الفلاح يسأل ومركز البحوث الزراعية يُجيب: مقترح واقعي لخدمة الزراعة المصرية عبر الواتس آب
بقلم: د.أسامة بدير
أتقدم بهذا المقترح إلى الدكتور عادل عبدالعظيم، رئيس مركز البحوث الزراعية، المعروف بنشاطه المعهود، وفكره المُستنير، وحرصه الدائم على ربط نتائج البحوث العلمية باحتياجات المزارعين على أرض الواقع.
تقوم فكرتي على إنشاء ما أُسميه بـ”غرفة المُشورة الزراعية”، وهى مُبادرة جديدة وطموحة تُعنى بمد جسور التواصل اليومي والمباشر بين مركز البحوث الزراعية والمزارعين في مختلف أنحاء الجمهورية، وذلك من خلال قناة رقمية سهلة وسريعة متمثلة في جروب “واتس آب” مُوحد.
ويحمل هذا المقترح شعاراً بسيطاً لكنه مُعبر: “الفلاح يسأل ومركز البحوث الزراعية يُجيب”.
تتمثل آلية العمل في هذا المُقترح ضم مزارعين من مختلف المحافظات داخل هذا الجروب، ليقوموا بطرح تساؤلاتهم اليومية المُتعلقة بمشاكل الزراعة والإنتاج الحيواني والتسميد والري ومكافحة الآفات وغيرها، على أن يتولى شخص مسئول من قبل المركز إدارة الجروب، حيث يقوم بجمع هذه التساؤلات وتوجيهها إلى الأساتذة والباحثين المختصين في المركز، ومن ثم نقل الإجابات العلمية الدقيقة إلى المزارعين بشكل فوري وسلس.
وما يُميز هذا المُقترح أنه لا يُكلّف مركز البحوث الزراعية أي أعباء مالية، فجميع عناصره متوفرة بالفعل، من التطبيق الرقمي المجاني، إلى فريق الباحثين القائمين في المركز، وما ينقص فقط هو قرار إداري بتشكيل فريق عمل مُنظم لتفعيل الفكرة.
وانطلاقاً من حرص “الفلاح اليوم” على توعية المزارعين، وتعزيز سبل التواصل المباشر معهم، ونقل المعرفة الزراعية الموثوقة إليهم، فقد تم بالفعل تطبيق الفكرة عملياً على نطاق محدود وبمجهود فردي خالص، حيث أقوم بإدارة مجموعة عبر تطبيق “واتس آب” تضم عدداً متزايداً من المزارعين، وأتلقى يومياً عشرات الاستفسارات حول مختلف القضايا الزراعية، ثم أعمل على توجيهها إلى نخبة من الأساتذة والباحثين المتطوعين، الذين مشكورين يُقدّمون الإجابات العلمية الدقيقة، ليتم بعد ذلك إيصالها إلى أصحابها من المزارعين في أسرع وقت ممكن.
ورغم نجاح هذه التجربة المحدودة، فإنني أُقرّ بصراحة أن الاستمرار فيها بهذا الشكل الفردي أصبح أمراً بالغ الصعوبة، في ظل الزيادة المستمرة في عدد المشاركين، وتنوع التخصصات المطلوبة للإجابة. وهو ما يجعل من الضروري أن تتبنى مؤسسة بحجم مركز البحوث الزراعية هذه المبادرة، لتتحول إلى عمل مؤسسي منظم ومستدام، بديلاً عن مجهود فردي مُعرض للتوقف في أي لحظة، مهما كانت النوايا طيبة والدوافع قوية.
إن تفعيل مبادرة “الفلاح يسأل ومركز البحوث الزراعية يُجيب” من خلال غرفة المشورة الزراعية، سيمثل نقلة نوعية في دعم الفلاح المصري، وسيُسهم في نشر الوعي الزراعي، وربط البحث العلمي بالتطبيق العملي في الحقول والمزارع، مما سينعكس على تحسين جودة الإنتاج الزراعي وزيادة كفاءته واستدامته.
ولدي كل الثقة أن الدكتور عادل عبدالعظيم، بما له من وعي وحرص على النهوض بالقطاع الزراعي، سيُولي هذا المقترح العناية التي يستحقها، وسيسعى إلى تحويله إلى مشروع حقيقي يخدم آلاف المزارعين في كل ربوع مصر.
وفي ختام هذا المقترح، أود أن أؤكد أنني أتقدم بهذه الفكرة انطلاقاً من حرصي على المصلحة العامة وخدمة المزارع المصري، وليس بالضرورة أن يتم تنفيذ المبادرة كما وردت حرفياً في هذا المقال، بل أترك المجال مفتوحاً لتعديلها أو تطويرها أو إعادة صياغتها بما يتفق مع ما يراه العقل الجمعي من المتخصصين والمسؤولين، وبما يحقق الصالح العام للزراعة المصرية.
كما أؤكد بكل وضوح أنه ليس من الضروري أن أكون جزءاً من فريق العمل الذي سيتولى تنفيذ هذا المُقترح، فالمهم عندي أن تلقى الفكرة القبول والاهتمام، وأن تُنفذ على أرض الواقع وتخرج إلى النور، لما تحمله من قيمة كبيرة في نشر المعرفة الزراعية الصحيحة، ورفع وعي المزارعين، وتحسين الممارسات الحقلية، وزيادة الإنتاجية، دعماً للاقتصاد الوطني، وخدمة للفلاح الذي يزرع ويبني ويُسهم في تحقيق الأمن الغذائي لمصر.
🔹 تابعونا على قناة الفلاح اليوم لمزيد من الأخبار والتقارير الزراعية.
🔹 لمتابعة آخر المستجدات، زوروا صفحة الفلاح اليوم على فيسبوك.
إن فكرة “غرفة المشورة الزراعية” التي طرحها الدكتور اسامة بدير تبدو واعدة ولديها القدرة على تحقيق تأثير إيجابي كبير على الزراعة في مصر. إن إنشاء جروب على “واتس آب” يتيح للمزارعين طرح تساؤلاتهم مباشرة هو خطوة مبتكرة تعزز من التواصل بين مركز البحوث الزراعية والمزارعين، مما يسمح بحل المشكلات بشكل سريع وفعال. بالنظر إلى سرعة نقل المعلومات وسهولة الوصول إليها من خلال قنوات رقمية، فإن هذه المبادرة تستفيد أيضًا من انتشار الهواتف الذكية واستخدام تطبيقات التواصل في المجتمعات الريفية.
لتنفيذ هذا المقترح بنجاح، تحتاج المبادرة إلى بعض الآليات العملية، بما في ذلك:
1.تحديد فريق عمل: يجب أن يتم تشكيل فريق متخصص من الباحثين والفنيين لضمان أن يتم الرد على الاستفسارات بكفاءة وسرعة.
2.إعداد دليل إرشادي: يمكن إعداد دليل يحدد أنواع الأسئلة التي يمكن طرحها وكيفية توجيهها، مما يوفر إطار عمل واضح لكل من المزارعين والباحثين.
3.تقييم مستمر: يجب أن تتم متابعة وتقييم فعالية المبادرة بانتظام، لتحديد نقاط القوة والضعف وإجراء التحسينات اللازمة.
4.توسيع الشبكة: يمكن التفكير في إنشاء مجموعات جديدة في تطبيقات أخرى لتوسيع نطاق الوصول.
تعقيبي على هذا المقترح
من الناحية العلمية، فإن مبادرة “غرفة المشورة الزراعية” تتسق تمامًا مع المفاهيم الحديثة في دعم المزارعين من خلال العلوم الزراعية. إن التواصل المستمر بين الباحثين والممارسين يعتبر جزءًا أساسيًا في تطبيق المعرفة الزراعية، وقد أثبتت الدراسات أن هناك علاقة قوية بين التعليم الزراعي واستدامة الزراعة.
البحث العلمي يجب أن يكون متاحًا وسهل الوصول إليه من قبل الفلاحين، وهذا يتطلب تصميم أنظمة توصيل معلومات فعالة تعتمد على الجوانب الاجتماعية والثقافية للمزارعين. كما أن استخدام التقنيات الرقمية في الزراعة، مثل التطبيقات والأنظمة المبتكرة، يساعد على تعزيز الكفاءة الإنتاجية والتكيف مع الظروف المتغيرة.
جدير بالذكر أن نجاح مثل هذه المبادرات يتطلب ليس فقط توفير المعلومات للأفراد، بل أيضًا تحفيزهم على تبني أفضل الممارسات الزراعية وتحقيق الفهم العميق لما يحتاجونه. وبالتالي، فإن التفاعل المباشر مع الباحثين يساهم في بناء الثقة بين المزارعين ومؤسسات البحث العلمي، مما يشجع على تبني تقنيات جديدة ويعزز من الأمن الغذائي في البلاد.
إجمالاً، فإن استجابة مركز البحوث الزراعية لهذه المبادرة يمكن أن تمثل نقطة تحول في كيفية نقل المعلومات الزراعية وتطبيقها في المصانع الزراعية، مما يعود بالفائدة على الاقتصاد الوطني والمجتمعات الريفية.
برافو د.اسامة فكرة رائعة