تقارير

الزراعة في الأراضي الملحية وعلاقتها بالأمراض النباتية

كتب: د.أبوغنيمة سعد تُعرف الأراضى الملحية بأنها تلك  الأراضي التي تحتوي على تركيزات عالية من الأملاح الذائبة والتى تؤثر بالسلب على نمو العديد من المحاصيل وإنبات البذور، وكما تؤدى إلى زياده معدل انتشار الإصابة بـالأمراض النباتية.

د.أبوغنيمة سعد 

وقد تعرف على أنها الأراضي التي يزيد فيها التوصيل الكهربائي لمستخلص التربة (عجينة الأرض المشبعة) عن 4 ملليموز / سم  وهى أملاح بيضاء اللون متعادله كيميائياً لا تزيد النسبة المئوية للصوديوم المتبادل ESP على 15% وعادة الــ PH لهذه الأراضي أقل من 8.5.

هذه النوعية من الأرض قد تكون ذات نفاذية للماء إلا أن بِنائها غير ثابت لأن معظم الأملاح متعادلة، وتتكون مثل هذه الأراضي في المناطق الجافة وشبه (القاحلة) الجافة والتي يقل فيها معدل الأمطار السنوي عن 10 ــ 20 بوصة.

في مثل هذه الظروف يكون غسيل وانتقال الأملاح من القطاع الأرضي إلى البحار والمحيطات بطيئا، كما أن زيادة البخر والنتح تحت ظروف الجفاف يساعد على تجمع الأملاح في القطاع الأرضي وبهذا ينشأ ما يسمى بـالأراضي المتأثرة بالأملاح.

وعموماً تنقسم التربة على حسب تأثرها بـالملوحة إلى (ملحية، ملحية قلوية وقلوية) وذلك تبعاً لخواصها الكيميائية، وقد يزداد تركيز الأملاح وخصوصا المتعادلة في المحلول الارضي، وفي هذه الحالة تسمى الأرض ملحية. بينما إذا احتوى المحلول الأرضي على زيادة في الأملاح بالإضافة إلى زيادة  فى تركيز الصوديوم المتبادل  كانت الأرض القلوية.

وتتكون الأملاح الذائبة عادة من الصوديوم والكالسيوم والمغنسيوم والكلوريد والكبريتات بصفة أساسية ومن البوتاسيوم والبيكربونات, والنترات, البورون بصفة ثانوية، ويرجع التأثير الضار لتراكم الأملاح الذائبة على نمو النبات إلى:

أ ــ التأثير الكلي لتركيز الأملاح في المحلول الارضي يؤدي إلى زيادة الضغط الإسموزي له وبالتالي إنعدام او بطء حركة الماء إلى النبات وبالتالى إنخفاض معدل الامتصاص.

ب ــ التأثير النوعي للأملاح

وهو تأثير نوع معين من الأملاح على النبات سواء عند تركيز مرتفع أو منخفض، فمثلا بعض العناصر التى تضاف بتركيزات منخفضة أو يحتاج إليها النبات بكميات قليلة مثل البورون يُعتبر تأثيره على النبات تأثيرا نوعيا، حيث يؤثر على نمو كثير من النباتات خاصهً إذا زاد تركيزه عن واحد جزء / مليون في المحلول الأرضي وكذلك زيادة تركيز عنصر الصوديوم يؤدي إلى الإضرار بالنبات.

مصادر الأملاح في التربة

معروف أن الملوحة تنشأ كنتيجة لانتقال الأملاح بواسطة الماء من مكان إلى آخر ثم تجميعها نتيجة لظروف بيئية معينة، ويمكن أن تتلخص  مصادر الأملاح في التربه كما يلى:

1- المعادن المكونة لمادة الأصل.

2- وجود طبقات غير منفذه أو ضعيفة النفاذية تعوق من حركة الماء إلى أسفل مما يساعد على تراكم الأملاح في مثل هذه الأراضي.

3ـ ارتفاع مستوى الماء الارضي والذي يتوقف على طبوغرافية الأرض حيث يرتفع بالقطاع الارضي بالخاصية الشعرية مسببا تركما للأملاح في منطقة الجذور .

4- الأراضي ذات المستوى المنخفض أو القريبة من سطح البحر أو المجاورة البحار.

أما عن علاقه الزراعة بالأراضى (التربة) ذات النسب المتوسطة او العالية من الملوحة ومعدل الإصابة بالأمراض فمعروف أن هناك علاقة بين زيادة نسبة الإصابة بالأمراض والملوحة حيث تؤدى الزراعة فى الأراضى الملحية إلى ارتفاع معدل الإصابة بـالأمراض النباتية وزياده انتشارها خاصهً أعفان الجذور، كما تؤدى إلى زيادة نشاط الكائنات الضارة على حساب النافعة، فضلاً عن تعرض النبات إلى الإجهاد لزيادة الضغط الإسموزى وصعوبة امتصاص الماء والأملاح (العناصر) الغذائيه وبالتالى حدوث وظهور الأضرار الفسيولوجية على النبات  متمثلاً ذلك فى نقص عنصر او زيادته.

الحلول وتتمثل فى الأتي:

1ـ تحليل عينات التربة ابتدءاً لمعرفة نسبة ملوحتها وفى حال ثبات ملوحة التربة عن حد معين يفضل إجراء  عملية الغسيل الجوفى لها سواء كان متواصل أم متقطع، كما يفضل أن تكون مياه الغسيل ذات درجة ملوحة منخفضة أو عذبه إذا أُتيحت مع الأخذ فى الإعتبار تجنب تحول الأرض من ملحية إلى قلوية.

2ـ إنشاء شبكة صرف جيدة مكشوفة او مغطاة.

3ـ مراعاة زراعة الأراضي الملحية بما يتناسب معها من محاصيل على حسب درجه الملوحة ونوعيتها.

4ـ صيانة التربة باستمرار والتحليل الدورى لها.

5ـ تجنب الإسراف فى استخدام الأسمدة المعدنية.

6ـ تجنب تدهور شبكة الصرف حتى لا يحدث ارتفاع لمستوى الماء الأرضى الذى يؤدى بدوره إلى زيادة تركم الأملاح.

7ـ إضافة الجبس الزراعى لتحسين خواص التربة الكيميائية والطبيعية والحيوية وضبط رقم PH بما يساعد فى تيسر العناصر وسهولة امتصاصها، وفى حال إحتواء التربة على مصدر لعنصر الكالسيوم يضاف حامض الكبريتيك الذى يتفاعل مع كربونات الكالسيوم فيتحرر ليحل محل الصوديوم على حبيبات التربة.

8- تحويل نظام الرى إلى نظام الرى بالتنقيط.

9- إضافة الميكوريزا خاصة الخارجية منها تؤدى إلى التقليل من تأثير الملوحة.

*مُعد التقرير: باحث بمعهد أمراض النباتات بمركز البحوث الزراعية.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى