تحقيقات

“الفلاح اليوم” يرصد أوجاع الصيادين

كتبت: هيام عبدالفتاح تعد محافظة الإسكندرية ثان أكبر المحافظات المصرية من حيث عدد السكان، ويبلغ عدد الصيادين فيها حوالى ٨٠ ألف صياد، ولا يوجد مصدر رزق لهم سوى من البحر وبحيرة مريوط، وتضم المحافظة موانئ المكس والأنفوشى، والشرقى وأبوقير، وبحيرة مريوط.

ويواجه الصيادين مشاكل مزمنة تؤثر فى حياتهم، خاصة خلال فصل الشتاء مع كثرة النوات وتوقف الصيد، مطالبين بتعديل قانون التأمينات وسن المعاش ليصبح ٦٠ سنة، بدلا من ٦٥، على اعتبار أن الصياد يبدأ فى المهنة منذ الصغر، ويتعرض لأمراض بكثيرة، خاصة فى فصل الشتاء، ما يعرض صحته للتدهور السريع.

و”الفلاح اليوم” فى هذا التحقيق يرصد أوجاع الصيادين فى محافظة الإسكندرية كنموذج لأوضاع الصيادين فى مصر..

الصيد مهنة الخطر

يقول إبراهيم السيد، صياد، أن مهنة الصيد تتعرض للخطر، بعد أن كانت مصدر الدخل الأول فى الثغر، حيث يتوارثها أبا عن جد، مشيرا إلى أنه بدأ أول رحلة صيد له منذ ٦٨ سنة، مع الجد، والعائلة كلها صيادون، وكانت منطقة الأنفوشى من أهم أماكن الصيد، فلم تكن الكافتيريات موجودة على البحر، وكان لا يوجد سوى الجبل ومدرسة الصنايع وقصر ثقافة الأنفوشى ومراكب الصيادين، موضحا أن أسماك المكرونة كانت تنتشر بين الصخور والشعب.

وأكد السيد، على أن هناك مشاكل تواجه الصياد، وأصبحت المهنة دون صيادين حقيقيين، ولا توجد نقابة أو شيخ صيادين يدافع عن حقوقنا، لافتا إلى أن هناك مجموعة دخيلة على المهنة، «كل اللى يعمله يقف على الشاطئ، ويشترى مركب صغير وينزل يرمى الغزل، الموضوع مش سهل ده عمر كامل تعلمنا خلاله الصيد».

وأشار السيد، إلى أن الصياد فى الشتاء يكون أكثر عرضة للمشاكل، ويتوقف الصيد مع النوات وارتفاع موج البحر، ما جعل الأغلبية يتركون المهنة، والبحث عن عمل آخر، لافتا إلى ارتفاع أسعار أدوات الصيد وصيانة المراكب.

مشاكل الصيادين

ويقول محمد صلاح، أحد صيادى ميناء الأنفوشى: «مشاكل الصيادين كثيرة دون حل.. أنا صياد منذ ٤٩ سنة ورثت المهنة عن أبى، وما زلت أعيش فى إيجار قديم، بعكس الفلاح تسانده الدولة، وتصرف له ما يحتاجه، موضحا أن الصياد يعد فى بعض دول العالم من المصادر الأساسية للدخل».

وأكد صلاح، على أن الإسكندرية كانت من أهم مدن الصيد فى مصر، والآن أغلب الوقت لا نستطيع نزول البحر، بسبب تغيرات الطقس، ومنع الصيد دون تصريح، مشيرا إلى أن هناك من ينظر إلى الصياد أنه مهرب!

وأضاف صلاح، لا يوجد نقابة ولا شيخ صيادين للتحدث باسمهم، متابعا: «نحن فى حالة يُرثى لها»، وأنا أمتلك مركبا صغيرا درجة ثالثة، يعمل عليه شخصين، وأبدأ الصيد من الفجر حتى الضحى، بينما الحصيلة كميات قليلة من أسماك الشراغيش والدنيس والموزة، وأبيعهم إلى تاجر الحلقة بمقابل لا تكفينا، وللأسف سن المعاش للصياد ٦٥، رغم أنه يفقد قوته الجسدية سريعا، بسبب الشمس والمجهود الذى يبذله، ويظهر عليه المرض وهو فى سن ٦٠، ما يهدد عائلته بفقدها مصدر الدخل.

تعديات الصيد

وقال مصطفى على، أحد صيادى بحيرة مريوط، إن البحيرة تعد مصدرا رزق ١٢ ألف صياد، بالإضافة إلى أن الصناعات القائمة على الصيد مهددة بالخطر، بسبب تقلص مساحة البحيرة وتجفيف بعض المناطق، وزيادة التعديات، مطالبا بتطبيق القانون على الجميع، مشيرا إلى ارتفاع منسوب «الروبة»، ما أثر على المياه وإنتاج السمك، مطالبا بتطهير وتكريك البحيرة للمساهمة فى تنمية الثروة السمكية، ورفع إنتاجية البحيرة من السمك، ما يسهم فى خفض الأسعار وتغطية احتياجات السوق المحلية، موضحا أنهم طالبوا بإزالة الحشائش وتجريف الترسبات من القاع بمسافة 50 سم وتوفير العمق الكافى لتربية ونمو السمك بأنواعه المختلفة.

الشتاء فصل المشاكل لمهنة الصيد

وأوضح محمد حمدى، صياد بمنطقة الأنفوشى، إن الثروة السمكية هى المصدر الثانى للغذاء، وتمثل مصدرا مهما من مصادر الدخل القومى، إلا أنها مهددة بالاندثار نتيجة مشاكل متراكمة منذ سنوات، ما جعل أغلبنا يترك الصيد ويحول المركب إلى مركب نزهة فى فصل الصيف، ما يجعل مهنة الصيد مهددة بالاندثار.

وأضاف حمدى، أن أغلب المشاكل تواجهنا فى فصل الشتاء، نتيجة ارتفاع الأمواج وكثرة النوات، ويتوقف النزول إلى البحر، مشيرا إلى أن حياة الصياد تعتمد على الرزق اليومى، وإذا لم يستطع نزول البحر لن يكون هناك رزق، ولا يوجد مصدر دخل آخر لمواجهة أعباء الحياة.

حاجة تكسف

ومن جانبه، قال حسين عبدالرحمن، نقيب عام الفلاحين، إن مصر تعاني من أزمة كبيرة في إنتاج الأسماك، مشيرا إلى أن مصر  لديها أطول سواحل بحرية تتجاوز 4500 كم، ولا تتناسب مع إنتاج الأسماك البحرية الذي لا يتجاوز 6% من إجمالي إنتاج مصر من الأسماك.، واصفا ضعف إنتاج مصر من الأسماك البحرية بأنه «حاجة تكسف”.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى