المشروبات في رمضان: أسرار الترطيب والطاقة وتجنب المخاطر في العشر الأواخر

إعداد: د.هبة بركات

باحث بمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية – مركز البحوث الزراعية

يعد الحفاظ على توازن السوائل في الجسم خلال شهر رمضان أمرًا ضروريًا، حيث يتعرض الجسم لفقدان كبير للسوائل خلال ساعات الصيام، مما قد يؤدي إلى الجفاف، والصداع، والشعور بالإرهاق، واضطرابات في الجهاز الهضمي. ولذلك، فإن استهلاك المشروبات الصحية بين الإفطار والسحور يساهم في تعويض السوائل والمعادن المفقودة، وتحسين عملية الهضم، وتعزيز الأداء الفسيولوجي للجسم.

أهمية المشروبات في دعم الوظائف الحيوية خلال رمضان

1ـ تعويض فقدان السوائل ومنع الجفاف
يؤدي الامتناع عن شرب السوائل لساعات طويلة إلى انخفاض مستوى الترطيب الخلوي، مما يؤثر على الأداء العام للجسم. ويساهم استهلاك الماء والمشروبات الطبيعية في إعادة التوازن المائي، والحد من أعراض الجفاف مثل التعب، والصداع، وانخفاض ضغط الدم.

2ـ تحسين وظائف الجهاز الهضمي
يعاني بعض الأفراد من بطء حركة الأمعاء والإمساك نتيجة التغيرات في العادات الغذائية خلال رمضان. وتساعد المشروبات الغنية بالألياف والمعادن، مثل التمر الهندي، واليانسون، والنعناع، على تعزيز الهضم وتنظيم حركة الأمعاء.

3ـ تعويض المعادن الأساسية المفقودة
يفقد الجسم خلال الصيام، مع العرق، العديد من المعادن المهمة، مثل:

ـ البوتاسيوم: يوجد في التمر الهندي، وقمر الدين، والموز، وهو ضروري للحفاظ على توازن السوائل والوظائف العضلية.

ـ المغنيسيوم: وهو متوفر في المشروبات العشبية، مثل الكركديه، ويساهم في تقليل التقلصات العضلية.

ـ الصوديوم: يحتاجه الجسم بكميات معتدلة للحفاظ على توازن السوائل وضغط الدم.

4ـ تقليل الشعور بالعطش خلال النهار
يؤدي استهلاك الماء والمشروبات المرطبة إلى تقليل الشعور بالعطش خلال ساعات الصيام، مثل العصائر الطازجة والمياه المعدنية.

5ـ تعزيز الطاقة ومنع الخمول بعد الإفطار
يساعد استهلاك المشروبات المحتوية على سكريات طبيعية، مثل السوبيا، وقمر الدين، والعصائر الطازجة، في إمداد الجسم بالطاقة ومنع الشعور بالخمول، مع ضرورة تجنب السكريات الصناعية والمضافة، التي قد تؤدي إلى اضطراب مستوى السكر في الدم.

6ـ تحسين جودة النوم
تساهم المشروبات العشبية، مثل البابونج، واليانسون، والحليب الدافئ، في تهدئة الجهاز العصبي وتعزيز النوم، خاصة مع تغير أنماط النوم خلال شهر رمضان.

تأثير الإفراط في شرب الماء أو السوائل الباردة مباشرة عند الإفطار

على الرغم من أن الشرب عند الإفطار ضروري لتعويض السوائل المفقودة، إلا أن الإفطار مباشرة بكميات كبيرة من الماء أو السوائل الباردة على معدة فارغة قد يسبب بعض المشكلات الصحية، مثل:

1ـ تقلصات المعدة: قد تؤدي المياه أو السوائل الباردة إلى انقباض المعدة بشكل مفاجئ، مما يسبب الشعور بعدم الراحة.

2ـ اضطرابات الهضم: تناول كمية كبيرة من الماء أو السوائل بسرعة قد يخفف من العصارات الهضمية، مما يؤدي إلى بطء عملية الهضم.

3ـ الإحساس بالانتفاخ: امتلاء المعدة بالماء أو السوائل قبل تناول الطعام قد يعطي شعورًا زائفًا بالشبع، مما يؤدي إلى تقليل كمية الطعام المتناولة، وقد يؤثر ذلك على الحصول على الطاقة الكافية للصيام في اليوم التالي.

4ـ انخفاض مفاجئ في ضغط الدم: شرب كمية كبيرة من الماء دفعة واحدة قد يؤدي إلى انخفاض مفاجئ في ضغط الدم، مما يسبب الشعور بالدوار والصداع.

أفضل المشروبات الموصى بها خلال رمضان

ـ الماء: الخيار الأساسي لترطيب الجسم وتعويض السوائل المفقودة.

ـ العصائر الطبيعية: مثل عصير البرتقال، والتمر الهندي، وقمر الدين، حيث تمد الجسم بالفيتامينات والمعادن الضرورية.

ـ المشروبات العشبية: مثل الكركديه، والنعناع، واليانسون، التي تساعد في تحسين الهضم والاسترخاء.

ـ الحليب واللبن الرائب: يوفر الكالسيوم ويحسن من صحة الجهاز الهضمي.

المشروبات غير المستحبة خلال رمضان وتأثيراتها السلبية

هناك بعض المشروبات التي يجب الحد من استهلاكها خلال رمضان، نظرًا لتأثيرها السلبي على الصحة، ومنها:

المشروبات المحتوية على الكافيين (الشاي، القهوة، النسكافيه، مشروبات الطاقة)

ـ تؤدي إلى زيادة فقدان السوائل بسبب تأثيرها المدر للبول.

ـ قد تسبب الصداع واضطرابات النوم عند التوقف عنها خلال الصيام.

المشروبات المحلاة صناعيًا

ـ تحتوي على نسب مرتفعة من السكر المضاف، مما يسبب ارتفاعًا سريعًا في سكر الدم، وزيادة الوزن، وزيادة العطش.

ـ قد تؤدي إلى اضطرابات هضمية وانتفاخات.

المشروبات الغازية

ـ تؤثر سلبًا على امتصاص الكالسيوم، مما قد يضر بصحة العظام.

ـ تزيد من خطر الانتفاخات واضطرابات الجهاز الهضمي.

المشروبات الرمضانية المباعة في الشوارع: المخاطر الصحية

يتم تحضير بعض المشروبات الرمضانية من قبل باعة جائلين، مما قد يعرضها للتلوث بسبب سوء التخزين أو الإعداد غير الصحي. من بين المشروبات التي تُباع في الشوارع وأضرارها المحتملة:

العرقسوس

ـ مفيد لترطيب الجسم ويحتوي على مضادات أكسدة.

ـ غير مناسب لمرضى الضغط المرتفع، حيث قد يسبب ارتفاع ضغط الدم.

ـ قد يكون ملوثًا بالبكتيريا نتيجة سوء التخزين.

التمر الهندي

ـ يحتوي على فيتامينات ومعادن تدعم الجهاز الهضمي.

ـ بعض الباعة يضيفون إليه أصباغًا صناعية وسكرًا مفرطًا.

ـ إذا لم يُحفظ جيدًا، قد يتخمر، مما يؤدي إلى تسمم غذائي.

الكركديه

ـ يساعد في خفض ضغط الدم وتحسين صحة القلب.

ـ قد يحتوي على مواد حافظة وألوان صناعية ضارة.

ـ عند تناوله بكثرة، قد يسبب انخفاضًا حادًا في ضغط الدم.

السوبيا

ـ مصدر جيد للطاقة والسوائل.

ـ عرضة للتلوث البكتيري إذا تم تحضيرها بطرق غير صحية.

ـ قد تحتوي على لبن فاسد يؤدي إلى تسمم غذائي.

ـ تحتوي على كميات كبيرة من السكر، مما يزيد خطر زيادة الوزن وارتفاع سكر الدم.

قمر الدين

ـ غني بالبوتاسيوم والفيتامينات المفيدة للصحة.

ـ غالبًا ما يتم إضافة كميات كبيرة من السكر إليه، مما يجعله غير مناسب لمرضى السكري.

نصائح لاستهلاك المشروبات الرمضانية بأمان

1ـ تحضير المشروبات الرمضانية في المنزل لضمان الجودة والنظافة.

2ـ شراء المشروبات من أماكن موثوقة بدلاً من الباعة الجائلين.

3ـ تجنب المشروبات ذات الألوان الزاهية جدًا، فقد تحتوي على أصباغ صناعية.

4ـ التأكد من تخزين المشروب في درجة حرارة مناسبة لتجنب التلوث والتخمر.

🔹 تابعونا على قناة الفلاح اليوم لمزيد من الأخبار والتقارير الزراعية.
🔹 لمتابعة آخر المستجدات، زوروا صفحة الفلاح اليوم على فيسبوك.