رأى

الجوع وإمداد الغذاء

أ.د/علاء البابلي

بقلم: أ.د/علاء البابلي

مدير معهد بحوث الأراضي والمياه والبيئة بمركز البحوث الزراعية وخبير المياه الدولي

تهدف الركيزة الثالثة من ركائز التنيمة الزراعية المستدامة فى أفريقيا الى خفض الجوع وزيادة امداد الغذاء عبر الاقليم من خلال رفع انتاجية المزارع الصغير وتحسين الاستجابة لحالات الطوارئ الغائية.

هذه الركيزة تركز على عدم الامن الغذائى المزمن وعلى الفئيات الغير قادرة من السكان وتأثرها بالعديد من الآزمات والطوارئ للتأكد من ان التنمية الزراعية المستدامة الشاملة فى أفريقيا تشجع تحقيق جدول أعمال النمو الزراعى وهدف التنمية الالفية تهدف للتطرق الى الجوع والفقر. وهذا يركز على العناصر المركزية لرؤية التنمية الزراعية المستدامة الشاملة لتاكيد ان الانتاج الزراعى وتكامل الآسواق الجيدة والقدرة الشرائية العالية والفئات الضعيفة المتاثرة مجتمعا للقضاء على الفقر و سؤء التغذية والجوع.

الركيزة الثالثة ما هى الا محاولة معتمدة للتأكد ان اجندة النمو الزراعى  موجهة بشكل مباشر للفقر الدائم والغير قادرين وليس من خلال التاميل الغير مباشرة للسياسات التنموية والبرامج السابقة. الركيزة الثالث تركز على عدم وجود الأمن الغذائى بشكل دائم وعلى السكان الغير قادرين وتأثرها بالآزمات والطوارئ. كما تركز الركيزة الثالثة على ضرورة تداخل الثلاث ركائز الآخرى.

اهداف الركيزة الثالثة:

  • تحسين الانتاج المحلى والتسويق.
  • تيسير التجارة الاقليمية للمواد الغذائية الرئسية.
  • الانتاجية المنزلية.
  • مواجهة التحديات.

هناك تحديات فى الأمن الغذائى فى افريقيا مثل تحديات المتعلقة بادارة ازامات الآمن الغذاء وتحديات متعلقة بامدادت الغذاء الغير كافية والتسويق المحدود وتحديات متعلقة بزيادة دخول الضعفاء والاستجابات الاستراتيجية لانعدام الآمن الغذائى ومتابعة حالات الأمن الغذائى وتحقيق اهداف الركيزة الثالثة والتنسيق للانجاز والمتابعة والتقييم والمراجعة الدقيقة والعمل على زيادة استثمارت الأمن الغذائى فى افريقيا.

 التحديات المتعلقة بعدم تواجد الآمن الغذائى فى افريقيا: تركز الركيزة الثالثة على ثلاث ابعاد لعدم وجود الأمن الغذائى فى أفريقيا مثل مصدر الغذاء الغير كافى وانتشار سؤ التغذية والجوع وازمات الغذاء التى نتجت عن  مجموعة من المخاطر الطبيعية والاصطناعية والأخطار الآخرى. الركبز الثالثة تدرك ان بعض الحلول المتطرقة لسؤ التغذية والجوع ربما تكمن خارج التداخلات الزراعية المباشرة وليس كل الآسر ستحقق الأمن الغذائى من خلال الآنتاج الزراعى الا ان النمو الزراعى المتنامى يعتمد على الناس الاصحاء الناشطين وان النمو الزراعى سيكون لها فائدة  غير مباشر، وان أي تدخل غير الزراعي أو برنامج غير هادف يقوض جدول اعمال النمو الزراعى.

الآزمات المتعلقة بادارة ازمات الغذاء: حدوث ظواهر طقسية عير عادية مثل الجفاف والفيضانت  (والتى تزايدت فى تكرارها وتأثيرها تحت التغيير فى المناخ) ومجموعة الآفات والانسان المريض وأمراض الحيوان قد تقوض سبل العيش الهاشة وتفرض تهديدات مباشرة للامن الغذائى فى أفريقيا.

ان التغيير فى المناخ من المحتمل ان يخلق تحديات وتهديدات لمجموعة من نظم الانتاج. وهذه الاضطرابات تولد صراع سياسى واجتماعى والعديد من النزاعات الأهلية في أنحاء القارة. وان ازمة الغذاء تحدث عندما تحدث هذه المخاطر والاضطرابات التى تواجه الفقراء. الأزمات الغذائية يمكن الوقاية منها أو من آثارها إلى حد كبير إذا تحورت لتواجه نقاط الضعف الكامنة ومعالجتها. ومع ذلك، عدد قليل من البلدان الأفريقية تمتلك القدرات المادية والبشرية والمؤسسية والمالية اللازمة للقيام بذلك. الثغرات التي تحد من قدرة الوقاية من الأزمات والتأهب كافية لتقيد الاجراء الغعالة اثناء حدوث مثل الآزمات.

التحديات الاساسية اثناء حالات الطوارئ الغذائية تركز على ادارة المعلومات والامداد والتنسيق. الحكومات عادة ليست قادرة على أخذ زمام المبادرة في وضع إطار واسع للاستجابة لحالات الطوارئ دائما، أو في تحديد أولويات نمط التدخل والمواقع. الوكلات الدولية عادة تواجه صعوبات فى ترجمة الالتزامات إلى دعم ملموس والعمل على أرض الواقع.

التحديات المتعلقة بامدادات الغذاء الغير كافية والتسويق المحدود: امداد الغذاء فى أفريقيا غير مستقر وغير كافى وان معدل النمو السكانى هو الاعلى فى العالم مع انخفاض الانتاجية الزراعية ومعدل النمو السريع فان أفريقيا هي المنطقة فى العالم الذى انخفض فيها انتاج الغذاء للفرد على اكثر من 45 عاما سابقة. وان انتاج االحبوب حدث له ركود على مدى ال45 سنة الماضية وان المتوسط الحالى اقل من طن للهكتار. الماشية عادة هى العنصر الاساسى فى الاستثمار فى التنمية الزراعية والاسرة.

بينما الانتاج الحيوانى والمعيشة الرعوية فى افريقيا تواجهة العديد من التحديات والمتعلقة بالامراض العابرة للحدود وتخزين المياه والتغيير فى المناخ من العوامل الاخرى المرتبطة بالعوائق التجارية. استهلاك الاسماك لكل فرد فى افريقيا على الارحج يتناقص نتيجة الضغط السكانى على الرغم من التجارة الدولية. انخفاض مستوى الانتاج على مستوى المزرعة يترجم الى انخفاض فى الدخول وانخفاض القوى الشرائية وانخفاض الحافز والقدارت الااستثمارية فى نمو الانتاج. انخفاض الانتاجية الزراعية يساهم ايضا فى ارتفاع اسعار الغذاء. الأصول المنخفضة من صغار المزارعين مع تواجد  الأمراض الحيوانية المتوطنة تحد من الإنتاج الحيواني والإنتاجية واعمل الجر لهذ الحيوانات فى المزرعة.

الرعويين فى المناطق الجافة والشبة جافة فى المناطق المنخفضة تكون غالبا هى الاصول الغنية نسبيا فى الماشية هناك الا انها لا تزال ضعيفة. ان الاستهلاك المباشر لمنتجات الماشية مثل اللبن يمكن ان يشمل اكثر من نصف احتياجات الطاقة اليومية من الغذاء حيث ان اللبن من الاغذية الهامة للاطفال والنساء فى مثل هذه المجتمعات الا ان مصدر انتاج اللبن يتأثر بامراض الماشية مع تزايد التغيير فى سقوط المطر المؤثر فى انتاج اللبن نتيجة التغذية وفى مثل هذه المناطق فان هناك خيارات معيشة محدودة اكثر من تربية الماشية.

التحديات المتعلقة بزيادة دخول البسطاء: ان السبب الجوهرى لعدم وجود الامن الغذائى فى البلاد النامية هو عدم قدرة الناس على الحصول على الغذاء الراجع الى وجود الفقر وحتى فى السنوات الجيدة، فان العديد من السكان لا يستطعون ان يلبوا احتياجاتهم الاساسية من الغذاء. هناك اكثر من 70% من فقراء افريقيا يعيشون فى مناطق ريفية حيث يتنشر عدم وجود الأمن الغذائى. ان الفقر مرتبط بنقص الدخول للافراد والتى تجلعهم غير قادرين على مواكبة الاخطار المتعلقة المنعطفات الاقتصاد ومخاطر الصحة والكوارث الطبيعية والحروب الاهلية. ان قابلية التاثر تزيد من استنفاد االاصول المنتجة والمعيشة الغير مستدامة.

الفقراء من السكان ينفقون جزء كبير من دخولهم على الغذاء اما بشكل مباشر بالشراء او انتاجه حيث ينتج السكان منتجاتهم على حسابهم وان المعوقات المالية والمواصلات تحد قدرة الناس لشراء المدخلات الزراعية لمزرعتهم وتسويق منتجاتهم. زيادة الاسعار لمدخلات الزراعة مرتبطة مع الممارسات  التجارية على مستوى الاسواق المحلية والتحت اقليمية والتى تقوض قدرة المزارعين على الدخول لشراء تلك المدخلات الزراعية بغرض الانتاج.

الحصول على الغذاء من قبل ساكنى المناطق الريفية يتوقف فى المقام الاول على قدرة السكان على شراء غذائهم. ان نقص التعليم يحد فقراء السكان من اتاحة الدخول الى المزارع الاكثر ربحية وكذلك فرص العمل فى القطاع الغير مزرعى. فى نفس الوقت، ان نقص رؤس الاموال يمنعهم من الاستثمار فى النقل والطحن الآلى بالاضافة الى المزارع عالية العائد او الاعمال الغير مزرعية.

الفقراء يعتمدون على العمالة الغير مؤهلة ذات العائد الاقل مثل انشطة العمالة المؤقتة والنسيج وعمل السلات. وبالتالي فان التحدي، هو مساعدة الضعفاء فى وجود دخل مستمر  وتراكم الأصول ومنع نضوبها، ووضع سبل العيش المستدامة واتاحة البنية التحتية.

الاستجابات الاستراتيجية لعدم وجود الامن الغذائى: ان الاستجابات لهذه التحديات هامة جدا وتختلف بشكل واضح من بلد الى اخرى اومن اقليم الى اقليم اخر فى أفريقيا معتمد على الحقائق البيوطبيعية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية. والفرضية الأساسية في أفريقيا هي الاولويات الاسترايجية للحد من عدم وجود الأمن الغذائى والمحتمل ان تكون اقل تباينا. علاوة على ذلك، أفريقيا تقترح مجموعة من خيارات التدخل القابلة للتكرار والمتاحة والتى من المرجح ان تكون مستقرة الى حد ما عبر البلدان والاقاليم. فمن المفيد النظر في ثلاثة أنواع من الاستجابات في إطار تحت كل ركيزة (زيادة مصادر الغذاء، خفض سؤ التغذية والجوع وتحسين ادارة المخاطر):

1) الاستجابات السريعة التى تؤثر على العائد فى خلال 1-2 عام.

2) الاستجابات متوسطة المدة  والتى تكون لها تأثير من 3-5 سوات.

3) الاستجابات طويلة الامد والتى يكون لها تـأثير من 6- 10 سنوات.

اطار العمل هذا  يشمل الاستجابات الثلاثة والتى تتناسب مع جدول اعمال التنمية الافريقيى كأستجابات نوصى بها للبلاد  والمناطق التى تعتبر كجزء من الاستراجية الاستثمارية وتداخلاتها الكلية.

تتابع التقدم لحالات الامن الغذائى تجاه اهداف الركيزة الثالثة:  ان التقدم تجاه اهداف الركيزة الثالثة يجب ان تتابع وتقييم ليس فقط لاهميتها بالنسبة الى تتابع التسيق والتقييم عبر الاقطار والاقاليم لتمدنا بمقايس المقارنة ومعرفة البقع او الاماكن الاكثر جوعا، هذه التدريبات الهامة لاجراء مراجعة دقيقة لعناصر تحقيق التنمية الزراعية المستدامة والشاملة الحقيقة. المتابعة والتقييم للاهداف الركيزة الثالثة تعنى تتبع النجاح الافريقى فى خفض الجوع وزيادة امداد الغذاء وسؤ التغذية وتحسين الصياغات الفعالة لازمات الامن الغذائى. والدلائل الموصى بها للتتبع والتقييم للركيزة الثالثة موجودة.

التنيسق للانجاز والمتابعة والتقييم والمراجعة الدقيقة: نادرا ما تجد ان الأمن الغذائى والتغذية فى جداول اعمال التنمية الوطنية بشكل متكامل. وان المسؤليات لهذه القضايا من خلال القطاع العام عادة غير واضح. وان مصادر البرامج لتحسين الأمن الغذائى والتغذية غير كاف فى الغالب. العوائق فى الميزانيات ينتج عنه نقص فى المواد التمونية والعمالة المدرية والتدريب والاشراف فى المتابعة والتقييم.

علاوة على ذلك قلة الاجراءات التنسقية واستخدام المصادر بين الوكالات بدلا من التسيق الذى يميز العلاقات بين الوكالات وقطاعات الحكومة. تنسيق انشطة الأمن الغذائى والتغذية تكون هامة لاكمال وتنفيذ سياسات الركيزة الثالثة والبرامج والمتابعة والتقييم للمخرجات.

التوسع فى استثمارات الامن الغذائى فى افريقيا: حديثا فان القادة الآفارقة فى احتياج لاقرار خصائص لتحديد النجاحات الافريقية التى تعتمد على المصادر الافريقية وتعزيز التدابير لتكرارها والتكيف معها  والتوسع فيها. تحديد الأمن الغذائى على مستوى اكبر هو التحدى الاكيد فى أفريقيا وان التبسيط بحكمة هو المطلوب.

ان نهج واحد مثل هذ التبسيط ينطوي على اكتساب التقدير الكمي لانماط عدم وجود  الأمن الغذائي في جميع أنحاء القارة. وان مثل هذه الانماط مشتقة جزئيا من عوامل المناخ وجزئيا من الظروف البيوفيزك فى قطاعات الزراعة وجزئيا من العوامل المؤسيسة والسياسية.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى