  

ج- الجميز

  Ficus sycamores كانت شجرة الجميز مقدسة في مصر القديمة وخصوصاً في الإقليم الخامس والسابع من الوجه البحري، كما دخل فى العديد من الوصفات الطبية، فلقد استخدم كمسهل وملين وضد التهاب اللثة ومرض الاسقربوط ولقد استعمل لعلاج العديد من الأمراض الجلدية مثل الصدفية.

تمت دراسة حديثة بواسطة مجموعة من العلماء بجامعة جنوب أفريقيا على عينات لنبات الجميز في جنوب أفريقيا وانتهت الدراسة إلى أن نبات الجميز قادر على قتل البكتيريا وله تأثير المضادات الحيوية الحديثة.

وردت وصفة رقم 741 ببردية ابرس لعلاج التهاب الأسنان كما يلى: لمنع حصول الصديد في اللثة فاكهة الجميز 1 فول 1 عسل نحل 1 ملخيت 1 مغرة صفراء  تصحن وتدق معاً وتوضع على السنة.

د-الحلبة Fenugreek

Trigonella Foenum Graecum L والحلبة من العائلة البازلائية، بذورها غنية بالفيتامينات والنيترات والكالسيوم، ويعتقد أن بذور الحلبة تشفى من الالتهابات، ولقد أظهرت التحاليل الكيميائية أن أوراق وبذور الحلبة تحتوي على الكثير من المواد الفعالة المهمة طبيا هذا ما جعل الحلبة تستخدم على نطاق واسع في العديد من مناطق العالم نظرا لما تمتلكه من صفات علاجية وطبية حيث لها تأثير خافض لمستويات السكر والكلسترول والدهون في الدم، كذلك تستخدم كمضاد فعال ضد الأحياء المجهرية (الجراثيم والفطريات والديدان الطفيلية)، وتستعمل ضد التقرحات المعوية والالتهابات كما تساعد على التئام الجروح.

ورد بوصفة رقم 509 ببردية ابرس علاج الجروح كما يلى: خبز شعير مع زيت وحلبة يمزجوا معاً ويضمد به.

ه- الحناء Henna

Lawsonia inermist L  تستخدم في مصر منذ وقت طويل كصبغة للقدم والأيدي والشعر، كذلك تستخدم كعجينة توضع على الأصابع والأظافر المصابة بالفطريات كمضاد قوى للفطريات.  

ترتفع شجرة الحناء إلى حوالي خمسة أمتار ويبدو أن موطنها الأصلي بلاد فارس، ولقد عرفت مصر زراعة الحناء، ومسحوق الأوراق الجافة استخدم كمهدئ وكمادة قابضة، كذلك تستخدم مع السنط فى تدليك الايدى والأرجل المصابة بالقروح، والدهان بالحناء يفيد في مداواة الحروق والبثرات.

ورد استخدام الحناء فى وصفة رقم 774 ببردية ابرس لعلاج الصلع المبقع وهو مرض مسبب لسقوط الشعر كما يلي: كتان و حناء يحمصان ويوضعان فى زيت يمزجوا معاً ويدهن به.

و- الفجل

Raphanus Sativus L تحتوى جذور الفجل على مواد كربوهيدراتية وفيتامينات وأملاح الكالسيوم ومواد الرافايول والسينابين والرافانين ذات التأثير المضاد للبكتيريا وكل تلك المواد تعطى للفجل الرائحة المميزة والطعم الحاد المقبول، والفجل مدر للبول ويفيد في أمراض الاستسقاء والحصوات ويعتبر عصيره مع العسل مهدئ، وله تأثير مثبط للبكتيريا لذا يستعمل عصيره في حالات أمراض الجلد.

ورد فى كتابات هيرودوت أن العمال الذين شيدوا الأهرام كانوا يأكلون الفجل ولقد استخدم المصري القديم زيته لعلاج الأمراض الجلدية.

ز- الفلفل Black pepper

piper nigrum L شجرة معمرة تنمو برياً ولكنها تزرع الآن على نطاق تجارى فى كثير من الدول، أوراق الفلفل بيضاوية براقة وأزهاره بيضاء تتبعها ثماره المستديرة الصفراء أو الحمراء، وتحتوى ثمار الفلفل على زيت طيار ومركبات أخرى تجعله صالحاً لعلاج المعدة وطارداً للريح، ومضاد للبكتيريا والحشرات، كما انه من التوابل والمنبهات.

استعمل الفلفل الأسود بصورة شائعة في الطعام والطب الشعبي لأنه يضيف نكهة ورائحة للأطعمة إضافة إلى كونه مادة حافظة وذات قيمة طبية، حيث أن المستخلص المائي والكحولى للفلفل الأسود ذو فاعلية مضادة للميكروبات وللسرطان.

ثبت استعمال الفلفل في مصر القديمة في التحنيط فقد وجد العلماء عند فحص مومياء رمسيس الثاني بعض حبيبات الفلفل الأسود مستقرة في فتحتي أنف وجوف المومياء.

ح-القرفة Cinnamon

Cinnamonium Zeylanicum  القرفة شجرة دائمة الخضرة قشورها عطرية ذات طعم حار سكرى تحتوى على زيت طيار تنسب اليه خواصها، وتضاف للأدوية كمادة معطرة، واستخدمت في الوصفات المصرية القديمة ضد الحرق المتعفن وكمسكن موضعي.

تنمو الشجرة في شرق أفريقيا، والقرفة ذات مفعول منبه ومهضم ومانع للعفونة، ولقد دخلت القرفة فى مصر القديمة فى وصفات طبية وكمراهم لما لها من رائحة عطرية، كذلك دخلت فى وصفات لزيادة الوزن.

استخدم الطب الحديث القرفة للتطهير ومكافحة البرد وفاتحة للشهية وكعلاج لأوجاع المفاصل ومضادة للتشنج وقابضة للإسهال وكمادة مطهرة في الحميات المعوية وكعلاج للقئ، لقد ثبت أن بزيت القرفة مادة قادرة على قتل الميكروبات والجراثيم.

ورد ببردية ابرس وصفة رقم 534 لعلاج التقرحات كما يلى: حنظل 1 فول 1 قرفة 1 زيت 1 عسل نحل 1 تطحن معا ويضمد به.

ط – الصنوبر

pinus sp L وتستخدم عصارته فى العقاقير الطبية ويستخدم زيته ضد الدفتيريا، ويعتبر الصنوبر مضاد للفطريات المتطفلة على الجسم والسموم الفسفورية.

ورد استخدامه بوصفة رقم 485 ببردية ابرس لعلاج الحرق كما يلى: صنوبر 1 احو1 يمزج مع ماء صمغ ويوضع على الحرق.

سادساً: المضادات الحيوية من مصادر حيوانية

 أ- عسل النحل

ولقد أثبتت الأبحاث الطبية أن عسل النحل يقوى الجسم ويقيه من الميكروبات، ويحتوى عسل النحل على بعض الإنزيمات المضادة للبكتيريا والجراثيم ، وله خصائص تقاوم التأكسد في الجسم، ويعمل على تحفيز الجروح وشفائها  ولقد استخدم فى الطب الشعبي قديماً كضمادة للجروح والالتهابات، ولقد جرت بعض الأبحاث المعملية حديثاً على العسل ودراسة مدى قدرته على قتل البكتيريا بوضع بعض أنواع من البكتيريا فى العسل ولقد ماتت بعد ساعات وثبت أن العسل ليس وسطاً مناسباً لنمو البكتيريا.

ورد ببردية ادون سميث وبردية لندن الطبية بعض الوصفات لعلاج الجروح، وكانت المواد الأكثر استخداماً هي العسل والزيت،وذلك لرؤيتهم قدرة العسل على تجفيف وتعقيم الجروح وشفائها، وكانت الطريقة تتم بتغطية الجروح بضمادات مبللة بـالعسل والزيت، وربما استخدم الزيت على الضمادات حتى لا يلتصق بالجروح.

ورد ببردية ابرس وصفة رقم 515 لعلاج الجروح كما يلى:  كتان مبلل ببخور وعسل نحل يوضع علي الحرق لمدة أربعة أيام، كذلك استخدم عسل النحل فى وصفات كثيرة لعلاج أمراض متعددة فى الجسم.

 ب- شمع النحل

ولقد ثبت بالدليل القاطع ان لشمع النحل القدرة على علاج الجلد المتضرر وكذلك الحروق مثل عسل النحل.

ورد بوصفة ببردية ابرس رقم 484 استخدام الشمع فى علاج الحروق كما يلى: خروب 1 شعير 1 حب العزيز من الحقل ملح 1  بردى 1 دهن ثور  زيت 1 شمع عسل 1 يوضع كل يوم.

 فى النهاية نقول ان  المضادات الحيوية لها دور فعال فى قتل أو وقف  نمو البكتيريا ولكن استخدامها بشكل عشوائ أو مفرط يؤدى إلى الإصابة بمقاومة المضادات الحيوية ويفضل إستخدام البدائل الأمنة من مصادر نباتية أو حيوانية  لتعزيز الجهاز المناعى لمقاومة الأمراض.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى