العلاقة بين النبات والتربة والمناخ
كتب: د.محمد عبدربه النبات يحتاج الماء والأرض تخزن هذا الماء الذى يحتاجه النبات، أما المناخ أو الجو فهو مصدر الطاقة التى نمكن النبات امتصاص الماء من الأرض وسوف نوضح تفصيلا تلك العلاقات.
تابعونا على صفحة الفلاح اليوم على فيس بوك
نجد أنه يتوقف على الماء 95% من عمليات نشاط النبات الفسيولوجى، فالماء يلزم للهضم – التمثيل الضوئى – نقل العناصر المعدنية المغذية ونواتج التمثيل الضوئى – تدعيم بناء النبات – النمو – والنتح. ويفقد النبات عن طريق النتح الماء الذى يمتصه من الأرض، ويعرف النتح بأنه البخر من سطح النبات وهى تمثل 99% من الماء الذى يمتصه النبات من الأرض.
تقوم عملية النتح بتحويل الماء الى بخار (بواسطة الطاقة التى مصدرها الجو) داخل الورقة ونقله الى الجو عن طريق فتحات فى الورقة تسمى الثغور.
تتم عملية النتح عندما يزيد ضغط البخار داخل الورقة عن ضغط بخار الهواء المحيط بالورقة وفتح الثغور لكى يحصل النبات على ثانى أكسيد الكربون اللازم لعملية التمثيل الضوئى.
وعامة يتم النتح عند فتح الثغور وضغط بخار داخل الورقة أعلى من ضغط بخار الجو المحيط بها. والشائع هو افتراض أن ضغط بخار الورقة يساوى ضغط بخار الابتلال لدرجة الحرارة داخل الورقة لأنه يوجد بعض الماء حتى لو كانت فى حالة ذبول.
ويقصد بمقاومة الهواء المحيط حركة الرياح (الهواء المحيط). فالرياح الأعلى تؤدى الى إأزاحة الطبقة المحيطة بالأوراق، وبالتالى تنخفض مقاومة الهواء المحيط. ويقصد بمقاومة الورقة هو درجة الانغلاق الثغرى، حيث تزيد المقاومة بزيادة الإنغلاق الثغرى.
يمتص النبات الماء من الأرض ليعوض الذى يفقده عن طريق النتح، حيث يتحرك الماء خلال الأرض الى جذور النبات ويرتفع قى الزيلم حتى يصل الى الأوراق عن طريق مايسمى تدرج الجهد للماء (الفرق) بين الورقة وبين الأرض الأدمصاص.
امتصاص النبات للماء من الأرض يقلل من محتواها المائى، وكذلك ينخفض جهد ماء الأرض (يصبح أكثر سالبية). وفى نفس الوقت يحدث نقص فى توصيل الأرض للماء أى تزيد حركة مقاومة الأرض لحركة الماء أى تزيد صعوبة الماء من الأرض بواسطة النبات، وبالتالى تقل حركة الماء داخل النبات مما يؤدى الى ذبول النبات وهذا يؤدى الى غلق الثغور ونقص عملية التمثيل الضوئى.
غلق الثغور يؤدى إلى نقص معدل التمثيل الضوئى مما يحدث نقص فى النمو والمحصول والجودة.
يعتبر محتوى الآرض من الماء عند السعة الحقلية أقل من محتواها عند التشبع فى حين أن الآرض لا تكون جافة جفافا مطلقا عن نقطة الذبول. ولا يمكن تحديد أى من السعة أو نقطة الذبول تحديدا كميا قطعيا. فنقطة الذبول، على سبيل المثال تعتبر دالة للمحصول ومرحلة نموه.
أكثر العوامل المناخية التى تؤثر على النتح رطوبة الهواء المحيط بانباتات ودرجة الحرارة ورطوبة الهواء المحيط بالنباتات ودرجة الحرارة ورطوبة الهواء الذى يهب على النباتات بواسطة الرياح وصافى الآشعاع المتاح للنبات. فإذا زادت رطوبة الهواء المحيط بالآوراق مع ثبات بقية الآشياء، فإن ذلك يؤدى إلى انخفاض الفرق فى ضغط البخار بين الورقة والهواء المحيط بها.
هذا بدوره يؤدى إلى نقص معدل النتح وتقوم الرياح بسحب طبقة بخار الماء المتراكمة حول الورقة وذلك إما يؤدى إلى زيادة أو نقص معدل النتح، فإذا ما كان الهواء الذى حل محل الهواء الذى إزيل من حول الورقة دافئا بدرجة أكثر وأجف فإن ذلك يؤدى إلى معدل زيادة النتح.
على العكس من ذلك إذا ماكان الهواء الجد أكثر برودة من الهواء الرى أزيح من حول الورقة وأكثر تشبعا بالرطوبة، فإن ذلك يؤدى إلى نقص معدل النتح سواء كان النبات محاطا بالظل أو تحيطة الشمس. ويؤثر الاشعاع على معدل النتح بطريقتين، وهما:
1ـ يؤدى الآشعاع إلى رفع حرارة الورقة عن الهواء المحيط بها ومن ثم تزيد درجة الحرارة (حيث يزيد ضغط بخار الماء المشبع داخل الورقة بزيادة درجة حرارتها)، وتكون درجة حرارة الورقة فى الظل مساوية لحرارة الهواء، فى حين تكون درجة حرارة الورقة المعرضة لآشعة الشمس أعلى من درجة حرارة الهواء بمقـدار من 5 – 10مo.
2ـ طرق تأثير الآشعاع، فإن وجود الضوء (موجات الآشعاع القصيرة) يؤدى غلى فتح أو غلق الثغور، فإن ثغور معظم النباتات يتم فتحها أثناء النهار ويتم غلقها أثناء الليل.
*المادة العلمية: مدير المعمل المركزي للمناخ الزراعي بمركز البحوث الزراعية.