رأى

العلم والرياضة.. رؤية وزير الزراعة الأسبق لسر النجاح والتقدم

بقلم: أ.د/صلاح يوسف

وزير الزراعة واستصلاح الأراضي الأسبق

لقد اصبح التطور العلمي ضخمًا. درسنا الرياضيات الحديثة أو الرياضيات البحتة منذ خمسين عامًا، وحينما نتابع الرياضيات الآن نجد أن التطور أصبح مذهلًا، ويرجع البعض ذلك إلى التطور في الفيزياء، وإن كنت أفكر منذ ذاك الوقت أن الرياضيات هي التي تطور كل شيء. عمومًا، تتلاقى العلوم معًا لتدفع بعضها بعضًا إلى الأمام، ويستخدم كلٌ تخصصه لغة في الحوار مع التخصصات الأخرى، وهذا هو التطوير أو الإبداع، وهو ما يحدث دائمًا.

منذ خمسة عشر عامًا، كنت أقول إن كل وزير في كل الوزارات، وليس فقط في الزراعة، يجب أن يكون لديه بُعد اقتصادي في قراراته، لأن البُعد الاقتصادي دافع وليس عائقًا للسياسات أو للاتجاهات البحثية أو العلمية. المشكلة تظهر كثيرًا حينما يتولى أحدهم أمرًا في أي موقع وأي مجال وهو لا يعرف تفاصيله أو جوهره، فيتحول كل الحديث أو العمل إلى عملية شكلية أو تعامل مع القشور دون التوغل في المضمون. هذا ينطبق على كل مسؤول عن أي عمل، مهما صغر حجمه أو كبر. وقد رأينا كثيرًا في حياتنا أن مسؤولًا أو مديرًا يتولى موضوعًا طرحه غيره، فيقوم بإنجازات ضخمة في هذا الطرح، لكنها إنجازات في اتجاهات مغايرة تمامًا للطرح الأصلي ولا تمت له بصلة، بل وتقوضه. وهذه هي الخطورة.

الصورة التي تربط بين لاعب كرة عالمي مثل محمد صلاح المصري تعبّر عن الرياضة؛ فالرياضة العلمية والرياضة البدنية هما في الحقيقة متكاملتان، بمعنى أنه لا يصح أن نهمّش الرياضة البدنية أو حتى الأنشطة التي تبعث الحيوية في جسد الإنسان وعقله، لصالح الأنشطة العلمية فقط. فالأنشطة التي تدعم الروح تهذّب السلوك والأفعال، بل وتهذّب البحث العلمي ونتائجه. وأنا شخصيًا أرى أن الرياضة البدنية، والألعاب مثل كرة القدم وغيرها، سواء كانت ممارسة في الملعب أو إلكترونيًا، ولا مانع من مشاهدتها تلفزيونيًا أيضًا، لها دور كبير في زيادة القدرة على أداء الأنشطة العملية والبحثية.

وربما أظن ـ ظن اليقين ـ أن اللعب بجدية هو من مستلزمات العمل الجاد في أي مجال، وبالتالي أختلف مع من يستهينون باللعب، لكنني أتفق معهم في ألا تتبنى الدول سياسات الإلهاء عن طريق اللعب، فهذه السياسات لا تحافظ على الدول بل تسبّب تدهورها، حتى لو حافظت على شكل تلك الدول، لأنه شكل بلا مضمون. الرياضة ليست مخدرًا للعقول، بل منشط لها، ولكن يبدو أن البعض يرى أن تخدير كل شيء هو الأفضل. وهذا هو الجانب المضاد لاستخدام الرياضة أو الفيزياء أو الكيمياء في كل شيء.

والحقيقة أن الفرق كبير بين العلم واللّا علم، فما بالك بين العلم والجهل، وبين العلم والتجهيل، بدلًا من العلم والتأهيل.

🔹 تابعونا على قناة الفلاح اليوم لمزيد من الأخبار والتقارير الزراعية.
🔹 لمتابعة آخر المستجدات، زوروا صفحة الفلاح اليوم على فيسبوك.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى