«القادة الحقيقيون» لا يصنعون الأتباع
بقلم: أ.د.أشرف سليمان
أستاذ الاجتماع الريفي والتنمية الريفية بمركز البحوث الزراعية وأستاذ الأمن الغذائي والسياسات الزراعية بجامعة كيوتو باليابان سابقا
«القادة الحقيقيون لا يصنعون الأتباع، بل يصنعون قادة جدد» يُعبر هذا المثل الانجليزي عن مفهوم القيادة الفعالة التي تتجاوز إدارة الآخرين لتحقيق أهداف محددة، لتشمل تمكين الآخرين من تطوير مهاراتهم القيادية. القائد الحقيقي يركز على بناء الجيل القادم من القادة، يتعاطى مع المستقبل، ما يساهم في تعزيز الاستدامة والابتكار داخل المؤسسات أو المجتمع.
تابعونا على صفحة الفلاح اليوم على فيس بوك
يظهر هذا المبدأ جليا في المؤسسات والمراكز البحثية، تلك المؤسسات التي تستثمر في تطوير القدرات البشرية للباحثين الشباب، وتساهم في خلق بيئة تحفز الابتكار والاكتشاف.
عندما يقوم الباحث بتوجيه باحثين مبتدئين ومساعدتهم على تطوير مهاراتهم، فإنه لا يضمن فقط نجاح المشرعات البحثية الراهنة، بل يبني أيضا أساسا قويا للمستقبل. هؤلاء الباحثين سيصبحون فيما بعد قادة فرق بحثية، ومشرفين، ويؤسسون لمشروعات بحثية جديدة. هذا النوع من التمكين يعزز من ديناميكية المؤسسة ويخلق سلسلة من القيادة المتواصلة التي تدفع بعجلة التقدم.
في المجتمع بوجه عام، يعكس هذا المثل ضرورة تبني مفهوم القيادة التي تركز على التعليم والتمكين.
القادة الذين يسعون لتمكين الأفراد في مجتمعاتهم وتعليمهم كيف يصبحون قادة في مجالاتهم يساهمون في بناء مجتمعات أكثر مرونة وتعاونا. بدلا من الاعتماد على شخص واحد أو مجموعة صغيرة، تصبح القيادة موزعة بشكل أوسع، ما يعزز من فرص التنمية المستدامة.
في الختام، القيادة الحقيقية ليست في السيطرة أو التوجيه فقط، بل في تمكين الآخرين، واكتشافهم وتشجيعهم ليصبحوا قادة وباحثين قادرين على تحمل المسئوليات المستقبلية، والابتكار. هذا النهج يضمن ليس فقط نجاح المؤسسات والمجتمعات في الحاضر، بل أيضا استدامتها وازدهارها في المستقبل.