رأى

الفلاح في عالمنا العربي يحتضر.. هل من نجدة تأتيه أم الموت ينتصر؟!

بقلم: د.شكرية المراكشي

الخبير الدولي في الزراعات البديلة ورئيس مجلس إدارة شركة مصر تونس للتنمية الزراعية

منذ فجر التاريخ، ظل الفلاح في عالمنا العربي هو العمود الفقري لأمتنا؛ جنديا مجهولا يقف خلف المحراث ليطعم الملايين. لكن اليوم، يقف هذا الفلاح الذي لطالما شكل رمزا للصبر والصمود على حافة الانهيار، تتآكله أزمات اقتصادية واجتماعية متلاحقة لا ترحم.

تابعونا على قناة الفلاح اليوم

تابعونا على صفحة الفلاح اليوم على فيس بوك

لقد بات الفلاح الذي يحرث الأرض بيديه ويرويها بعرقه، يعاني من التهميش والإهمال، فيما يبدو أن صرخاته تذوب في ضجيج سياسات لا تدرك معاناته.

في مصر، كما في معظم الدول العربية، يعيش الفلاح تحت وطأة الأزمات: ارتفاع أسعار الأسمدة والبذور، تقلص المساحات الزراعية، مشاكل الري وتراجع جودة المياه، ناهيك عن الاحتكار وسيطرة التجار والوسطاء على السوق. أضف إلى ذلك ضعف الدعم الحكومي، حيث تتراجع السياسات الزراعية عن تقديم ما يكفي لضمان حقوق الفلاحين وكرامتهم.

لقد أصبح الفلاح مجبرا على بيع محاصيله بأبخس الأثمان ليعيش بالكاد، فيما تتحكم السوق في أسعار المستلزمات الزراعية دون رقابة. الفجوة بين ما ينتجه وما يعود عليه في جيبه تتسع، وكأن الأرض التي زرعها بعرقه لم تعد تجود عليه سوى بالخذلان. الفلاحون في الدول العربية يشتركون في هذه المأساة، حيث تتراجع الزراعة كنشاط حيوي، ويضطر الكثيرون إلى ترك قراهم والهجرة إلى المدن بحثا عن فرص عمل أفضل.

السؤال الذي يطرح نفسه: هل هناك أمل في النجاة؟ هل هناك خطة إنقاذ شاملة لتحسين أوضاع الفلاحين في عالمنا العربي؟ أم أن هذه الطبقة التي لطالما غذت أوطانها ستواجه الموت ببطء؟

إن النهوض بأحوال الفلاحين لن يتحقق إلا بإعادة النظر في السياسات الزراعية والتنموية، وتقديم الدعم الحقيقي الذي يضمن لهم الحياة الكريمة، لا مجرد حلول ترقيعية.

الزراعة ليست مجرد مهنة؛ إنها عماد أمننا الغذائي ومستقبل أجيالنا العربية. إذا استمرت الأزمات في ضرب الفلاح دون تدخل حاسم، فإننا نواجه خطرا حقيقيا يهدد استدامة الأمن الغذائي في العالم العربي.

هل من أمل للفلاح أن ينجو من هذا المصير؟ أم أن الموت الاقتصادي والمهني سيحكم عليه في النهاية؟

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى