الحليب.. غذاء متكامل لصحة الجسم والعقل
روابط سريعة :-
إعداد: د.منى عبدالفتاح ابراهيم
باحث بقسم بحوث الألبان بمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية – مركز البحوث الزراعية
تتجلى عظمة الخالق سبحانه وتعالى في الحليب بمكوناته المختلفة، التي تلبي جميع احتياجات جسم الإنسان، سواء كان صغيرًا أم كبيرًا. فهو الغذاء الوحيد على سطح الكرة الأرضية الذي يستطيع الرضيع الاعتماد عليه لمدة عامين كاملين دون الحاجة إلى أي غذاء آخر مكمل له.
يحتوي الحليب على الماء، والمكونات الأساسية من دهون، وبروتينات، وكربوهيدرات، وفيتامينات، ومعادن، بالإضافة إلى العديد من المكونات الأخرى التي لا يزال العلم الحديث يكشف عن فوائدها. وما زالت الأبحاث تبهرنا بقدرة وإبداع الخالق في هذا النوع من الأغذية التي لا يستطيع الإنسان مضاهاتها بأي شكل من الأشكال.
الحليب كمصدر غني بالعناصر الغذائية
يُعد الحليب غذاءً صحيًا غنيًا بالمواد الغذائية، إذ يوفر مستويات عالية من العناصر الأساسية التي تحتاجها أجسامنا للحفاظ على صحة جيدة. فهو غني بالبروتين الضروري للنمو والتطور، ودعم جهاز المناعة، حيث يحتوي على جميع الأحماض الأمينية الأساسية.
من أبرز بروتينات الحليب:
ـ الكازيين: (يشكل 80% من البروتين في الحليب).
ـ بروتين مصل الحليب: (يشكل حوالي 20% من البروتينات).
يحتوي مصل الحليب على أحماض أمينية مهمة، مثل الليوسين، والإيزوليوسين، والفالين، التي تؤدي دورًا هامًا في بناء العضلات، وتقليل خطر فقدانها، وتوفير الطاقة أثناء ممارسة الرياضة. كما يرتبط شرب الحليب بزيادة كتلة العضلات، وتحسين الأداء البدني لدى كبار السن، وتعزيز تعافي العضلات لدى الرياضيين، مما يجعله بديلًا طبيعيًا لمشروبات البروتين المصنعة.
فوائد الحليب لصحة العظام والأعصاب
يرتبط شرب الحليب منذ فترة طويلة بصحة العظام، ويرجع ذلك إلى مزيجه القوي من المعادن والفيتامينات. ومن أهم المعادن التي يحتوي عليها:
ـ الكالسيوم: يلعب دورًا هامًا في دعم صحة العظام والوقاية من هشاشتها.
ـ الفوسفور، البوتاسيوم، والمغنيسيوم: تساهم في صحة الأعصاب والعضلات.
ـفيتامين د: يساعد في تنظيم مستويات الكالسيوم والفوسفور في الجسم.
مصدر متكامل للطاقة والفيتامينات
يحتوي الحليب على الدهون كمصدر رئيسي للطاقة، كما أن تركيب الأحماض الدهنية فيه يؤدي دورًا هامًا في صحة الجسم. كذلك، يعتبر اللاكتوز المصدر الأساسي للكربوهيدرات في الحليب، وهو يوفر طاقة إضافية، لكنه قد يكون مشكلة لمن يعانون من عدم تحمل اللاكتوز.
أما الفيتامينات، فهي تنقسم إلى:
ـ فيتامينات ذائبة في الدهون: مثل فيتامين A وD وE.
ـ فيتامينات ذائبة في الماء: مثل فيتامينات B المركبة.
الحليب وصحة القلب والجهاز الهضمي
تشير الدراسات الحديثة إلى أن منتجات الألبان قد يكون لها تأثير محايد أو حتى مفيد على صحة القلب والأوعية الدموية، وخاصة منتجات الألبان المتخمرة مثل الزبادي.
أما بالنسبة لصحة الجهاز الهضمي، فإن منتجات الألبان الغنية بالبروبيوتيك (مثل الزبادي) تحتوي على بكتيريا نافعة تساعد في تحسين الهضم وتعزيز صحة الأمعاء، كما يمكن أن تساعد الأشخاص الذين لديهم حساسية للاكتوز.
دور الحليب في التحكم في الوزن
أشارت العديد من الدراسات إلى أن الحليب قد يؤدي دورا في تنظيم الوزن، حيث يساعد المحتوى العالي من البروتين على الشعور بالشبع لفترة أطول، مما يقلل من تناول الطعام. كما أن حمض اللينولييك الموجود في الحليب قد يساهم في فقدان الوزن من خلال تحفيز تحلل الدهون وتقليل إنتاجها.
إضافةً إلى ذلك، ترتبط الأنظمة الغذائية الغنية بالكالسيوم بانخفاض خطر الإصابة بالسمنة، حيث يساهم الكالسيوم في تحلل الدهون وتقليل امتصاصها في الجسم.
الحليب والوقاية من الأمراض
تشير بعض الأبحاث إلى وجود علاقة محتملة بين استهلاك منتجات الألبان والوقاية من بعض الأمراض. على سبيل المثال، ارتبط تناول منتجات الألبان، وخاصة قليلة الدسم، بتقليل خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، كما قد يكون لها تأثير إيجابي في التقليل من خطر الإصابة بسرطان الثدي.
ومع ذلك، لا تزال الأبحاث حول العلاقة بين الحليب وبعض الأمراض مستمرة، ويجب النظر إلى النظام الغذائي ونمط الحياة بشكل شامل عند اتخاذ قرارات تتعلق باستهلاك الألبان.
🔹 تابعونا على قناة الفلاح اليوم لمزيد من الأخبار والتقارير الزراعية.
🔹 لمتابعة آخر المستجدات، زوروا صفحة الفلاح اليوم على فيسبوك.