رأى

العالم ومخاطر التغيرات المناخية

أ.د/عبدالعليم سعد

بقلم: أ.د/عبدالعليم سعد سليمان

أستاذ بكلية الزراعة – جامعة سوهاج

تعتبر قضية التغير المناخى واحدة من القضايا الحاسمة في العصر الحديث، حيث الآثار العالمية المترتبة عليها واسعة النطاق والتي لم يسبق لها مثيل بمثل هذا الحجم، وكما يهدد تغير أنماط الطقس للإنتاج الغذائي فإنه يتسبب في ارتفاع منسوب مياه البحار وزيادة خطر الفيضانات الكارثية.

تعتبر الغازات المسببة للاحتباس الحراري بمعدلها الطبيعي ضرورية لبقاء البشر والملايين من الكائنات الحية الأخرى على قيد الحياة عن طريق الحفاظ على جزء من دفء الشمس وعكسها مرة أخرى إلى الفضاء لتجعل الأرض صالحة للعيش. ولكن بعد أكثر من قرن ونصف من التصنيع، وإزالة الغابات، والزراعة الواسعة النطاق، ارتفعت كميات غازات الدفيئة في الغلاف الجوي إلى مستويات قياسية لم تشهدها منذ ثلاثة ملايين عام.

وبينما تنمو الاقتصادات ومستويات المعيشة للسكان، فإن مستوى تراكم انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري (غازات الدفيئة) آخذة في الإرتفاع أيضا. كذلك الحال بالنسبة للمستوى التراكمي من الغازات المسببة للاحتباس الحراري (انبعاثات غازات الدفيئة.)

وحذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن العالم سيواجه تغيرا مناخيا خارجا عن السيطرة، إذا لم يتحرك لتغيير المسار الحالي في مواجتهه بحلول 2020. وقال غوتيريش إنه اطلق تحذيره إثر عجز زعماء العالم إزاء ما سماه “مشكلة عصرنا الجوهرية”. ودعا حكومات العالم إلى الاجتماع في نيويورك في إطار اجتماع لمناقشة تطور التغير المناخى فى سبتمبر.

تأتي هذه التصريحات وسط مخاوف مطردة من المسار البطيء لمفاوضات الأمم المتحدة بشأن هذه الظاهرة، ورسم غوتيريش صورة قاتمة للآثار الناتجة عن التغير المناخي التي قال إن العالم أجمع لمسها هذا العام، معددا بعض النتائج السلبية لهذه الظاهرة التي عانت منها مناطق عدة حول العالم مثل موجات الحرارة العالية، وحرائق الغابات، والعواصف والفيضانات التي خلفت كما كبيرا من الدمار.

وأشار إلى أن الشعاب المرجانية تموت، والمحيطات تشهد ارتفاعا في مستوى حمضيتها علاوة على تصاعد الصراعات على الموارد الطبيعية المتناقصة. كما وصل مستوى تركيز ثاني أكسيد الكربون في الفضاء الجوي إلى أعلى مستوياته خلال ثلاثة ملايين سنة.

وعلى الرغم من اتفاق العالم على خطة للتعامل مع التغير المناخى فى باريس 2015، قال غوتيريش إن العالم ما زال بعيدا جدا عن المسار الذي يؤدي إلى تحقيق اكثر أهداف الاتفاقية تواضعا.

كما يجب على الدول النامية الالتزام بمجموعة من الخطط لمواجهة آثار التغير المناخي، ومن أمثلة هذه الخطط ترشيد المياه واستحداث مصادر أخرى، وتغيير خطط المحاصيل الزراعية واستخدام المحاصيل التي لا تحتاج إلى مياه كثيرة، واللجوء إلى مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية والرياح، واستخدام البترول والغاز في صناعات البتروكيماويات لتحسين الاقتصاد، وتجهيز المدن الساحلية للتعامل مع حدوث ارتفاع لمستوى سطح البحر، وحماية الفصائل النباتية والحيوانية

ومن ناحية أخري نظم نشطاء  في 163 دولة عبر العالم منها إندونيسيا  وباكستان وأستراليا وتايلاند وألمانيا وغيرها، احتجاجات لمطالبة الحكومات، بإتخاذ اجراءات سريعة، لمكافحة تغير المناخ تزامنا مع اجتماع نيويورك في إطار  مناقشة تطورات التغير المناخى فى سبتمبر 2019.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى