رأى

السودان الشقيق

أ.د/صلاح يوسف

بقلم: أ.د/صلاح يوسف

وزير الزراعة الأسبق

يرتبط شعب مصر والسودان بعلاقات خاصة جدا خلال عقود طويلة ليس فقط وقت النظام الجمهورى ولكن أيضا خلال العصور الملكية .. وعاش شعب مصر والسودان خلال سنوات طويلة كشعب واحد ليس من خلال ملك مصر والسودان ولكن لرباط نهر النيل والذى كان ماءه هو الدم الذى يجرى فى شرايين الشعب المصرى السودانى .. حتى أفسدات السياسة العلاقة بين الدولتين منذ تعرض مبارك لمحاولة الإغتيال فى إثيوبيا والتى تبعها طلب مصر فرض حصار على السودان وتم فرض الحصار وحدث إضطراب العلاقات السياسية بين الدولتين بينما كان الشعب المصرى السودانى بعيد لحد كبير عن هذه الخلافات ..

وبعد مرور هذه السنين الطويلة .. تشابهت الأحوال فى مصر والسودان بالرغم من اختلاف الأوضاع السياسية .. حيث فترة رئاسة مبارك والبشير للبلدين تكاد كون متشابهه وأيضا الأحوال الاقتصادية متردية لحد كبير فى البلدين مع فروق بينهما لا ترقى لتجعل لأحدهما ميزة اقتصادية حقيقية فى مسار مقارنة معدلات النمو الاقتصادى على مستوى العالم ولم يحدث فى نفس الوقت اى نمو سياسى أو اجتماعى شاملا الصحة والتعليم .. لم يستفيد السودان من الحصار فى الصراع من أجل البقاء والذى كان من الممكن أن يكون عاملا إيجابيا لبث الحمية والإصرار والعزيمة لدى الحكومات والشعب السودانى بالرغم من النوايا الطيبة ولم تستفيد مصر بعلاقاتها الطيبة بمعظم دول العالم فى إحداث ذاك النمو المنشود ..

ولا نستطيع أن نتجاهل غياب مصر عن الحفاظ على أمنها الجنوبى حيث تم تقسيم السودان ومازال الإضطراب حادث بين البلدين وداخلهما بشكل أو بآخر .. وربما ساهم بشكل أو بآخر اقحام الدين فى السياسات وإستغلا الدين من كل الأطراف المتصارعة لتحقيق مكاسب سياسة على حساب البلدين والشعب نفسه ..

وفى الأحداث الأخيرة فى السودان حاولت مصر احتواء الموقف من خلال بعض المسؤولين .. وربما لا أود التعليق على ما يدور سواء داخل مصر أو السودان أو بينهما .. إلا أننى أستطيع أن أشير إلى أنه لكى تحتوى مصر الأحداث الأخيرة فى السودان فعليها أن ترسل مجموعة من المتميزين فى مجال الزراعة والصحة والتعليم بمفاهيم تنموية واقتصادية سريعة المردود .. هذه المجموعة يمكنها أن تغير حال السودان والسودانيين كلية حيث البيئة فى السودان خصبة تماما لإحداث هذا التغيير .. ومن الممكن أن نعتبر أن إحداث التغيير فى مجال الزراعة مردوده سريع جدا ويساهم فى إحداث التنمية الاجتماعية فى مجالى الصحة والتعليم .. وربما يظن البعض أن المساعدة فى مجالى الأمن والعلاقات الخارجية سيحل المشكلة .. لا أعتقد .. بل ربما فقط يؤجلها .. وربما يسأل سائل .. ولماذا لا يطبق هذا المدخل أيضا فى مصر؟ أسأل معه.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى