رأى

الدكتور عفيفي عباس يوجه رسالة إلى وزير الزراعة المقبل

رسالة عاجلة إلى وزير الزراعة المقبل.. ننتظر أن يكون منهجه علامة على الطريق يتحقق بايمإنه أن المنصب الجديد هو ملكا للحق العام، وأن استحداث النهضة الزراعية فى مصر ضرورة حتمية يجب أن تبنى على وعى سياسى وثقافة وطنية تتأسس على قواعد المعلومات، ما يشكل وحدة للمعرفة تكون قوة دافعة لادارتكم لتنفيذ المشروعات القومية على أرض مصر.

إن الاهتمام بـالزراعة المصرية يعكس أهمية النشاط الحضارى الذى لعب دورا كبيرا فى تشكيل مراحل تاريخ مصر القديم والحديث، وأثبت أن حضارة مصر قامت على الزراعة واثرت فى تشكيل الوعى للمصريين، وأن عصور النهضة لمصر ارتبطت على مر التاريخ بنهضة الزراعة المصرية كرائدة لحضارة الانسان وداعمة لغذائه واستقراره.

إن التحديات التى تواجه الإنتاج الزراعى فى مصر قد اتضحت سلبا فى انحسار أجود الأراضى الزراعية فى العالم أمام الزحف العمراني، وبزغت تحديات نقص الموارد المائية تحت المناخ الجاف لمصر، وتفاقم الارتفاع المستمر في فاتورة الغذاء التي يتحملها الاقتصاد المصرى نتيجة توجهات كثير من الدول الى انتاج الوقود الحيوى على حساب الحبوب الغذائية، واصبح الان من المهم ايجاد حلولا يتم عن طريقها دعم الانسان المصرى لينوب عن الدولة فى تحقيقها واصبح من المهم تقوية النفوذ المالى لتعاونيات الفلاحين لكى تمتلك مجموعة من الشركات التى تخدم متطلبات الإنتاج الزراعى فى مصر وتتعامل مباشرة مع الفلاحين كمؤسسات لتجميع الحيازات وتعاقدات للانتاج وتسويقه دون استغلال من المتاجرين بجهده ووقته وهو توجه يؤدى الى رفع مستوى الإنتاج الزراعى ومستوى الحياة للفلاحين بما يحاكى النهضة العظيمة التى حققها طلعت حرب عندما انشأ بنك مصر فى عام 1920.

إن توزيع عناصر الثروة للإنتاج الزراعى بين مناطق الوطن وجهاته الجغرافية يتطلب خلق مجتمعات اكثر تجانسا وتنظيما وانتاجا يدفع الى نجاح مشروعات وطنية تساهم في إحداث طفرة في الهيكل الاقتصادي واعادة توزيع الملامح الديموجرافية فى مصر من اجل زيادة موارد الدولة.

إن البحث عن موارد مائية جديدة وترشيد استخدام مياه الرى وتدوير استخدامات مياه الصرف الزراعى والصرف الصحى والصرف الصناعى، بالإضافة الى تشجيع تحلية مياه البحر عن طريق تنفيذ مشروعات استحداث الطاقة النظيفة المتجددة يتطلب ايمانا بان النمطية لابد ان تتطور لمحاكاة عناصر التحديث مع الاتجاه الى الاستثمارات الزراعية المصرية فى دول حوض النيل شمال السودان وجنوب السودان وفى إثيوبيا.

سيادة الوزير المقبل على ادارة صرحا عاليا فى شأنه ومقامه.. احذر من الذين يعشقون العشوائية فى التفكير، الذين يدمنون طمس الحقائق ويخدعون متخذ القرار بطلعتهم المصطعنة لتخفى باطنهم المعطوب ربما هم  فاسدون او دليلهم الفاسدين الذين يجعلوا من انفاس الوزير رحيقا ويصورون من افعاله اعجازا.

ان ديوان الوزارة والتابعين لجهاتها منظومة مهمة تتطلب تنظيما محكما يديره من يعشقون مهنتهم وينتصرون لصياغة فكرة المستقبل، وإنك جئت لصالح الناس، وان الزمن لن يتوقف على أحد فاجعل عقلك دليلك عندما يحدثك من حولك، واجعل قلبك هديا لك لتعدل بين اصحاب الحقوق، وتعرف على قدرات الناس ليعملوا فى فريق بما يجيدونه فوقتهم ملك للحق العام، وعندما تملك الحقيقة فلا تهمل الحق اما ان كنت اصلا مؤمنا بالحق فان الحقيقة حتما سوف تسعى اليك.

إننا واثقين انك كوزيرا او وزيرة للزراعة المصرية معنيا بالحفاظ على منظومة هبة النيل بأرضها ونهرها تتطلب استغراقا فى تأملها وفهمها كهبة للنيل ذو حضارة بين علو الطور وجعبة القطارة.

*كاتب المقال: أستاذ بمعهد بحوث الأراضي والمياه والبيئة بمركز البحوث الزراعية.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى