صحة

المستخلصات النباتية لعلاج الدوسنتاريا (داء الشيغيلات)

إعداد: د.سارة عادل عامر

باحث بقسم بحوث الأغذية الخاصة والتغذية بمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية ـ مركز البحوث الزراعية 

داء الشيغيلات والمعروف بالدوسنتاريا او الزحار هو أحد الامراض التي تتسبب في وفيات الأطفال على مستوى العالم، إذ ينجم عن الإصابة ببكتيريا الشيغيلا shigella التي تعتبر شديدة العدوى. ويصاب الأفراد بالمرض عند اقترابهم من افراد مصابين  أو يتناولون طعام أو ماء الملوث ببراز شخص مصاب بالشيغيلا. ومن الممكن حدوث ذلك في أماكن رعاية الأطفال أو في الأماكن التي لا تلتزم بالإجراءات الصحية اللازمة في تقديم الطعام.

تابعونا على قناة الفلاح اليوم

تابعونا على صفحة الفلاح اليوم على فيس بوك

تظهر أعراض الإصابة خلال يومين من اصابة الشخص بالبكتيريا وتستمر لمدة تصل إلى سبعة أيام. وتشمل الأعراض الإسهال الدموي والمستمر لأكثر من ثلاثة أيام، الحمى، عسر الهضم، الرغبة في التبرز، والجفاف. ويعاني نسبة 2% من الأشخاص المصابين بأنواع معينة من بكتيريا الشيغيلا من التهاب المفاصل وتهيج العين وآلام عند التبول.

 تُعزى خطورة الشيغيلا إلى قدرتها على إحداث العدوى بجرعاتٍ ضئيلة جدا والتي تتراوح ما بين الواحد الى المائة خلية، واستخدام المضادات الحيوية كان فعال سابقا ولكن ادى الاستخدام المُفرط  للمضادات الحيوية إلى ظهور سلالات مقاومة لها ويصعب علاجها بالادوية الحالية, وتُشكل سلالات الشيغيلا المقاومة للمضادات الحيوية خطرا داهما على الصحة العامة، لما تُسببه من ارتفاع مُقلق في معدلات الوفيات.

تعتبر الشيغيلا من ضمن قائمة البكتريا التي نشرتها منظمة الصحة العالمية والتي تمثل خطورة عالمية كبيرة. ففي عام  2017 سجلت  165 مليون حالة إصابة ببكتريا الشيغيلا و1,1 مليون حالة وفاة مرتبطة بالشيغيلا. وقد سجلت بعض البلاد العربية انتشار البكتريا وخاصه المقاومة للمضادات الحيوية في عام 2022 أعلنت وزارة الصحة التونسية في بيان أن “الإصابات بالسلالات شديدة المقاومة ارتفعت في صفوف الأطفال”، مشددة على “ضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية للحد من تفشي العدوي, وايضا حذرت دائرة صحة أبو ظبي بالإمارات من انتشار عدوى بكتيريا الشيغيلا المقاومة للمضادات الحيوية والتي تم الابلاغ عنها سابقا في المملكة المتحدة وعدة بلدان أخرى في الإقليم الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية منذ أواخر عام 2021.

لقد أبرز مركز السيطرة على الأمراض الأمريكي هذه المخاوف، مُشيرا إلى الزيادة المُطردة في حالات الإصابة بعدوى الشيغيلا المقاومة للمضادات بين عامي 2015 و2022 وتُفاقم مشكلة تلوث المياه والطعام من خطورة الوضع، مما يزيد من احتمالية تفشي أوبئة واسعة النطاق.

يتطلب التصدي لهذه المشكلة التعاون بين القطاع الصحي، الحكومات، والمجتمعات لتقليل استخدام المضادات الحيوية  وتدعيم إجراءات الوقاية والتحكم في العدوى. وإلى جانب ذلك، يُعدّ الاستثمار في البحث والتطوير أمرا بالغ الأهمية لاكتشاف علاجات بديلة وفوريه من مواد طبيعية لتقنين استخدام  المضادات الحيوية ولتجنب الاثار الجانبية لها علي الصحة العامة.

 في هذا السياق، قام فريق بحثي من معهد بحوث تكنولوجيا الأغذية بالبحث عن بديل للمضادات الحيوية من المستخلصات الطبيعية النباتية ضد داء الشيغيلات.

لقد أثبتت الدراسة أن المستخلصات المائية من الثوم والقرنفل والحلبة لها تأثير مضاد لنمو بكتيريا Shigella sd1 والتى تم اختبارها معمليا, كما أظهرت النتائج  التى اجريت علي فئران التجارب التي تم اصابتها بالشيغيلا دوسنتاريا درجات متفاوتة لقدرة مستخلصات الأعشاب على علاج اعراض داء الشيغيلات في الحيوانات المصابة، والذي اتضح من انخفاض عدد مرات التبرز، وزيادة الوزن، وتحسين  معايير اختبارات الدم و الكبد والكلى، وتعافي التغيرات النسيجية المصابة في انسجة القولون.

بناءً على النتائج المتحصل عليها من الدراسة، يمكن القول إن تركيبة مستخلص أعشاب الثوم والحلبة يعتبر الأفضل والأكثر فعالية في مكافحة بكتيريا الشيغيلا. وبالتالي تم اقتراح هذا المزيج الفعال كعلاج بديل للمضادات الحيوية، للمساهمة في مواجهة احتمال ظهور السلالات البكتيرية المقاومة للمضادات الحيوية.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى