المسكن أساس تكوين الشخصية السوية
بقلم: أ.د. إنجي خيري فايد
رئيس بحوث بمعهد بحوث الارشاد الزراعي والتنمية الريفية – مركز البحوث الزراعية
قال المولى عز وجل في أحكم آياته (وَاللّهُ جَعَلَ لَكُمْ مّن بُيُوتِكُمْ سَكَناً) [سورة النحل:80].
من نعم الله الكبيرة على الانسان ان يجعل له من البيت الذي يبيت فيه سكنا يشعر فيه بالراحة والهدوء والسلام والامان والانس ليقوى على العمل والكفاح ومواجهة تحديات الحياة.
تابعونا على صفحة الفلاح اليوم على فيس بوك
ولكي يكون البيت سكنا يجب أن يمتاز بمواصفات تحقق للانسان الشعور بالأمان، والستر، والصحة.
فالامان شعور ينتاب الانسان عندما يكون في مكان بنيانه صحيح لا يهدد حياته ولا حياة اسرته، ولا يشعر فيه الساكن بالتهديد والخوف من ان ينهار في اي لحظة أو ان يكون مهدد بالطرد منه في اي لحظة.
كما يتحقق الامان في البيت عندما يكون في منطقة امنة من الارهاب واللصوص وكافة اشكال الاغتصاب والنهب والقتل والتنمر، هذا فضلا عن اتصاله بشبكة من الطرق والمواصلات التي تمكن المقيم فيه من الوصول بسهولة وامان الى عمله، وإلى السوق ليكفي احتياجاته واحتياجات اسرته من مأكل ومشرب وملبس.
كما يجب ان يشعر الانسان في بيته بالخصوصية التي يحافظ بها على استقرار وحماية اسرته.
كما يجب أن يكون البيت صحيا في تصميمه بحيث يكون جيد التهوية، وتدخله الشمس بطريقة صحية، وسهل التنظيف، وان يكون مرتبط بشبكة مياه شرب جيدة، وشبكة صرف صحي جيدة، مما يساعد على الحفاظ على صحة الانسان من الامراض والاوبئة.
فإذا تحققت الشروط السابقة في اي بيت اصبح سكنا صالحا لاصحابه يتمتعون فيه بالصحة النفسية والجسدية وقادرين على التعلم والعمل والانتاج، فالمسكن اساس لتكوين الشخصية السوية.
لذلك يعد المسكن من اسس جودة الحياة، وقد ذكر مواصفاته الاستاذ الدكتور ابراهيم محرم استاذ الاجتماع الريفي بكلية الزراعة جامعة عين شمس ومؤسس برنامج شروق للتنمية الريفية في كتابه (الحياة حلوة مدخل للتنمية الانسانية) كما يلي: يأمن فيه الفرد على نفسه وأسرته ويشعر فيه بالخصوصية، وتتسع مساحته لحياه أفرادها، ويتصل بمياه الشرب والصرف الصحي، والطاقة (الكهرباء)، ويسهل الوصول إليه والاتصال به، سليم البناء، نظيفا، صحيا تدخله الشمس ويتخلله الهواء، ويدخل في هذا الإطار مدى جودة مرافق البنية الأساسية والتخطيط والحيز العمراني.
فمن حق المواطن ان يشعر بالامان وعدم التهديد والخوف والذعر في بيت امن وصحي، وفي إطار ذلك سعت الدولة المصرية جاهدة الى تحسين معيشة موطنيها من خلال القضاء على العشوائيات التي كانت مصدرا كبيرا لتهديد حياة ساكنيها، ومصدرا للاوبئة والامراض والارهاب، واستبدلتها بمساكن امنه صحيحة في بنيانها تكفل لسكانها الامن والامان والصحة والراحة والخصوصية، والنظام، والنظافة، فضلا عن المساحات الخضراء التي كانت بمثابة رئة لهذه المناطق السكنية، تعزز من قدرة ساكنيها على التنفس والاستمتاع بأجواء نقية من العوادم وكافة ملوثات الهواء، والاستمتاع بالطبيعة.
لقد قضت الدولة المصرية على المناطق غير الآمنة فيها والتى بلغ عددها 357 منطقة فى 25 محافظة، استفاد منها مليون و200 ألف مواطن تقريبا بإجمالى 246 ألف وحدة سكنية، حيث اشتملت القاهرة على 54 منطقة، 22 منطقة بكفر الشيخ، 31 منطقة بالجيزة، و10 مناطق بكل من الإسكندرية وبورسعيد، و7 مناطق فى كل من الوادى الجديد وأسوان والبحيرة وجنوب سيناء والمنوفية، 5 مناطق بالسويس، 8 مناطق بكل من المنيا ومطروح، و4 مناطق بدمياط، هذا فضلا عن مشروع حياة كريمة الذي استهدف تنمية البينة التحتية في الريف المصري، واصلاح وترميم بيوت الريف المصري.