بحوث ريفيةسلايدر الفلاح اليوم

“الفلاح اليوم” ينشر دراسة عن دور النقابات الفلاحية فى دعم قدرات المزارعين للمشاركة فى التنمية الريفية

الفلاح اليوم ـ فريق التحرير تنفرد وحدة “بحوث ريفية” فى صحيفة “الفلاح اليوم” الإلكترونية بنشر أحد البحوث العلمية التى تمس منظمات المزارعين فى أكبر دولة تعداداً للسكان بالوطن العربى وهى مصر.

النقابات الفلاحية

وتنوه “الفلاح اليوم” إلى أن البحث منشور كاملا، وكان قد سبق نشره فى أحد المجلات العلمية المتخصصة وهى “المجلة المصرية بمركز البحوث الزراعية” فى أبريل 2014، ويحتفظ مُعد البحث بكامل حقوق الملكية الفكرية.

وتشير وحدة “بحوث ريفية” إلى أنه وفقا لرغبة مُعد البحث تم حذف جداول البحث من النشر تأكيدا للحفاظ على حقوق الملكية الفكرية.

دور النقابات الفلاحية فى دعم قدرات المزارعين
 للمشاركة فى التنمية الريفية بمحافظة بنى سويف
أسامة بدير*
* باحث فى شؤون الزراعة والفلاحين

المستخلص

استهدف البحث تحديد مستويات معرفة المبحوثين بأدوار النقابة الفلاحية لدعم قدراتهم للمشاركة فى التنمية الريفية بمحافظة بني سويف، والتعرف على دور النقابة الفلاحية، والتعرف على رأى المبحوثين في الأنشطة التى تقوم بها لدعم قدراتهم للمشاركة فى التنمية الريفية، وكذا التعرف على المعوقات التى تواجه النقابة الفلاحية من وجهة نظر المبحوثين والتى تحد من دعم قدراتهم للمشاركة فى التنمية الريفية.
اُجرى البحث فى محافظة بنى سويف التى تم اختيارها بطريقة عشوائية بسيطة وتضم ثلاث نقابات فلاحية هى: نقابة الفلاحين المصريين، ونقابة الفلاحين لصغار المزارعين، ونقابة اتحاد الفلاحين، وقد تم اختيار نقابة الفلاحين لصغار المزارعين بطريقة عشوائية بسيطة، وتم تحديد حجم عينة البحث من إجمالى شاملة أعضاء نقابة الفلاحين لصغار المزارعين التى بلغت نحو 4000 عضو، حيث تم اختيار عينة عشوائية منتظمة بلغت 200 عضو من المزارعين بنسبة 5% من إجمالى شاملة البحث الذين تم رصدهم من كشوف الجمعية العمومية للنقابة، وتم جمع بيانات البحث خلال شهر ابريل عام 2013 من خلال المقابلة الشخصية مع المبحوثين باستخدام استمارة استبيان اُعدت خصيصا لتحقيق أهداف البحث، واستخدم العرض الجدولى بالتكرارات والنسب المئوية فى تحليل بيانات البحث.

أهم نتائج البحث

1ـ يقع أكثر من نصف المبحوثين 51.5% فى فئة المعرفة المرتفعة بأدوار النقابة الفلاحية لدعم قدراتهم للمشاركة فى التنمية الريفية.
2ـ يوجد ارتفاع كبير لدى المبحوثين فى معرفتهم بأدوار النقابة الفلاحية خاصة المرتبط بحل مشاكلهم الاجتماعية والاقتصادية والمهنية وصل إلى 97.5%.
3ـ كشفت النتائج حزمة من المعوقات تواجه النقابة الفلاحية من وجهة نظر المبحوثين والتى تحد من دعم قدراتهم للمشاركة فى التنمية الريفية وهي: عدم أخذ رأى الفلاحين فى القوانين الزراعية المطروحة، وانخفاض الموارد المالية فى النقابة الفلاحية، وانعدام الاستقرار السياسى فى المجتمع، وقلة الدعم المادى، وضعف تعاون الأجهزة التنفيذية الحكومية مع النقابة، وانخفاض وعى الفلاحين بأهمية النقابة الفلاحية لهم.
الكلمات الدالة: النقابات الفلاحية، قدرات المزارعين، التنمية الريفية.

مقدمة

عمدت حكومات مصر المتعاقبة خلال العقدين الآخيرين على توجيه اهتمام ملحوظ بالمناطق الريفية لإحداث تغيير إرتقائى مخطط فى كافة نواحى الحياة اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وبيئيا، حيث وفرت الاستثمارات اللازمة لتنفيذ العديد من مشروعات التنمية الريفية، التى يقوم بها أساسا الريفيون أنفسهم وتنظيماتهم بمنهج ديمقراطى من خلال مشاركتهم بكل أشكال المشاركة، وبالتعاون مع الجهود الحكومية فى كل مراحل العمل التنموى بما يحقق التكامل والشمول لأبعاد التنمية الريفية (محمود، 2010: 33).
وتُعد مشاركة الريفيين فى برامج وأنشطة التنمية الريفية خيارا استراتيجيا لا مفر منه فى الوقت الحالى ومطلبا ضروريا فى ظل تحديات العولمة التى تفرض نفسها على ساحة العمل داخليا، وإذا كانت مصر تتطلع اليوم إلى غدا أفضل تحقق فيه مستوى أرفع من الحياة لأبنائها، فلابد من الإقرار بأن تحقيق هذا التقدم لا يبدأ إلا من تنمية الريف عامة، وبناء ودعم قدرات سكانه خاصة عبر تأسيس تنظيمات جماعية تقودهم إلى المشاركة الفعلية فى التنمية الريفية.
وتُعتبر تنظيمات العمل تنظيمات جماعية اختيارية لمجموعات من أصحاب المصالح الاقتصادية المشتركة كالعمال أو أصحاب العمل فى المجالات المختلفة كالزراعة والصناعة والخدمات، وكذا أصحاب المهنة الواحدة مثل الأطباء والمحامين والمعلمين والمهندسين وغيرها (أبو عيطة، 2012: 7).
وتهدف تنظيمات العمل إلى وجود هيئة تتولى الدفاع عن حقوق أعضائها، وتمثيل مصالحهم، والنهوض بأحوالهم الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمهنية، كما تعمل على تحسين ظروف العمل، وتُعبر عن المصالح المشتركة لأعضائها، وتمثيلهم فى مواجهة الآخرين، وتتمتع فى ذلك بالشخصية الاعتبارية الكاملة خاصة فى التفاوض والتعاقد والتملك والتقاضى، دون الحاجة إلى تفويض من الأعضاء بذلك، وتتشكل إدارتها على أسس وقواعد الديمقراطية والحرية النقابية (نوار، بدير، 2011: 2).
ويذكر بركات (2011: 38) على أن تنظيمات العمل تقوم بدورها فى رعاية مصالح الأعضاء، وتحسين ظروف العمل بطرق متعددة منها التفاوض الجماعى، وممارسة الضغوط على أصحاب الأعمال والحكومات والهيئات التشريعية، وصولا إلى الاحتجاج السياسى بمختلف درجاته بداية من الوقفات الاحتجاجية حتى الإضراب الشامل.
وتتعدد أشكال تنظيمات العمل حسب اختيار العمال أنفسهم، فهناك الروابط والجمعيات والصناديق والنقابات… الخ، وتُعد النقابات أهم أشكال تنظيمات العمل وأكثرها تأثيرا وقدرة على تحقيق الأهداف المرجوة من وجودها واستمرارها، ومن هنا كان الحرص على إنشاء نقابة مستقلة للفلاحين المصريين، أكثر الفئات التى أُهدرت حقوقها على مر قرون عدة، وآن الأوان أن تكون لهم نقابتهم التى ترعى مصالحهم، وتطور آداءهم وحياتهم وتؤمن مستقبلهم.
ووفقا لمعايير منظمة العمل الدولية يبين شكر (2012: 4) أنه يمكن تشكيل نقابة بحد أدنى عشرين عضوا على مستوى المهنة أو الحرفة، كما يحق للنقابة التحالف مع غيرها من النقابات ليتشكل منهم اتحادا يُدعم حقوق ومصالح الأعضاء، ويُعلى شأنهم.
وكان إعلان الحريات النقابية العمالية في 12 مارس عام 2011 الذى تضمن “حق العمال في إنشاء وتكوين نقاباتهم والانضمام إلى النقابات التي يختارونها، وكذلك الاستقلال التام لنقابات العمال عن الدولة في كافة أمورها، إلى جانب حق النقابات العمالية في تكوين اتحادات فيما بينها والانضمام إلى الاتحادات الدولية دون إذن الدولة” بمثابة ميلاد تأسيس نقابات واتحادات فلاحية لتمارس دور بارز فى دعم قدرات الفلاحين للمشاركة الجادة فى فعاليات التنمية الريفية على اختلاف مجالاتها (صحيفة الأهرام، 2011: 1).
وفى هذا السياق تأسست عدة نقابات فلاحية بلغت نحو 52 نقابة واتحاد حتى ديسمبر عام 2013 (مكتب الاتصال النقابى، 2013 ، بيانات غير منشورة) بدعوى توحيد مصالح الفلاحين والدفاع عن حقوقهم المشتركة أمام الغير، وصولا إلى تحقيق حزمة الأهداف المتمثلة فى دعم المزارعين في مجال تسويق المحاصيل الزراعية، والتصدى لمحاولات استغلال صغار المزارعين من بنك التنمية والائتمان الزراعى والعمل على ايجاد بدائل اُخرى تناسب ظروفهم الاقتصادية، والضغط على الجهات المسئولة لتحرير عقود نهائية للمنتفعين بأراضى أملاك الدولة أو الإصلاح أو الأوقاف طالما كانوا يزرعونها بأنفسهم، وتمكين العمال الزراعيين من تملك مساحات مناسبة من الأراضى المستصلحة بدلا من تمليكها للأثرياء ورجال الأعمال، وتوفير الخدمات الاجتماعية والثقافية والتعليمية للمزارعين، وتمثيل صغار المزارعين أمام كافة الجهات الرسمية فى الداخل والخارج، وحماية المصالح الاقتصادية والاجتماعية لصغار المزارعين، وتحسين الدخل وارتفاع مستوى معيشة المزارعين وأسرهم من خلال التأمين الاجتماعى، وتعميم قواعد التأمين الصحى لجميع المزارعين، والمساعدة على صرف معاش بعد سن الـ 60مثل باقى المهن الاخرى (على، 2013: 63).
هذا ولم يكن دور النقابات الفلاحية فى دعم قدرات المزارعين للمشاركة فى التنمية الريفية بالأمر السهل، حيث بدت فى الأفق تحديات جمة واجهت تلك النقابات حالت معها القيام بهذا الدور بالشكل المأمول حتى الأن، وكانت أهم تلك التحديات قلة الدعم المالى، وضعف مصادر التمويل القاصرة على اشتراكات الاعضاء فقط، وقصور مجتمعى فلاحى لفهم دور ومهام النقابات الفلاحية فى حياتهم الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتعليمية والبيئية (نوار، وآخرون، 2012: 6).
ورغم بعض التحديات استطاعت بعض النقابات الفلاحية تحقيق نجاحات عدة سواء على مستوى الفرد أو المجتمع ساهمت فى تأصيل دور النقابة الفلاحية كأحد منظمات المجتمع المدنى الفاعلة فى توجيه الفلاحين صوب مشاركة حقيقية فى برامج وأنشطة التنمية الريفية سعيا لتمكين تلك الفئة التى ظلت خارج بؤرة اهتمام الحكومات المركزية تعانى الفقر والجهل والمرض سنوات طويلة (بدير، 2014: 5).

مشكلة البحث

تعتبر المنظمات الريفية غير الحكومية أحد الأشكال الهامة لرأس المال الاجتماعي الريفي التي أمكن من خلالها القيام بالجهود الذاتية الجماعية لتحقيق التنمية الريفية، وساعدت تلك الجهود على تطبيق اللامركزية، ودعم قدرات المزارعين للمشاركة على المستويات المحلية الوطنية والإقليمية في تحديد وتنفيذ سياسات وبرامج التنمية الريفية، إضافة إلى الإدارة المستدامة والعادلة للموارد الطبيعية المتاحة.
وكان تأسيس المنظمات الريفية الأهلية في الآونة الأخيرة إبان رفع القيود المفروضة من وزارة القوى العاملة والهجرة فى 11 مارس عام 2011 على الحق في إنشاء التنظيمات النقابية المستقلة أثره الواضح فى قيام مجموعات متشابهة المصالح من المزارعين التى قامت بتأسيسها وإدارتها بهدف تحسين ظروف العمل الزراعي، والإستفادة من بعض الخدمات الاجتماعية بشكل يتيح لها مسؤولية الارتقاء بمهنة الزراعة والعاملين بها من خلال استثمار إمكانياتهم المحلية وطاقاتهم البشرية في تحقيق ذلك.
ولما كانت تلك النقابات الفلاحية أحد أشكال المنظمات الريفية الأهلية على اعتبار أنها تشكلت لأغراض المفاوضة الجماعية أو المساومة الجماعية بشأن شروط الاستخدام ولرعاية مصالح أعضائها الاقتصادية والاجتماعية والمهنية والخدمية عن طريق الضغط على الحكومات والهيئات التشريعية، الأمر الذي زاد من أهمية هذه النقابات الفلاحية لدعم قدرات اعضائها بهدف المشاركة الجادة فى برامج وأنشطة التنمية الريفية.
ويثير ذلك بعض التساؤلات البحثية عن دور هذه النقابات الفلاحية الناشئة فى دعم قدرات اعضائها بهدف مشاركتهم بشكل ايجابى فى صناعة التنمية الريفية.
1ـ ما هى مستويات معرفة المبحوثين بأدوار النقابة الفلاحية لدعم قدراتهم للمشاركة فى التنمية الريفية بمحافظة بنى سويف؟
2ـ ما هو دور النقابة الفلاحية فى دعم قدرات المبحوثين للمشاركة فى التنمية الريفية بمحافظة بنى سويف؟
3ـ ما هو رأى المبحوثين فى الأنشطة التى تقوم بها النقابة الفلاحية لدعم قدراتهم للمشاركة فى التنمية الريفية بمحافظة بنى سويف؟
4ـ ما هى المعوقات التى تواجه النقابة الفلاحية من وجهة نظر المبحوثين والتى تحد من دعم قدراتهم للمشاركة فى التنمية الريفية بمحافظة بنى سويف؟

أهداف البحث

فى ضوء العرض السابق لمشكلة البحث تحددت أهدافه فيما يلى:
1ـ تحديد مستويات معرفة المبحوثين بأدوار النقابة الفلاحية لدعم قدراتهم للمشاركة فى التنمية الريفية بمحافظة بنى سويف.
2ـ التعرف على دور النقابة الفلاحية لدعم قدرات المبحوثين للمشاركة فى التنمية الريفية بمحافظة بنى سويف.
3ـ التعرف على رأى المبحوثين فى الأنشطة التى تقوم بها النقابة الفلاحية لدعم قدراتهم للمشاركة فى التنمية الريفية بمحافظة بنى سويف.
4ـ التعرف على المعوقات التى تواجه النقابة الفلاحية من وجهة نظر المبحوثين والتى تحد من دعم قدراتهم للمشاركة فى التنمية الريفية بمحافظة بنى سويف.

الطريقة البحثية

أ – منطقة البحث: اُجرى البحث فى محافظة بنى سويف التى تم اختيارها بطريقة عشوائية بسيطة وتضم ثلاث نقابات فلاحية هى: نقابة الفلاحين المصريين، ونقابة الفلاحين لصغار المزارعين، ونقابة اتحاد الفلاحين، وقد تم اختيار نقابة الفلاحين لصغار المزارعين بطريقة عشوائية بسيطة لإجراء البحث بها، حيث قام الباحث بكتابة أسماء نقابات الفلاحين فى ثلاث بطاقات وقام باختيار إحداها بطريقة عشوائية فكانت البطاقة المختارة هى التى تحمل اسم نقابة الفلاحين لصغار المزارعين.
ب- شاملة البحث وعينته: تم تحديد حجم عينة البحث من إجمالى شاملة أعضاء نقابة الفلاحين لصغار المزارعين التى بلغت نحو 4000 عضو، حيث تم اختيار عينة عشوائية منتظمة بلغت 200 عضو من المزارعين بنسبة 5% من إجمالى شاملة البحث الذين تم رصدهم فى كشوف الجمعية العمومية للنقابة الفلاحية.
ج – التعاريف الإجرائية:
– النقابة الفلاحية: يقصد بها تنظيم جماعي اختياري لمجموعة من الفلاحين حائزين أو عمال زراعيين أصحاب مصالح اقتصادية واجتماعية وثقافية ومهنية مشتركة بهدف رعاية مصالحهم، وتطوير آداءهم وحياتهم وتأمين مستقبلهم.
– دعم قدرات المزارعين: يقصد بها تحسين معارف ومهارات الفلاحين عبر إكسابهم معلومات وآليات مبتكرة تُمكنهم من حل مشاكلهم الاجتماعية والاقتصادية والمهنية والخدمية والإرتقاء بمستواهم الاجتماعى والتقنى.
د – المعالجة الكمية للبيانات:
أولا: تحديد مستويات معرفة المبحوثين بأدوار النقابة الفلاحية لدعم قدراتهم للمشاركة فى التنمية الريفية:
تضمنت استمارة الاستبيان سؤالا عن مدى معرفة المبحوثين بأدوارالنقابة الفلاحية،  وتم قياسه من خلال خمسة عشرة بند يمثلون أدوار النقابة الفلاحية من خلال استجابتين نعم، ولا حيث أعطيت درجتين 2، 1 على الترتيب لكل بند من البنود المدروسة، وعن طريق جمع هذه الدرجات يحصل الباحث على درجة تعبر عن معرفة المبحوثين بأدوار النقابة الفلاحية، وقد بلغ الحد الأدنى الفعلى لهذه البنود 20 درجة، وحدها الأعلى 26 درجة، وعلى هذا فقد تم تقسيم المبحوثين وفقا لدرجة معرفتهم لأدوار النقابة الفلاحية لدعم قدراتهم للمشاركة فى التنمية الريفية إلى ثلاثة مستويات هي: معرفة منخفضة (أقل من 22 درجة)، ومعرفة متوسطة (22 ـ 24 درجة)، ومعرفة مرتفعة (أكثر من 24 درجة).
ثانيا: معرفة دور النقابة الفلاحية لدعم قدرات المبحوثين للمشاركة فى التنمية الريفية:
تضمنت استمارة الاستبيان سؤالا عن معرفة المبحوثين بأدوارالنقابة الفلاحية، وتم قياسه من خلال خمسة عشرة بند يمثلون أدوار النقابة الفلاحية من خلال استجابتين نعم، ولا حيث أعطيت درجتين 2، 1 على الترتيب لكل بند من البنود المدروسة، وقد تم التعبير عنها بطريقة وصفية باستخدام التكرارات والنسب المئوية.
ثالثا: آراء المبحوثين فى الأنشطة التى تقوم بها النقابة الفلاحية لدعم قدراتهم للمشاركة فى التنمية الريفية:
تضمنت استمارة الاستبيان سؤالا عن آراء المبحوثين فى الأنشطة التى تقوم بها النقابة الفلاحية بهدف دعم قدراتهم للمشاركة فى التنمية الريفية، حيث تم تحديد تسع أنشطة خدمية من واقع بيانات سجلات النقابة الفلاحية، وتم استقصاء رأى المبحوثين عن كل نشاط على مقياس مكون من خمسة مستويات هى: ممتاز، وجيد جدا، وجيد، ومتوسط، وضعيف، وأعطيت الدرجات 5، 4، 3، 2، 1، على الترتيب، وقد تم التعبير عن آراء المبحوثين فى تلك الأنشطة بطريقة وصفية باستخدام التكرارات والنسب المئوية.
رابعا: المعوقات التى تواجه النقابة الفلاحية من وجهة نظر المبحوثين والتى تحد من دعم قدراتهم للمشاركة فى التنمية الريفية:
تضمنت استمارة الاستبيان سؤالا عن المعوقات التي تواجه المبحوثين (أعضاء الجمعية العمومية للنقابة) والتى تحد من دعم قدراتهم للمشاركة فى التنمية الريفية، حيث يقوم المبحوث بتحديد هذه المعوقات من وجهة نظره، وقد تم التعبير عنها بطريقة وصفية باستخدام التكرارات والنسب المئوية.
ه – أدوات التحليل الاحصائى:
لتحقيق أهداف البحث تم استخدام الاساليب الإحصائية الوصفية التى تتناسب مع طبيعة البيانات وأهداف البحث وهى: العرض الجدولي بالتكرارات والنسب المئوية والمدى لتحديد مستويات معرفة المبحوثين بأدوار النقابة الفلاحية فى التنمية الريفية، ودور النقابة الفلاحية لدعم قدرات المبحوثين للمشاركة فى التنمية الريفية، ورأى المبحوثين فى الأنشطة التى تقوم بها النقابة الفلاحية لدعم قدراتهم للمشاركة فى التنمية الريفية، والمعوقات التى تواجه النقابة الفلاحية من وجهة نظر المبحوثين والتى تحد من قدراتهم للمشاركة فى التنمية الريفية بمنطقة البحث، وقد تم الاعتماد على الحاسب الآلي في الإدخال والتوصيف الإحصائى للبيانات عن طريق حزمة البرامج الإحصائية للعلوم الاجتماعية (SPSS  Statistical Package for Social Sciences).

النتائج ومناقشتها

أولا: تحديد مستويات معرفة المبحوثين بأدوار النقابة الفلاحية لدعم قدراتهم للمشاركة فى التنمية الريفية:
أظهرت النتائج (جدول رقم 1) وجود أكثر من نصف المبحوثين فى فئة المعرفة المرتفعة بأدوار النقابة الفلاحية 51.5% لدعم قدراتهم للمشاركة فى التنمية الريفية، بينما تقاربت فئتى المعرفة المتوسطة والمنخفضة فكانتا 25%، و23.5% على الترتيب.
وتُشير هذه النتائج إلى تنامى احساس المبحوثين بالضرورة المُلحة للتجمع معا فى تنظيمات جماعية تستطيع الدفاع عن مصالحهم الاقتصادية والاجتماعية والمهنية أمام الغير، وبالتالى تنمية قدراتهم من أجل مشاركة حقيقة فى برامج وأنشطة التنمية الريفية.
ثانيا: معرفة دور النقابة الفلاحية لدعم قدرات المبحوثين للمشاركة فى التنمية الريفية:
أوضحت النتائج (جدول رقم 2) ارتفاع كبير لدى المبحوثين فى معرفتهم بأدوار النقابة الفلاحية خاصة المرتبط بحل مشاكلهم الاجتماعية والاقتصادية والمهنية، حيث أشار جميع المبحوثين (100%) على دور النقابة فى: تحسين الأوضاع المعيشية لأعضاء النقابة، وكفالة الحياة الكريمة لأعضاء النقابة وأسرهم فى حالات العجز والبطالة وغيرها عبر صناديق التكافل الاجتماعى، وتوفير معاش وتأمين صحى للأعضاء، فى حين أظهر 97.5% من إجمالى عدد المبحوثين معرفة كبيرة بدور النقابة فى تبنى قضية توزيع الأراضى المستصلحة على صغار المزارعين، وأوضح 95.5% من إجمالى المبحوثين معرفتهم بدور النقابة فى تفعيل نشاط الإرشاد الزراعى. وتشير هذه النتائج إلى وجود تطلعات مشروعة وثقة كبيرة لدى الفلاحين بنقاباتهم الفلاحية نحو مستقبل أفضل وحياة كريمة.
ثالثا: آراء المبحوثين فى الأنشطة التى تقوم بها النقابة الفلاحية لدعم قدراتهم للمشاركة فى التنمية الريفية:
بينت النتائج (جدول رقم 3) وجود تباين فى آراء المبحوثين حول الأنشطة التى تقوم بها النقابة الفلاحية لدعم قدراتهم للمشاركة فى التنمية الريفية حيث تراوحت بين الأداء الممتاز وفقا لما أشار إليه نحو 87% من إجمالى عدد المبحوثين لنشاط خدمة الرقم القومى، والأداء جيد جدا وفقا لما أوضحه 55.5% لنشاط الخدمات الاجتماعية، والأداء الجيد وفقا لما ذكره 49% لنشاط حل مشكلات الحيازة الزراعية، والأداء المتوسط وفقا لما أشار إليه 63.5% لنشاط الخدمات الزراعية، والأداء الضعيف وفقا لما أوضحه 61% لنشاط الخدمات الصحية.
وتشير هذه النتائج إلى أن أنشطة النقابة الفلاحية تحتاج مزيد من الجهد للتطوير والتحديث بهدف رفع كفاءتها لتحقيق درجة إشباع مناسبة للأعضاء على الصعيد الاجتماعى والاقتصادى والمهنى والخدمى لتنمية قدراتهم من أجل مشاركة فعلية فى برامج وأنشطة التنمية الريفية بالشكل المأمول.
رابعا: المعوقات التى تواجه النقابة الفلاحية لدعم قدرات المبحوثين للمشاركة فى التنمية الريفية:
أظهرت النتائج (جدول رقم 4) المعوقات التى تواجه النقابة الفلاحية من وجهة نظر المبحوثين والتى تحد من دعم قدراتهم للمشاركة فى التنمية الريفية مرتبة تنازليا وفقا لأهميتها لديهم وهي: عدم أخذ رأى الفلاحين فى القوانين الزراعية المطروحة بنسبة (86.5%)، وانخفاض الموارد المالية فى النقابة الفلاحية بنسبة (83%)، وانعدام الاستقرار السياسى فى المجتمع بنسبة (77%)، وقلة الدعم المادى بنسبة (73%)، وضعف تعاون الأجهزة التنفيذية الحكومية مع النقابة بنسبة (72.5%)، وانخفاض وعى الفلاحين بأهمية النقابة لهم بنسبة (36.5%).

التوصيات

وفقا لما أسفرت عنه نتائج البحث فيما يلى أهم التوصيات التى يجب العمل بها:-
1ـ على صناعى السياسات الزراعية ومتخذى القرارات التى لها علاقة مباشرة أو غير مباشرة بالفلاحين وحياتهم الاقتصادية والاجتماعية والمهنية والخدمية عقد جلسات استماع مع كوادر النقابات الفلاحية فى سياق حوار دائم، بهدف مشاركة الفلاحين فى صياغة حاضرهم ومستقبلهم، الأمر الذى يُمكنهم من دعم قدراتهم للمشاركة فى جميع برامج وأنشطة التنمية الريفية بالشكل الذى يحقق آليات التمكين والتميز والإبداع فى صورة نهضة القطاع الزراعى على المستوى الوطنى.
2ـ أن يقوم وزير الزراعة بإصدار تعليمات واضحة لجميع قطاعات ومديريات وإدارات الوزارة بضرورة تحقيق أقصى معدلات التعاون والتنسيق وتقديم كل أشكال الدعم الفنى واللوجستى للنقابات الفلاحية لمساعدتها على تحقيق أهدافها بصفة عامة، وتنفيذ أنشاطتها بكفاءة عالية لإشباع حاجة أعضائها على الصعيد  المهنى والخدمى والاجتماعى.
3ـ تنظيم عدة فعاليات تشمل ورش عمل ودورات تدريبية وحلقات نقاشية للنقابات الفلاحية يقوم بتنفيذها قطاع الإرشاد الزراعى بوزارة الزراعة عبر خبراء الاجتماع الريفى، بهدف زيادة وعى الفلاحين بأهمية النقابات الفلاحية لهم، أملا  فى الإرتقاء بمستواهم الاجتماعى والمهنى والخدمى.

 المراجع

1ـ بدير، أسامة (دكتور)، النقابات الفلاحية.. طريقنا لمستقبل أفضل، ورشة عمل: نحو رؤية مشتركة لدور فاعل لنقابات المزارعين وشركائهم فى تنمية الزراعة والريف المصرى، مركز الأرض لحقوق الإنسان، القاهرة، 2014.
2ـ على، خالد، دور النقابات العمالية فى مصر، المركز المصرى للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، القاهرة، 2013.
3ـ مكتب الاتصال النقابى، بيانات النقابات الفلاحية، وزارة القوى العاملة والهجرة، بيانات غير منشورة، القاهرة، 2013.
4ـ نوار، محمد حلمى، وآخرون (دكاترة)، ورشة عمل: النقابات واتحادات الفلاحين نحو رؤية وعمل مشترك لتنمية الريف، كلية الزراعة، جامعة القاهرة، 2012.
5ـ أبو عيطة، كمال، النقابات وحقوق العمال، الاتحاد المصرى للنقابات المستقلة، الطبعة الثانية، القاهرة، 2012.
6ـ شكر، طلال، إدارة النقابات والاتحادات، ورشة عمل برنامج الزراعة المصرية وحقوق الفلاحين، مركز الأرض لحقوق الإنسان، القاهرة، 2012.
7ـ نوار، بدير، محمد حلمى، أسامة (دكتوران)، منظمات المزارعين.. خطوة على طريق الاصلاح والتنمية، ورشة عمل دعم آليات التنمية فى المناطق الريفية فى حوض البحر المتوسط، معهد الزراعة المتوسطية IAMM، الأسكندرية، 3ـ6 أكتوبر،2011.
8ـ بركات، صابر، كيف تأسس نقابة عمالية، سلسلة العمال والحراك الاجتماعى، المركز المصرى للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، القاهرة،2011.
9ـ صحيفة الأهرام، العدد رقم 45387، القاهرة، مارس 2011.
10ـ محمود، عبدالمعطى حسين (دكتور)، المشاركة والتنمية، مكتبة القاهرة الحديثة، القاهرة، 2010.

The Role of Farming Syndicates in Supporting Farmers’ Capabilities of Rural Development Participation in Beni – Suef  Governorate
Usama Bedier
Researcher in the affairs of agriculture and farmers*

Abstract

The main objectives of the research were to determine  the participants knowledge concerning role of farming syndicates in supporting their capabilities in rural development in Beni – suef Governorate , to identify farming syndicates role , to identify the social participants views in different activities carried out by the syndicates in supporting their capabilities and to identify different obstacles that encounter the               farming syndicates ,based upon their views in supporting their participation in rural development
The research was conducted in Beni – suef  Governorate which was selected randomly as it contains three farming syndicates ( the Egyptian farmers syndicate , farmers syndicate for small farmers , and farmers union syndicate) .The syndicate for small farmers was randomly drawn 4000 members . A systematic random sample of the syndicate members of 200 members was drawn from the syndicate total population .
A questionnaire through personal interview was used in collecting the research data during April,2013. frequency rang and percentages were used in presenting results .
:The main research findings came as the following
5% of the respondents were in the high category of knowledge regarding role of syndicate in supporting their capabilities concerning their participation in rural development .
The respondents had a high knowledge level regarding the role of the syndicate related to solving their socioـ economic and professional problems   (up to 97.5%).
The research findings revealed some obstacles that facing the farming syndicate: ignoring farmers’ opinions regarding agric laws , insufficient of financial resources , The community political unstability , weak cooperation with governmental executive agencies , and law level of farmers awareness concerning important of the syndicate.

                                      Key words : Farming syndicate , farmers capabilities , and rural development

للتواصل مع مُعد البحث

[email protected]

01004381766

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى