رأى

الدورة الزراعية وعلاقتها بالأمراض النباتية الآمال والطموحات

د.أبوغنيمة سعد

بقلم: د.أبوغنيمة سعد فتح الباب شحاتة

معهد بحوث أمراض النباتات – مركز البحوث الزراعية

لم يتعلم الإنسان القديم فنون الزراعة واعتاد على زراعة المحصول الواحد في نفس قطعة الأرض، وما لبث أن أدرك الناس بعد ذلك أهمية اتباع الدورة الزراعية بعد تزايد أعدادهم وانخفاض خصوبة التربة ونقص إنتاجية تلك المحاصيل وتعرض التربة لعوامل التعرية والانجراف بفعل ماء الرى وإنتشار الأمراض فشرعوا فى إتباع هذا النظام الزراعى لتحقيق متطلباتهم وضمان الأمن الغذائى لهم.

وتُعرف الدورة المحصولية (الزراعية) بأنها تعاقب او تناوب محاصيل مختلفة على نفس قطعه الأرض او زراعة محاصيل مختلفة بقطعة أرض ثابتة مقسمة إلى أقسام محددة وفق نظام معين. وتحدد الدورة الزراعية بعدد من السنوات التى تمر على المحصول الرئيسى المزروع فى الدورة لحين عودته إلى نفس القسم او القطعة الذى بدأ منه، وتسمى الدورة باسمه وتحسب بعدد السنوات التى يستغرقها لحين عودته إلى نفس القسم مرة أخرى.

ولما كانت الحاجة ماسة إلي الدورة الزراعية خاصة بعد تزايد عدد السكان كان التفكير فيها جديا وذلك بهدف المحافظة والعمل على إيجاد وسائل تزيد من خصوبة التربة وتحافظ عليها بالإضافة إلى إمكانية زراعة المحاصيل التى يألفها الناس مع العمل على زيادة إنتاجيتها خاصة إذا أعقب زراعة محصول بقولى بأخر غير بقولى.

أما عن علاقة الدورة الزراعية بأمراض النبات فتُعد الدورة الزراعية أحد أهم العوامل التى يتم البناء عليها او الاعتماد عليها فى مكافحة العديد من مسببات الأمراض النباتية، حيث تؤدى الدورة الزراعية إلى خفض معدل الإصابة بالأمراض وذلك لخفض كمية اللقاح الخاصة بالمسبب المرضى وعدم زيادة تركيزه نظرا لتباعد الفترة الزمنية لزراعة نفس المحصول بنفس القطعة والتى قد تصل إلى ثلاث سنوات على حسب نوع الدورة، وهل هى قصيرة ام طويلة وما يتخلل تلك الفترة من زراعة محاصيل أخرى ذات مسببات مرضية مختلفة، وبالتالى يحدث ضعف للطاقة اللقاحية للممرضات خاصة الساكنة بالتربة او المحمولة بها فتقِل نسبة الإصابة تِباعاً، هذا فضلاً عن زيادة نشاط الكائنات النافعة او المفيدة على حساب الكائنات الضاره.

أما عن فوائد الدورة الزراعية فيمكن إجمال فوائد وأهداف الدورة الزراعية فى الأتى:

1- المحافظة على خصوبة التربة فمن المعروف أن تعاقب زراعة نفس المجموعة كـالمحاصيل النجيلية على سبيل المثال يؤدى إلى خلل في المواد العضوية في التربة نظراً لزيادة نسبة الكربون للنيتروجين، وبالتالى تحتاج إلى تعويض هذا النقص بعناصر او مواد كيماوية (أسمده كيماوية) بديلة.

2- زيادة تهوية التربة نظراً لتعاقب محاصيل ذات جذور وتدية مع أخري ذات جذور ليفية.

3- خفض معدل الإصابة بالأمراض وبالتالى تُعد أحد عناصر المكافحة.

4- زياده التنوع المحصولى واستمرارية زراعة المحاصيل المناسبة معظم فصول السنة.

5- تقليل النفقات نظرا للتوفير في عمليات التسميد وعمليات مكافحة الأمراض إلي جانب زيادة جودة المحصول وبالتالى زيادة العائد الاقتصادى.

6- التخفيف والتقليل من عوامل فقد خصوبة التربة.

7- تساعد على تنظيم ماء الرى وبالتالى صيانة التربة من الجرف والغسيل وتحسين خواص التربة وبنائها.

8- تساعد على الحد من انتشار الحشائش.

9- تساعد على استفادة المحاصيل من العناصر الغذائية المختلفة بالتربة نظرا لاختلاف كمية ونوعية احتياجاتها الغذائية، وأيضا عمق الامتصاص لتلك العناصر والتى تختلف باختلاف نظام الجذور وتدي او ليفي سطحى.

وتأسيسا على ما تقدم فمن الواجب الاهتمام وتعظيم الاستفاده من وحدة المساحة، والعمل على زيادة الإنتاجية بشتى الوسائل لمواكبة متطلبات الشعوب والارتقاء بها بما يعود بالنفع على تلك الدول بصفة عامة وعلى مصرنا الحبيبه بصفهٍ خاصة والعمل دوما على زياده رِفعتها وتقدمها وجميع مؤسساتنا الزراعية فى الطليعة منها مركز البحوث الزراعية وبما يملِكه من مقومات لم يدخر جهدا فى العمل على توعية المزارعين وإرشادِهم بما يعود بالنفع علينا جميعا.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى