الطبيب المقاتل المدير الناجح!!
بقلم: أحمد إبراهيم
إذاعي وكاتب صحفي
أثناء القصف العنيف والمتواصل لطيران العدو على اللواء 25 مدرعات قام المجند «رجب» بإلقاء نفسه فوق الطبيب المقاتل حتى يحميه بجسده ويتلقى عنه القنابل والرصاص، هذا الموقف العظيم رغم مرور 47 عاماً لم ينسه الطبيب، وحينما سأل المجند: لماذا فعلت ذلك؟ ولماذا كنت تضحى بحياتك من أجلى؟ كانت الإجابة مذهلة: «لأن حضرتك بتعاملنا بكرامة واحترام». من يومها والطبيب لديه قناعة لا تتزعزع بروعة الإنسان المصرى الذى إذا منحته الكرامة وحافظت على حقوقه وخففت من معاناته يفديك بحياته ويصنع المعجزات.
الطبيب المقاتل 15 يوماً فقط فصلت بين تخرجه فى كلية الضباط الاحتياط وقيام حرب أكتوبر ثم التحاقه باللواء 25 مدرعات الذى تحول فجأة من احتياطى قيادة عامة إلى رأس حربة فى مواجهة العدو وتم تكليفه بغلق الثغرة من ناحية الشرق وقاتل بشراسة.
الطبيب المقاتل لم يفكر أبداً فى الموت الذى يراه عشرات المرات يومياً، حيث كانت مهمته علاج الجرحى على طول جبهة القناة وما زال حتى الآن يعيش السيمفونية الرائعة التى عزفها الجيش المصرى خلال الحرب من أصغر جندى حتى وزير الحربية وتناغم جميع أجهزة الدولة بأدائها المتميز فى التوقيت المناسب وبأعلى درجات الإتقان.
الطبيب المقاتل يرى أن مصر حالياً فى أشد الاحتياج إلى روح أكتوبر والإعداد الجيد لكل مؤسساتها لأنها دولة لا تنقصها الموارد والإمكانيات، فقط تحتاج لحُسن الإدارة مع تحديد الأولويات وإصلاح الجهاز الإدارى من حيث الفكر والأداء.
الطبيب المقاتل البطل والذى يتمتع بأدب جم وتواضع رفيع وعفة اللسان بعد مشاركته فى صناعة النصر العظيم عاد إلى عمله بـوزارة الصحة وتدرّج فى وظائفها حتى درجة «رئيس قطاع» وكيل أول الوزارة، ولأنه رجل إدارة ناجح من الطراز الأول ساهم فى إنشاء مؤسسات تعليمية خاصة متميزة، مدارس وجامعة، وينشئ حالياً مدينة طبية متكاملة للعلاج والأبحاث بمدينة بدر سوف تكون متفردة فى مصر ومنطقة الشرق الأوسط.
الطبيب المقاتل المدير الناجح مهموم ببناء الإنسان وبـالتنمية الاقتصادية والبشرية ويتمتع بالفكر الراقى مع قوة الشخصية ويرى أن البشر أهم ثروة تمتلكها مصر وكلما تحسن التعليم وكفاءة الخريجين ارتفع الدخل القومى.
الطبيب البطل المقاتل هو زوج كريمة المشير أحمد إسماعيل وزير الحربية أحد رجالات مصر العظماء وقائد الجيوش العربية فى حرب أكتوبر.
الطبيب المقاتل الذى نقدمه اليوم قدوة تُحتذى فى حسن الخلق والانضباط وجودة الأداء ونموذجاً للمدير الناجح هو المواطن المصرى الأصيل د. حسن القلا، أحد صناع نصر أكتوبر العظيم.