اللانشون بين المذاق اللذيذ والسم الخفي خبراء يكشفون الحقيقة

هل اللانشون خطر صامت يهدد صحتك أم وجبة آمنة على المائدة المصرية؟

كتبت: فاطمة معوض يُعد اللانشون من أكثر المنتجات الغذائية انتشارًا على موائد المصريين، خاصة في وجبات الإفطار والمدارس والعمل، لما يتمتع به من سهولة في التحضير وسعر مناسب ومذاق محبب للأطفال. غير أن هذا المنتج الجاهز للاستهلاك يثير منذ سنوات جدلاً واسعًا حول مدى سلامته الصحية، في ظل اختلاف الآراء بين المستهلكين وخبراء التغذية.

وفي هذا السياق، يرصد موقع “الفلاح اليوم” في هذا التحقيق أبعاد قضية تناول اللانشون وأثره على صحة المستهلكين، من خلال آراء الخبراء والمتخصصين في التغذية والصحة العامة، إلى جانب ما يقوله المواطنون الذين يقبلون على شرائه يوميًا باعتباره وجبة سريعة وسهلة التحضير.

ويستعرض “الفلاح اليوم” كذلك مكونات اللانشون وطرق تصنيعه ومخاطره المحتملة عند الإفراط في تناوله، مع تسليط الضوء على البدائل الغذائية الآمنة التي ينصح بها الأطباء، فضلًا عن نصائح مهمة للمستهلكين حول كيفية اختيار المنتج الجيد، وقراءة البيانات المدونة على العبوة، وأساليب التخزين الصحيحة لضمان سلامة الغذاء.

إقبال شعبي رغم الجدل

في جولة ميدانية بعدد من المحال والسوبر ماركت، رصد “الفلاح اليوم” إقبالًا كبيرًا على شراء اللانشون بأنواعه المختلفة، سواء من اللحوم أو الدواجن. يقول محمد فوزي، موظف وأب لثلاثة أطفال: “أولادي يحبون اللانشون جدًا، خصوصًا في السندوتشات المدرسية، لكني أحاول أشتري من ماركات معروفة وأقلل الكمية”.

بينما ترى دينا وليم، ربة منزل، أن “اللانشون سهل ومريح، لكنه لم يعد كما كان؛ الطعم تغير وكثرة الأخبار عن الأضرار أصبحت تقلقني”.

تحذيرات الخبراء: خطر الصوديوم والدهون الصناعية

من جانبه، أوضح الدكتور محمد عبدالمنعم، أستاذ التغذية بجامعة القاهرة، أن “اللانشون من المنتجات المعالجة كيميائيًا بدرجة عالية، وغالبًا ما يحتوي على نسب مرتفعة من الدهون المشبعة، والأملاح، والمواد الحافظة، ومثبتات اللون والطعم.”

وأضاف: “الاستهلاك المتكرر لهذه المنتجات قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، وزيادة الكوليسترول، ومشكلات في الكبد والكلى، فضلًا عن تأثيرها السلبي على الأطفال بسبب تراكم المواد الحافظة في الجسم على المدى الطويل.”

وأكد أن بعض أنواع اللانشون منخفضة الجودة قد تحتوي على نسب ضئيلة من البروتين الحيواني، في مقابل كميات كبيرة من النشويات والدهون الصناعية ومخلفات اللحوم.

رأي خبراء الصحة العامة

أوضحت الدكتورة هبة سامي، خبيرة سلامة الغذاء، أن “المشكلة لا تكمن فقط في مكونات اللانشون، بل في طريقة التخزين والتداول، فالتعرض للحرارة أو التلوث أثناء النقل يعزز من نمو البكتيريا الممرضة”.

وتشير إلى ضرورة قراءة الملصقات الغذائية قبل الشراء، لمعرفة تاريخ الإنتاج، ونسبة الصوديوم، ومكونات المنتج، مؤكدة أن “المستهلك هو خط الدفاع الأول عن صحته”.

بين التحذير والنصائح

يتفق الخبراء على أن تناول اللانشون بشكل متقطع وليس يوميًا لا يشكل خطورة كبيرة إذا كان المنتج ذو جودة عالية ومطابقًا للمواصفات القياسية.
وفي هذا السياق، يقدم الأطباء مجموعة من النصائح للمستهلكين:

1ـ تجنب شراء اللانشون من مصادر غير موثوقة أو مجهولة.

2ـ قراءة المكونات بدقة، وتجنب الأنواع التي تحتوي على نترات الصوديوم أو ألوان صناعية غير مرخصة.

3ـ حفظ اللانشون في درجة تبريد مناسبة وعدم تركه خارج الثلاجة.

4ـ عدم تقديمه للأطفال بشكل يومي، واستبداله بمصادر بروتين طبيعية مثل البيض أو الجبن أو اللحوم الطازجة.

5ـ في حالة وجود أي رائحة أو لون غير طبيعي، يجب التخلص منه فورًا.

المستهلك بين الوعي والعادة

يبقى اللانشون، رغم كل التحذيرات، جزءًا من العادات الغذائية اليومية لدى كثير من الأسر المصرية. ويؤكد الخبراء أن التغيير يبدأ من الوعي الاستهلاكي، وليس فقط من الجهات الرقابية، فالمستهلك الواعي قادر على الاختيار الآمن الذي يوازن بين الراحة والصحة.

الخلاصة:
اللانشون ليس عدوًا للصحة إذا تم اختياره بحذر وتناوله باعتدال، لكنه قد يصبح خطرًا حقيقيًا إذا تحول إلى وجبة يومية معتادة. فبين سهولة الاستخدام والمذاق المفضل يقف القرار في يد المستهلك: هل يختار الراحة السريعة أم السلامة طويلة المدى؟.

🔹 تابعونا على قناة الفلاح اليوم لمزيد من الأخبار والتقارير الزراعية.
🔹 لمتابعة آخر المستجدات، زوروا صفحة الفلاح اليوم على فيسبوك.