رئيس التحرير

الطائرة هى الحل لعلماء مركز البحوث الزراعية

بقلم: د.أسامة بدير

وأنا أكتب سطور هذا المقال أعلم يقين العلم، وأضع نصب عيني هذه الآية الكريمة ﴿وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ﴾ [لقمان: 34].

يُضم مركز البحوث الزراعية ثروة بشرية مُتميزة، رفيعة المستوى العلمي الزراعي التطبيقي من العلماء والباحثين، فضلا عن الهيئة البحثية المُعاونة من الشباب الذين يتمتعون بالقوة والحيوية والمُثابرة في العمل والاجتهاد والإبداع، وينبغي المحافظة عليهم جميعا وتأمينهم من كافة الأوجاع والحوادث الأليمة التي قد يتعرضون لها أثناء تأدية عملهم في أشرف مكان عرفته البشرية حتى اللحظة ألا وهو “الحقل” منبع إنتاج الخير لاستمرار أكثر من 8 مليار إنسان على قيد الحياة.

تابعونا على قناة الفلاح اليوم

تابعونا على صفحة الفلاح اليوم على فيس بوك

الشاهد، أن علماء مركز البحوث الزراعية يبذلون قصارى جهدهم ويواصلون عملهم منذ الصباح الباكر وحتى ساعات متأخرة من الليل بهدف تحقيق الأمن الغذائي لملايين المصريين وتنمية الصادرات الزراعية بما يعود بالنفع على الاقتصاد الوطني، ولذا يجب التعامل مع هؤلاء العلماء من منطلق أنهم ثروة وطنية، لابد من توفير كافة السبل لإنجاز عملهم في أمان مُطلق، وفقا للإمكانات والموارد المالية واللوجيستية المتاحة للدولة، وأظنها متاحة فعليا ولن تبخل الدولة في تحقيق أو توفير عنصر الأمان النفسي والجسدي والاجتماعي لهم.

يقيني، أن الأمر كله رهن ضبط أو محاولة إعادة النظر في شبكة الأمان التي يجب أن توفرها مؤسسات الدولة لهذه الثروة البشرية من العلماء والباحثين بمركز البحوث الزراعية، بداية من تأدية مهام عملهم خارج القاهرة والسفر إلى المحافظات خاصة البعيدة باستخدام الطيران الداخلي، على اعتبار أنه بلا أدنى شك سيُوفر الوقت والجهد والأمان الجسدي، ومرورا بتوفير الأمان النفسي والاجتماعي، ما ينعكس على كفاءة إنجاز الأعمال.

لقد فقد مركز البحوث الزراعية منذ أيام قليلة عالما مشهودا له، يُشار إليه بالبنان في مجال تربية وزراعة محصول القمح وهو الدكتور عبدالسلام المنشاوي، بسبب حادث سير أليم، حيث انقلبت السيارة في أحد المنحنيات وهو في طريقه إلى محافظة الوادي الجديد، ومن قبله بعدة أشهر فقد المركز أيضا، الدكتور حمدي جامع رئيس الإدارة المركزية للتشجير وقتها، وبنفس الطريقة – انقلبت سيارته – وهو في طريقة لمحافظة الوادي الجديد، وغيرهما الكثير من العلماء والباحثين الذين تعرضوا لحوادث سير في محافظات اخرى منهم من نجا وآخرون تعرضوا لإصابات منها الطفيفة والمتوسطة والبعض سببت لهم عاهات مستديمة.

للحق أقول، أن معظم حوادث السير التي تعرض لها العلماء والباحثون بمركز البحوث الزراعية ليست بسبب سوء حالة الطرق أو سوء حالة السيارة، إنما وفقا لتحقيقات الجهات الرسمية كانت الغالبية الكاسحة منها بسبب رعونة السائق وأخطاء فادحة ارتكبها أثناء سيره على الطريق كالسرعة الزائدة أو التخطي في المنحيات شديدة الإنحراف، وصولا إلى القيادة تحت تأثير تعاطي المخدرات وخلافه.

علينا فقط أن نأخذ بالأسباب، ومن هنا، اطالب الجهات المعنية بضرورة أن يتم سفر علماء مركز البحوث الزراعية لتأدية مهام عملهم في المحافظات البعيدة أو الحدودية أو الصحراوية بالطائرة تكريما لهم ولعلمهم وخبراتهم وصونا لكرامتهم وحفاظا على حياتهم ضمانا لأمنهم الجسدي.

وأما عن الأمان النفسي، فإني أُناشد العقل الجماعي للحكماء والقيادات المُخلصة بمركز البحوث الزراعية ضرورة تبني إقامة اجتماع دائرة مُستديرة لمناقشة أفكار مُستنيرة تضمن تحقيق هذا النوع من الأمان للعلماء والباحثين بالمركز حال وفاتهم أثناء تأدية عملهم.

وأخير، أنا على يقين من صدق وإخلاص جميع قيادات مركز البحوث الزراعية الواعية والنشطة التي لا تألوا جهدا لصالح العلماء والباحثين والزراعة المصرية إلا وفعلته، سوف تأخذ بعين الاعتبار سطور هذا المقال على أجندة عملها خلال الأيام المُقبلة، وسوف تسعى لإيجاد عدة بدائل تضمن بها تحقيق الأمن الجسدي والنفسي والاجتماعي للجميع، من أجل تحقيق نهضة زراعية كبرى للإنتاج العلمي الزراعي التطبيقي بمركز البحوث الزراعية، ما يساهم في تطوير وتحديث القطاع الزراعي بمصر تحقيقا لأهداف الجمهورية الجديدة التي يُنادي ويتنمى الرئيس عبدالفتاح السيسي تحقيقها على أيدي وبفضل علماء مصر.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى