الزيوت والدهون: بين الضرر والفائدة.. دليلك للاختيار الصحي

إعداد: د.أحمد محمد أبوخشبة

باحث بمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية – مركز البحوث الزراعية

لطالما ارتبطت الزيوت والدهون في أذهان كثير من الناس بالمخاطر الصحية، مثل السمنة وأمراض القلب. ولكن الحقيقة العلمية أكثر تعقيدًا. فالدهون، بأنواعها المختلفة، ليست جميعها ضارة، بل إن بعضها ضروري جدًا لصحة الجسم. فما الفرق بين أنواع الدهون؟ وكيف يمكن تناولها بطريقة تحافظ على الصحة العامة؟

أولاً: أنواع الدهون والزيوت

1- الدهون المشبعة
توجد غالبًا في المنتجات الحيوانية مثل الزبدة والجبن واللحوم الدهنية، وكذلك في بعض الزيوت النباتية مثل زيت النخيل وزيت جوز الهند.
الإفراط في تناولها قد يؤدي إلى رفع نسبة الكوليسترول الضار (LDL)، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.

2- الدهون غير المشبعة

• أحادية عدم التشبع: مثل زيت الزيتون، زيت الكانولا، والأفوكادو.

• متعددة عدم التشبع: مثل أحماض أوميجا-3 وأوميجا-6، وتوجد في زيت السمك، زيت دوار الشمس، وبذور الكتان.
  هذه الدهون مفيدة للصحة، وتساعد على خفض الكوليسترول الضار وتحسين صحة القلب والمخ.

3- الدهون المتحولة
توجد غالبًا في الأطعمة المُصنعة، والمقلية، والوجبات السريعة.
تُعتبر أخطر أنواع الدهون، حيث ترفع الكوليسترول الضار وتخفض الكوليسترول الجيد، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري.

ثانيًا: دور الدهون في الجسم

• مصدر للطاقة: توفر الدهون طاقة مركزة (9 سعرات حرارية لكل جرام).

• امتصاص الفيتامينات: تساعد على امتصاص الفيتامينات الذائبة في الدهون مثل A, D, E, K.

• بناء الخلايا: تشكل الدهون جزءًا من غشاء الخلية، وتساهم في عمل الأعصاب والدماغ.

• تنظيم الهرمونات: تدخل في تكوين بعض الهرمونات وتنظيم وظائف الجسم المختلفة.

ثالثًا: العلاقة بين الدهون والصحة العامة

• القلب والأوعية الدموية
  استهلاك الدهون غير المشبعة – خاصة أوميجا-3 – يساعد في الوقاية من أمراض القلب وتصلب الشرايين.

• الوزن والسمنة
  تناول الدهون بكميات معتدلة لا يسبب السمنة، لكن الإكثار منها – خاصة الدهون المتحولة والمشبعة – قد يؤدي إلى زيادة الوزن واضطرابات التمثيل الغذائي.

• السكري
  الأنظمة الغذائية الغنية بالدهون غير المشبعة تساعد على تحسين حساسية الأنسولين، بينما الدهون المتحولة قد تزيد من خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني.

• صحة الدماغ
  الدهون ضرورية لنمو الدماغ، خصوصًا في الأطفال. وتلعب أحماض أوميجا-3 دورًا مهمًّا في الوقاية من التدهور العقلي.

رابعًا: التوصيات الصحية لتناول الدهون

• تقليل استهلاك الدهون المشبعة إلى أقل من 10% من السعرات اليومية.

• تجنّب الدهون المتحولة تمامًا قدر الإمكان.

• زيادة تناول الدهون الصحية من مصادر مثل زيت الزيتون، الأسماك الدهنية، والمكسرات.

• الطهي بطرق صحية (مثل الشوي أو السلق بدلًا من القلي).

• قراءة الملصقات الغذائية للكشف عن الدهون الخفية في الأغذية المُصنعة.

الخلاصة

الزيوت والدهون ليست عدوًّا للصحة كما يظن البعض، بل إن اختيار النوع المناسب والكمية المناسبة هو مفتاح التوازن. من خلال التثقيف الغذائي والاختيارات الذكية، يمكن الاستفادة من فوائد الدهون مع تقليل مخاطرها، مما يسهم في تحسين الصحة العامة وجودة الحياة.

🔹 تابعونا على قناة الفلاح اليوم لمزيد من الأخبار والتقارير الزراعية.
🔹 لمتابعة آخر المستجدات، زوروا صفحة الفلاح اليوم على فيسبوك.