رأى

الفلاحة المصرية المسلوب حقها

ممدوح حسني

بقلم: ممدوح حسني

شهدت مصر منذ أيام مضت الاحتفالات بيوم المرأة العالمى، وترجع فكرة اليوم العالمى للمرأة إلى المسيرة النسائية التى قامت بها النساء الأمريكيات فى شوارع نيويورك فى الثامن من مارس عام 1809، حين خرجت المتظاهرات يحملن الخبز والورود ويطالبن بتخفيض ساعات العمل ووقف تشغيل الأطفال ومنح النساء حق الاقتراع.. وهنا فى مصر يعتبر يوم 16 مارس هو اليوم العالمى للمرأة المصرية وهو اليوم الذى سقطت فيه 4 شهيدات أمام الاحتلال البريطانى.

وقد سلطت وسائل الإعلام المختلفة فى هذا اليوم الضوء على دور المرأة فى المجتمع المصرى وما تقوم به من مجهودات وأعمال رائدة نحو مجتمعها وهناك العديد من الرائدات المصريات الأوليات اللاتى ساهمن فى هذا الدور المجتمعى وأذكر على سبيل المثال الدكتورة سهير القلماوى أول امرأة تحصل على درجة الدكتوراة، ولطيفة النادى أول قائد طيار مصرية، أمينة السعيد أول رئيس تحرير لمجلة حواء، سميرة موسى أول عالم ذرة، ومفيدة عبد الرحمن أول محامية وغيرهن كثيرات.. لعل ما أود الإشارة والتركيز عليه هو الدور الرائد للمرأة الريفية والذى تتجاهل أو تتناسى وسائل الإعلام والمجتمع دورها الكبير الذى تقوم به من تحمل المسئولية تجاه مجتمعها الصغير المتمثل فى أسرتها والكبير المتمثل فى بلدها دون ضجيج وسط ظروف فى غاية الصعوبة.

وعلى الرغم من المجهود الكبير الذى تبذله المرأة الريفية، حيثُ تلعب دوراً رئيسياً فى الزراعة وفى التنمية الريفية، إلا أنه منذ زمن بعيد هناك تجاهل وإهمال للمرأة فى الريف وتهميش الدور الذى تبذله. والكثير من الريفيات يعانين من الإحساس بأنهن لا يقمن بأى شىء مهم ويرجع هذا للعادات والتقاليد الريفية التى لا تعطى أهمية كبيرة لما تفعله رغم أهميته العظيمة، ولهذا الأمر تأثيره النفسى السلبى عليها رغم أنها تعد المسئولة تماماًعن تربية وتغذية أطفالها، وبالإضافة إلى ذلك فهى تعتبر مورداً رئيسياً للمنتجات الغذائية وإعدادها لبقية أفراد الأسرة، فهى تقضى وقتاً طويلاً فى العمل يصل لنحو 16 ساعة ما بين المنزل والحقل فهى المسئولة عن الإنتاج الحيوانى فى المنزل الذى يعد مصدراً أساسياً من مصادر دخل الأسرة، وهى التى تقوم برعاية الحيوانات الزراعية الكبيرة والصغيرة وتوفير العلف والماء لها وتنظف الحظائر لها، علاوة على الإشراف الفعلى للإنتاج الداجنى بالمنزل، كما أنها المسئولة عن تسويق هذه المنتجات، لتدر دخلاً يصرف على الأسرة، وتعانى الريفيات من سوء التغذية والأمية أكثر من غيرها على الرغم من أنها تسهم أكثر من غيرها فى تنمية مجتمعها فهى تزرع نسبة كبيرة من الأغذية المخصصة للاستهلاك المحلى.

وأنا هنا أطالب الحكومة بوضع المرأة الريفية على أولويات عملها، والاهتمام بها وحل المشاكل التى تواجهها، وتدريبها وصقل موهبتها فى الصناعات التى تجيدها، وتسهيل تسويق المنتجات التى تنتجها، بالإضافة إلى محو أميتها وتوفير الرعاية الصحية لها لتصبح عضواً نافعاً فى المجتمع الذى يحيط بها؛ لتعيد الريف المصرى إلى عهده القديم منتجاً للغذاء ولايصبح عبئاً على كاهل الدولة.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى