الجمعيات التعاونية الزراعية في مصر.. تحديات الواقع وفرص المستقبل
بقلم: د.شكرية المراكشي
الخبير الدولي في الزراعات البديلة ورئيس مجلس إدارة شركة مصر تونس للتنمية الزراعية
عندما تتجول في أروقة الجمعيات التعاونية الزراعية في ريف مصر، تصدمك مشاهد محزنة تعكس حالة التدهور والإهمال التي تعاني منها هذه المؤسسات الحيوية. جدران المباني متداعية، تفتقر إلى الصيانة وتبدو كأنها تنتمي إلى زمن قديم بعيد عن الحداثة مرتع للحشرات والفئران. في الداخل، أكياس من الأسمدة والتقاوي متناثرة على الأرض بلا تنظيم أو حماية.
تابعونا على صفحة الفلاح اليوم على فيس بوك
تغيب البنية التحتية الملائمة للتخزين، وتفتقر المرافق من التبريد والخدمات الصحية الأساسية. هذه الصور المؤلمة تعكس التحديات الجسيمة التي تواجه المزارعين المصريين يوميا، وتثير تساؤلات ملحة حول مستقبل هذه الجمعيات التي كانت يوما ما أعمدة دعم للزراعة والتنمية الريفية في مصر. ورغم هذه الصورة القاتمة، تظل الجمعيات التعاونية الزراعية في مصر عنصرا حيويًا في دعم المزارعين وتعزيز التنمية الزراعية. فهذه الجمعيات، التي تأسست بهدف تحسين حياة المزارعين وضمان حصولهم على الموارد اللازمة، تواجه اليوم تحديات كبيرة تتطلب جهودا مستدامة للتغلب عليها وتحقيق إمكانياتها الكاملة.
في هذا المقال، سنستعرض الأسباب الكامنة وراء هذه التحديات التي تواجه الجمعيات التعاونية الزراعية في مصر، وسنستكشف الفرص الممكنة لتحسين وضعها وتعزيز دورها في دعم القطاع الزراعي وفي التنمية الزراعية المستدامة. سنلقي نظرة على تجارب دول أخرى نجحت في تحويل تعاونياتها الزراعية إلى قصص نجاح ملهمة، ونقدم توصيات عملية تسهم في تحويل هذه الجمعيات إلى مراكز نمو وابتكار تساهم في بناء مستقبل أفضل للمزارعين والمجتمع ككل.
التعريف الواقعي للجمعيات التعاونية الزراعية
الجمعيات التعاونية الزراعية الحكومية هي مؤسسات تنشئها الدولة بهدف دعم المزارعين وتعزيز التنمية الزراعية المستدامة. تعمل هذه الجمعيات تحت إشراف الحكومة وتقدم مجموعة متنوعة من الخدمات للمزارعين، تشمل توفير المدخلات الزراعية، تقديم التدريب والإرشاد الزراعي، تسهيل الحصول على التمويل، ودعم تسويق المنتجات الزراعية. تتمثل أهدافها الرئيسية في تحسين الإنتاجية الزراعية، تعزيز الأمن الغذائي، وتحسين مستوى المعيشة في المجتمعات الريفية.
الخصائص الرئيسية للجمعيات التعاونية الزراعية الحكومية
1ـ توفير المدخلات الزراعية: تقوم التعاونيات بتوفير المدخلات الزراعية مثل البذور، الأسمدة، المبيدات، والأدوات الزراعية بأسعار مدعومة، مما يساعد المزارعين في الحصول على الموارد اللازمة لزيادة إنتاجهم.
2ـ التدريب والإرشاد الزراعي: تقدم التعاونيات برامج تدريبية وإرشادية للمزارعين حول أفضل الممارسات الزراعية، التقنيات الحديثة، وإدارة الموارد بشكل فعال، مما يساهم في تحسين الإنتاجية وجودة المحاصيل.
3ـ تسهيل التسويق: تساعد التعاونيات في تسويق المنتجات الزراعية من خلال إنشاء قنوات تسويق مباشرة، تنظيم الأسواق، وتوفير البنية التحتية اللازمة لتخزين ونقل المنتجات.
4ـ تقديم الدعم المالي: تقدم التعاونيات الزراعية الحكومية قروضا ميسرة وخدمات تمويلية للمزارعين لمساعدتهم في تمويل عملياتهم الزراعية وتطوير مزارعهم.
5ـ تعزيز التنمية الريفية: تساهم التعاونيات في تحسين مستوى الحياة في المناطق الريفية من خلال خلق فرص عمل جديدة، تحسين الخدمات الأساسية، وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المجتمع الريفي.
6ـ القدرة الإدارية والتنظيمية: تحتاج الجمعيات التعاونية الزراعية الحكومية إلى تحسين قدراتها الإدارية والتنظيمية لضمان إدارة فعالة وشفافة وتحقيق نتائج ملموسة.
7ـ التكنولوجيا الزراعية: يتطلب تحسين الإنتاجية الزراعية تبني التقنيات الحديثة والممارسات المستدامة، وهو ما يكون تحديا في ظل محدودية الموارد والدعم الفني.
أهمية الجمعيات التعاونية الزراعية الحكومية
– تحقيق الأمن الغذائي: من خلال تحسين الإنتاجية الزراعية وضمان توفر المدخلات الأساسية بأسعار معقولة، تسهم الجمعيات في تحقيق الأمن الغذائي على المستوى الوطني.
– دعم صغار المزارعين: تقدم الجمعيات الدعم اللازم لصغار المزارعين، مما يساعدهم على تحسين إنتاجيتهم ومنافسة الأسواق الكبيرة.
– تعزيز التنمية المستدامة: من خلال تبني الممارسات الزراعية المستدامة وتوفير التدريب اللازم، تدعم الجمعيات التنمية الزراعية المستدامة وتحافظ على الموارد الطبيعية.
أهداف الجمعيات التعاونية الزراعية الحكومية
الجمعيات التعاونية الزراعية الحكومية تسعى إلى تحقيق عدة أهداف رئيسية تشمل:
1ـ تعزيز الإنتاجية الزراعية: من خلال توفير المدخلات الزراعية بأسعار مدعومة وتقديم التدريب والإرشاد للمزارعين لاستخدام أفضل الممارسات الزراعية.
2ـ تحسين دخل المزارعين: عن طريق توفير الدعم المالي والتمويل الميسر، وتسهيل الوصول إلى الأسواق وتحقيق أسعار عادلة لمنتجاتهم.
3ـ دعم الأمن الغذائي: عن طريق زيادة إنتاج المحاصيل الغذائية وتوفير الأمن الغذائي للسكان المحليين. وتوفير التكنولوجيا الحديثة والتدريب على استخدامها و تحسين ممارسات إدارة المزارع.
4ـ تعزيز التنمية المستدامة: من خلال تبني ممارسات زراعية مستدامة تحافظ على الموارد الطبيعية وتقلل من التأثيرات البيئية السلبية.و تقديم الإرشاد حول الزراعة العضوية والممارسات الصديقة للبيئة ودعم مشروعات الحفاظ على الموارد الطبيعية و التوعية بأهمية الاستدامة الزراعية.
5ـ تحسين بنية التحتية الريفية: بما في ذلك بناء وصيانة المرافق الزراعية مثل مستودعات التخزين والمعالجة والنقل، وتوفير البنية التحتية اللازمة لدعم الإنتاج والتسويق.
6ـ تعزيز التعاون والتضامن بين المزارعين: من خلال تشجيع المزارعين على العمل معا كجماعات متحدة لتحقيق الفوائد الاقتصادية والاجتماعية المشتركة.
7ـ تطوير المجتمعات الريفية: من خلال خلق فرص عمل جديدة وتحسين مستوى المعيشة للمزارعين وأسرهم في المناطق الريفية،و خلق فرص عمل جديدة في القطاع الزراعي وتحسين الخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة ودعم المشاريع التنموية الصغيرة والمتوسطة.
8ـ دعم صغار المزارعين: تعزيز قدراتهم وزيادة دخلهم عن طريق تقديم قروض ميسرة ودعم مالي و توفير التدريب على أفضل الممارسات الزراعية وتسهيل الوصول إلى الأسواق المحلية والدولية.
9ـ تطوير سلاسل القيمة الزراعية: تعزيز القيمة المضافة للمنتجات الزراعية من خلال تطوير سلاسل القيمة وتوفير التدريب على التصنيع الزراعي والتغليف ودعم إنشاء منشآت معالجة وتعبئة وتغليف وتسهيل الوصول إلى الأسواق وتطوير قدرات التسويق.
10ـ تسهيل التسويق الزراعي عن طريق تحسين عملية تسويق المنتجات الزراعية وزيادة العائدات. وذلك بإنشاء أسواق محلية ومنصات تسويقية وتطوير شبكات التوزيع والبنية التحتية للنقل ودعم التصدير والتسويق الدولي.
11ـ دعم التعاونيات وتطويرها وذلك بتعزيز دورها في المجتمع وتحسين كفاءتها وتقديم الدعم الفني والإداري وتنظيم ورش عمل ودورات تدريبية لأعضاء التعاونيات وتعزيز الشفافية والحوكمة الجيدة داخل التعاونيات.
هذه الأهداف تعكس التزام الجمعيات التعاونية الزراعية الحكومية بتعزيز الزراعة المستدامة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية في الدول التي تعمل فيها
تلعب الجمعيات التعاونية الزراعية الحكومية دورا حيويا في تحقيق أهداف متعددة تتعلق بالتنمية الزراعية والاقتصادية. من خلال دعم صغار المزارعين، تحسين الإنتاجية، وتعزيز التنمية الريفية، تساهم هذه الجمعيات في تحسين الأمن الغذائي وتعزيز الاستدامة البيئية. علاوة على ذلك، فإن تطوير سلاسل القيمة الزراعية وتسهيل التسويق يسهمان في زيادة العائدات وتحسين مستوى المعيشة في المجتمعات الزراعية.
التحديات التي تواجه التعاونيات الزراعية الحكومية
1ـ البيروقراطية: تعاني التعاونيات من البيروقراطية والتعقيدات الإدارية التي تعوق سير العمل وتبطئ من سرعة اتخاذ القرارات.
2ـ التمويل المستدام: تواجه التعاونيات تحديات في الحصول على تمويل مستدام وكافٍ لتنفيذ مشاريعها وتقديم الخدمات بشكل فعال.
3ـ الكفاءة الإدارية: يحتاج الأمر إلى الاختصاص وتعزيز الكفاءة الإدارية والشفافية لضمان إدارة فعالة وناجحة للتعاونيات.
4ـ التقنيات الحديثة: يتطلب الأمر تحديث المعدات الزراعية وتبني التقنيات الحديثة لضمان تحسين الإنتاجية وجودة المنتجات الزراعية.
5ـ ضعف القدرات الإدارية: تحتاج الجمعيات إلى تحسين كفاءتها الإدارية والتنظيمية والتخصصية لضمان إدارة فعالة وشفافة.
التعاونيات الزراعية الحكومية تؤدي دورا حيويا في دعم المزارعين وتعزيز التنمية الزراعية. من خلال تحسين الكفاءة الإدارية، زيادة التمويل، وتبني التقنيات الحديثة، يمكن لهذه التعاونيات تحقيق أهدافها بشكل أفضل والمساهمة في تحقيق الأمن الغذائي والتنمية المستدامة في البلاد.
الجمعيات التعاونية الزراعية في مصر: بين التحديات والفرص
عندما تمر بجدران مباني الجمعيات التعاونية الزراعية في مصر، تلاحظ بسرعة حالة التدهور والإهمال. تلك الجدران المتداعية، التي تفتقر إلى الطلاء والمظهر اللائق، أصبحت مرتعا للفئران والحشرات السامة. أكياس الأسمدة والبذور متناثرة على الأرض، بلا تنظيم أو حماية، في ظل غياب بنية تحتية ملائمة لتخزين هذه المواد الحيوية. لا توجد مرافق تبريد ولا أي خدمات صحية لضمان سلامة المحاصيل والبذور.
واقع الجمعيات التعاونية الزراعية في مصر
التحديات القائمة
1ـ البنية التحتية المتدهورة: العديد من مباني الجمعيات تفتقر إلى الصيانة الأساسية. عدم وجود مرافق تخزين حديثة وأماكن آمنة يحول دون حفظ المواد الزراعية بشكل صحيح، مما يؤدي إلى تدهور جودتها وفقدان جزء كبير منها.
2ـ نقص التمويل والدعم المالي: تعاني التعاونيات من نقص التمويل اللازم لتطوير بنيتها التحتية وتحديث معداتها. هذا النقص يجعل من الصعب تحسين الظروف التشغيلية وتبني التكنولوجيا الحديثة.
3ـ الفساد والبيروقراطية: التدخلات السياسية والإدارية غير الفعالة تعرقل تقدم التعاونيات وتؤدي إلى إدارة سيئة للموارد. الفساد المستشري وعدم التخصص يضعف الثقة ويؤدي إلى قرارات غير مدروسة تؤثر سلبا على الأداء العام.
4ـ ضعف التدريب والإرشاد الزراعي: نقص في برامج التدريب التي تهدف إلى تحسين مهارات المزارعين وتحديث ممارساتهم الزراعية. هذا الضعف يعوق تحسين الإنتاجية والجودة.
5ـ قلة الخدمات الصحية والتبريد: عدم توفر مرافق صحية وتبريد يؤثر بشكل مباشر على جودة المحاصيل والبذور، مما يقلل من فرص الحفاظ على المنتجات الزراعية لفترات أطول ويؤثر على سلامتها.
فرص وتوصيات لتحسين وتطوير أداء الجمعيات التعاونية الزراعية الحكومية
1ـ تعزيز الشفافية والمساءلة: وضع آليات رقابة مستقلة فعالة وتحقيق الشفافية في إدارة الجمعيات يحد من الفساد ويزيد من كفاءة الأداء.
2ـ توفير تمويل مستدام: ضمان توفير مصادر تمويل مستدامة ودعم مالي كافٍ من الحكومة والقطاع الخاص يساهم في تنفيذ المشاريع الزراعية الهامة. و تقديم قروض ميسرة وإعانات حكومية للجمعيات يساعد في تحسين بنيتها التحتية وتبني التقنيات الزراعية الحديثة.
3ـ تحسين التدريب والإرشاد: توفير برامج تدريب مستمرة وإرشاد زراعي للمزارعين حول أحدث التقنيات والممارسات الزراعية يحسن الإنتاجية وجودة المحاصيل.
4ـ تبني التكنولوجيا الحديثة: تشجيع الجمعيات على تبني التكنولوجيا الزراعية الحديثة والابتكار من خلال تقديم الدعم الفني والمالي اللازم.
5ـ تعزيز التعاون بين القطاعات: تعزيز التعاون بين الجمعيات التعاونية والحكومة والقطاع الخاص والمؤسسات البحثية يحقق تكاملاً أكبر ويزيد من فعالية الجهود المشتركة.
6ـ تعزيز البنية التحتية: الاستثمار في بناء وتطوير مرافق تخزين حديثة ومجهزة بأنظمة تبريد يساعد في الحفاظ على جودة المنتجات الزراعية ويقلل من الخسائر.
رغم التحديات الكبيرة التي تواجه الجمعيات التعاونية الزراعية في مصر، هناك فرص عديدة لتحسين وضعها وتعزيز دورها في التنمية الزراعية. بتحقيق استثمارات في البنية التحتية، التخصص و تعزيز الشفافية، وتوفير التدريب والدعم المالي، يمكن لهذه التعاونيات أن تؤدي دورا رئيسيا في تحسين الإنتاجية الزراعية وتحقيق الأمن الغذائي في مصر. من خلال التعاون والعمل الجاد، يمكن تحويل هذه الجمعيات إلى مراكز نمو وابتكار تساهم في بناء مستقبل أفضل للمزارعين والمجتمع.
أمثلة لبعض الجمعيات التعاونية الزراعية الحكومية حول العالم
1ـ جمعية كوفيتا ( Covitea) – كولومبيا
ـ مجال العمل: القهوة.
ـ الخدمات: توفر الجمعية التدريب والإرشاد للمزارعين حول تقنيات زراعة القهوة الحديثة، وتقديم الدعم المالي والتسويق الدولي لمنتجاتهم.
ـ الإنجازات: ساعدت في تحسين جودة القهوة الكولومبية وزيادة صادراتها، مما أدى إلى تحسين دخل المزارعين وأوضاعهم المعيشية.
2ـ جمعية كاكاو الساحل الشرقي (Cargill Cocoa) – ساحل العاج
ـ مجال العمل: الكاكاو.
ـ الخدمات: توفير الدعم الفني والمالي للمزارعين، وتحسين ممارسات زراعة الكاكاو من خلال التدريب والإرشاد.
ـ الإنجازات: تحسين جودة الكاكاو وزيادة الإنتاجية، مما عزز مكانة ساحل العاج كأكبر منتج للكاكاو في العالم.
3ـ التعاونية الزراعية الهندية (IFFCO) – الهند
ـ مجال العمل: الأسمدة والمواد الزراعية.
ـ الخدمات: تصنيع وتوزيع الأسمدة بأسعار مدعومة، وتقديم خدمات الإرشاد الزراعي والتدريب.
ـ الإنجازات: تحسين خصوبة التربة وزيادة الإنتاجية الزراعية في الهند، مما ساعد على تحقيق الأمن الغذائي في البلاد.
4ـ جمعية فارم كريديت كندا ( Farm Credit Canada) – كندا
ـ مجال العمل: التمويل الزراعي.
ـ الخدمات: تقديم قروض ميسرة وخدمات تمويلية للمزارعين، بالإضافة إلى تقديم الإرشاد المالي.
ـ الإنجازات: دعم المزارعين في توسيع أعمالهم وتبني التقنيات الحديثة، مما ساهم في تعزيز القطاع الزراعي الكندي.
5ـ التعاونية الزراعية الدنماركية (Arla Foods) – الدنمارك
ـ مجال العمل: منتجات الألبان.
ـ الخدمات: توفير خدمات التسويق والتوزيع، وتحسين ممارسات إنتاج الألبان من خلال التدريب والإرشاد.
ـ الإنجازات: أصبحت واحدة من أكبر شركات الألبان في أوروبا، مما عزز الدخل والاستدامة المالية للمزارعين الدنماركيين.
6ـ جمعية روكوبيس (Rooibos Limited) – جنوب إفريقيا
ـ مجال العمل: شاي الرويبوس.
ـ الخدمات: دعم زراعة الرويبوس من خلال التدريب والإرشاد، وتسهيل تسويق المنتجات في الأسواق العالمية.
ـ الإنجازات: ساعدت في زيادة صادرات شاي الرويبوس وتحسين دخل المزارعين في جنوب إفريقيا.
الجمعيات التعاونية الزراعية الحكومية في البرازيل، كندا، الإكوادور، وفنزويلا
البرازيل
1ـ كوبرسول (Cooperativa Central dos Produtores Rurais de Minas Gerais – CEMIL)
ـ مجال العمل: منتجات الألبان.
ـ الخدمات: توفير التدريب والإرشاد، تقديم الدعم المالي، تسهيل التسويق والتوزيع.
ـ الإنجازات: تحسين جودة منتجات الألبان وزيادة دخل المزارعين في ولاية ميناس جيرايس.
2ـ كواب (Cooperativa Agrícola de Cotia – COAP)
ـ مجال العمل: متنوعة (فواكه، خضروات، منتجات ألبان).
ـ الخدمات: تقديم الخدمات الفنية والمالية، تسهيل الوصول إلى الأسواق المحلية والدولية.
ـ الإنجازات: تحسين الإنتاجية الزراعية ودعم صغار المزارعين.
كندا
1ـ التعاونية الزراعية في ألبرتا Alberta Wheat Pool
ـ مجال العمل: الحبوب.
ـ الخدمات: تقديم خدمات التخزين والتسويق للحبوب، وتوفير الإرشاد الزراعي.
ـ الإنجازات: تحسين إدارة المحاصيل وتسهيل تسويق الحبوب في الأسواق المحلية والدولية.
الإكوادور
1ـ كوبرادور Cooperativa de Productores de Cacao Arriba – COPROCAO
ـ مجال العمل: الكاكاو.
ـ الخدمات: تقديم الدعم الفني والتدريب، تسهيل التسويق والتصدير.
ـ الإنجازات : تحسين جودة الكاكاو الإكوادوري وزيادة عائدات المزارعين من خلال الوصول إلى الأسواق الدولية.
2ـ كوبرونوا Cooperativa de Producción Agropecuaria – COPRONOA
ـ مجال العمل: متنوعة (بن، موز، فواكه استوائية).
ـ الخدمات: توفير الإرشاد الزراعي والدعم المالي، تسهيل الوصول إلى الأسواق.
ـ الإنجازات: دعم صغار المزارعين في زيادة إنتاجيتهم وتحسين دخلهم.
فنزويلا
1ـ أغروباتريا Agropatria
ـ مجال العمل: متنوعة (حبوب، خضروات، فواكه).
ـ الخدمات: توفير المدخلات الزراعية، التدريب والإرشاد، الدعم المالي.
ـ الإنجازات: تحسين إنتاجية المزارعين وتوفير المدخلات الزراعية بأسعار مدعومة.
2ـ فينوتيكا Federación Nacional de Productores de Cacao – FINOTECA
ـ مجال العمل: الكاكاو.
ـ الخدمات: تقديم الدعم الفني، تسهيل التسويق والتصدير، توفير التمويل.
ـ الإنجازات: تحسين جودة الكاكاو الفنزويلي وزيادة صادراته، مما يعزز دخل المزارعين.
تعتبر الجمعيات التعاونية الزراعية الحكومية حول العالم أدوات فعالة لدعم المزارعين وتعزيز الإنتاج الزراعي. من خلال توفير التمويل، التدريب، والتسويق، تساهم هذه الجمعيات في تحسين الإنتاجية وزيادة دخل المزارعين، مما يؤدي إلى تحقيق التنمية المستدامة والأمن الغذائي في بلدانها.
تأثير الجمعيات التعاونية الزراعية الحكومية على اقتصاد الدول خاصةً في البرازيل، كندا، الإكوادور، وفنزويلا:
الجمعيات التعاونية الزراعية الحكومية تؤدي دورا هاما في تعزيز الاقتصاد الزراعي، وتحقيق التنمية المستدامة، ودعم الأمن الغذائي.
البرازيل
1ـ زيادة الإنتاجية الزراعية: الجمعيات التعاونية توفر المدخلات الزراعية بأسعار مدعومة وتقدم التدريب والإرشاد، مما يؤدي إلى زيادة الإنتاجية الزراعية وتحسين جودة المنتجات.
2ـ تعزيز الصادرات الزراعية: من خلال دعم الجمعيات التعاونية، تمكنت البرازيل من زيادة صادراتها الزراعية مثل القهوة، السكر، والصويا، مما يعزز العائدات المالية للدولة.
3ـ تحسين دخل المزارعين: الجمعيات تساعد في تحسين دخل المزارعين من خلال تسهيل الوصول إلى الأسواق المحلية والدولية، وزيادة قدرة المزارعين على التفاوض على أسعار أفضل لمنتجاتهم.
كندا
1ـ دعم الاستدامة الزراعية: الجمعيات التعاونية مثل “فارم كريديت كندا” توفر التمويل والخدمات المالية للمزارعين، مما يساعدهم في تبني ممارسات زراعية مستدامة واستخدام التكنولوجيا الحديثة، مما يعزز كفاءة وإنتاجية القطاع الزراعي.
2ـ تنويع الاقتصاد الريفي: من خلال دعم مشاريع زراعية متنوعة، تساهم الجمعيات في تنويع مصادر الدخل في المناطق الريفية، مما يقلل من الفقر ويعزز التنمية المحلية.
3ـ تعزيز الأمن الغذائي: بفضل الدعم الذي تقدمه الجمعيات التعاونية، يتمكن المزارعون من إنتاج محاصيل غذائية بكميات كبيرة وبجودة عالية، مما يعزز الأمن الغذائي في كندا.
الإكوادور
1ـ دعم صغار المزارعين: الجمعيات التعاونية الزراعية توفر الدعم المالي والفني لصغار المزارعين، مما يساعدهم على تحسين إنتاجيتهم وزيادة دخلهم، وبالتالي تحسين مستوى المعيشة في المجتمعات الريفية.
2ـ تحسين جودة المنتجات الزراعية: من خلال تقديم التدريب والإرشاد، تسهم الجمعيات في تحسين جودة المنتجات الزراعية مثل الكاكاو والبن، مما يزيد من قدرة المزارعين على المنافسة في الأسواق الدولية.
3ـ زيادة الصادرات الزراعية: الجمعيات تسهل تسويق المنتجات الزراعية في الأسواق العالمية، مما يعزز من صادرات الإكوادور الزراعية ويزيد من العائدات المالية للدولة.
فنزويلا
1ـ تحقيق الأمن الغذائي: الجمعيات التعاونية توفر المدخلات الزراعية بأسعار مدعومة، مما يساعد المزارعين في إنتاج كميات كافية من المحاصيل لتلبية احتياجات السكان المحلية، وبالتالي تحقيق الأمن الغذائي.
2ـ تحسين الكفاءة الزراعية: من خلال التدريب والإرشاد، تحسن الجمعيات من كفاءة العمليات الزراعية وتقلل من الفاقد والهدر، مما يزيد من كفاءة استخدام الموارد.
3ـ دعم الاقتصاد الريفي: الجمعيات التعاونية تساهم في تحسين دخل المزارعين وتوفير فرص عمل جديدة في المناطق الريفية، مما يعزز من الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي في هذه المناطق.
الجمعيات التعاونية الزراعية الحكومية تؤدي دورا حيويا في دعم الاقتصاد الزراعي وتحقيق التنمية المستدامة في العديد من الدول. من خلال توفير الدعم المالي والفني، وتعزيز الإنتاجية، وتحسين جودة المنتجات، تساهم هذه الجمعيات في تعزيز الأمن الغذائي وزيادة العائدات الاقتصادية. كما أنها تعمل على تحسين مستوى المعيشة في المناطق الريفية، مما يعزز من الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي بشكل عام.
آليات العمل الحكومي لتحقيق نجاح الجمعيات التعاونية الزراعية في الدول المستعرضة
البرازيل
1ـ دعم مالي وسياسي مستدام: الحكومة البرازيلية قدمت دعما ماليا كبيرا للجمعيات التعاونية من خلال برامج قروض ميسرة ومنح. كذلك، وفرت دعما سياسيا من خلال سياسات زراعية موجهة لتشجيع العمل التعاوني.
2ـ التعليم والتدريب: برامج التدريب الزراعي كانت جزءا من الاستراتيجيات الحكومية لتعزيز المعرفة الزراعية بين المزارعين. تم توفير ورش عمل ودورات تدريبية حول أفضل الممارسات الزراعية وإدارة التعاونيات.
3ـ البنية التحتية والدعم اللوجستي: تطوير البنية التحتية كان محوريا. استثمرت الحكومة في إنشاء مرافق تخزين وتبريد ونقل لدعم الجمعيات التعاونية في تسويق منتجاتها بكفاءة.
كندا
1ـ تمويل طويل الأجل ودعم مالي: فارم كريديت كندا مؤسسة حكومية تقدم قروضا ميسرة وبرامج تمويلية طويلة الأجل للمزارعين والجمعيات التعاونية الزراعية، مما ساعدهم على تنفيذ مشاريع كبيرة وتحسين بنيتهم التحتية.
2ـ التكنولوجيا والابتكار: استثمارات في التكنولوجيا كانت رئيسية. شجعت الحكومة الكندية المزارعين والجمعيات التعاونية على تبني التقنيات الزراعية الحديثة من خلال تقديم حوافز مالية ودعم فني.
3ـ سياسات زراعية ملائمة: السياسات الزراعية في كندا تم تصميمها لدعم العمل التعاوني وتعزيز الزراعة المستدامة، بما في ذلك إعفاءات ضريبية وبرامج دعم تسويقية.
الإكوادور
1ـ برامج تنمية ريفية متكاملة: برامج التنمية الريفية الحكومية كانت شاملة، تتضمن دعم مالي، تدريب فني، وتحسين البنية التحتية، مما ساعد الجمعيات التعاونية في المناطق الريفية على النمو.
2ـ التعاون الدولي والمساعدات: المساعدات الدولية تؤدي دورا كبيرا في دعم الجمعيات التعاونية الزراعية من خلال شراكات مع منظمات دولية وتبادل المعرفة والخبرات.
3ـ التسويق والتصدير: تسهيل التصدير كان عنصرا أساسيا. عملت الحكومة على تطوير القوانين والبنية التحتية التي تساعد الجمعيات التعاونية في تصدير منتجاتها إلى الأسواق الدولية.
فنزويلا
1ـ دعم حكومي مباشر: دعم مالي مباشر من الحكومة من خلال برامج منح وقروض ميسرة للجمعيات التعاونية الزراعية لتشجيع الإنتاج المحلي وتحقيق الأمن الغذائي.
2ـ التعاون مع الجامعات والمراكز البحثية: التعاون الأكاديمي شمل برامج تعليمية وبحثية لتحسين الممارسات الزراعية وتطوير تقنيات زراعية مستدامة.
3ـ تنظيم الأسواق المحلية: تسهيل التسويق المحلي عبر إنشاء أسواق محلية ومنصات تسويقية تساعد المزارعين في بيع منتجاتهم مباشرة للمستهلكين، مما يضمن لهم أسعاراً أفضل ويحسن من دخلهم.
نجاح الجمعيات التعاونية الزراعية في هذه الدول يعتمد بشكل كبير على الدعم الحكومي المستدام والموجه بشكل جيد. من خلال توفير التمويل، التدريب، تطوير البنية التحتية، وتسهيل التسويق، تمكنت الحكومات من تعزيز دور هذه الجمعيات في تحقيق التنمية الزراعية والاقتصادية المستدامة. تبني التكنولوجيا، التعاون الدولي، وتنظيم الأسواق كانت أيضاً عوامل حاسمة في هذا النجاح.
اين مصر بين هذه الدول في مجال الجمعيات التعاونية الزراعية الحكومية؟
تمتلك مصر مئات الجمعيات التعاونية الزراعية في كل المحافظات والكفور والمدن والقرى للعمل على دعم وتنمية القطاع الزراعي بشكل عام وكانت تحتل مكانة متقدمة في مجال الجمعيات التعاونية الزراعية الحكومية في المنطقة العربية والعالم الإسلامي. ولديها تاريخ طويل في هذا المجال. ومع ذلك، تواجه مصر الان تحديات عدة تؤثر على مكانتها مقارنةً بالدول الأخرى الناجحة، ومن هذه التحديات:
1ـ ضعف البنية التحتية: تعاني بعض الجمعيات التعاونية في مصر من نقص في البنية التحتية اللازمة مثل المستودعات وأنظمة التبريد والتسويق، مما يؤثر على قدرتها على تخزين وتسويق المنتجات بكفاءة.
2ـ المشاكل المالية والإدارية: بعض الجمعيات تواجه صعوبات مالية وإدارية تحول دون تحقيق كامل الاستفادة من الدعم الحكومي أو استغلال الفرص الزراعية بشكل فعال.
3ـ التحديات البيئية والمناخية: تأثير التغيرات المناخية والمشاكل البيئية تشكل تحديا إضافيا على استدامة الزراعة وأداء الجمعيات التعاونية.
4ـ الادارة الرشيدة والشفافية: هناك حاجة إلى تعزيز الادارة والعمل بشفافية داخل الجمعيات التعاونية لضمان استخدام الأموال والموارد بكفاءة وفعالية.
بالرغم من هذه التحديات، لا تزال مصر تحتفظ بإمكانات كبيرة لتعزيز دور الجمعيات التعاونية الزراعية في تحقيق التنمية الزراعية والاقتصادية، خاصة مع الاستثمارات المستمرة في تحسين البنية التحتية وتطوير السياسات الزراعية الملائمة.
إدارة الجمعيات التعاونية الزراعية الحكومية:
إدارة الجمعيات التعاونية الحكومية تشمل عدة جوانب أساسية تهدف إلى ضمان تحقيق الأهداف المحددة وتعزيز فاعلية العمل الزراعي والاجتماعي في المجتمعات الريفية.
1ـ التخطيط والتنظيم: تشمل إدارة الجمعيات التعاونية الحكومية عمليات التخطيط الاستراتيجي والتنظيمية، وضمان أن الأهداف والأنشطة متناسقة مع رؤية الجمعية ومتطلبات السياسات الزراعية الوطنية.
2ـ المراقبة والمتابعة: يتمثل دور الإدارة في مراقبة أداء الجمعية وتقييم تحقيق الأهداف المحددة، وضمان استخدام الموارد بكفاءة وفعالية.
3ـ إدارة الموارد البشرية: تشمل توظيف وتدريب الموظفين والمتطوعين بالجمعية، وضمان وجود فريق مؤهل يتمتع بالخبرة الزراعية والإدارية اللازمة.
4ـ التمويل والموارد المالية: تتضمن إدارة الجمعيات الحكومية التعاونية جمع وإدارة التمويل من مختلف المصادر مثل الحكومة، البنوك، والمنظمات الدولية، بالإضافة إلى تحديد استخدامات التمويل بشكل فعال.
5ـ التواصل والعلاقات العامة: يجب على الجمعيات التعاونية الحكومية العمل على بناء علاقات قوية مع المزارعين، السلطات المحلية، الشركاء الاستراتيجيين، والمجتمع المحلي لتعزيز التفاهم والدعم لمشاريعها.
6ـ التعاون والشراكات: يجب أن تسعى الجمعيات التعاونية الزراعية الحكومية إلى بناء شراكات استراتيجية مع القطاع الخاص، الجامعات، والمؤسسات الأكاديمية للاستفادة من الخبرات والتكنولوجيات الحديثة.
7ـ الابتكار والتطوير: يجب أن تكون الجمعيات التعاونية الحكومية مستعدة لاعتماد التكنولوجيا الحديثة والممارسات الزراعية المستدامة لتحسين الإنتاجية وتحقيق التنمية المستدامة في القطاع الزراعي.
تحقيق إدارة فعالة ومؤسسية للجمعيات التعاونية الزراعية الحكومية يساهم بشكل كبير في تعزيز دورها كعامل رئيسي في تنمية الزراعة المستدامة ورفع مستوى معيشة المزارعين في المناطق الريفية.
توصيات إدارية لتحقيق نتائج إيجابية ونجاح مستدام في إدارة الجمعيات التعاونية الزراعية الحكومية
1ـ إنشاء لجان رقابية متخصصة في كل محافظة:
ـ تأسيس لجان رقابية مستقلة ومتخصصة للإشراف على أداء الجمعيات التعاونية الزراعية في كل محافظة.
ـ تكوين هذه اللجان من خبراء ومختصين في مجالات مختلفة مثل الزراعة، الإدارة، والمالية لضمان التفتيش الشامل والفعال. يجب إنشاء لجان رقابية متخصصة في كل محافظة تتولى متابعة ومراقبة أداء الجمعيات التعاونية الزراعية. يجب أن تكون هذه اللجان مستقلة وتتمتع بالكفاءة والخبرة اللازمة لضمان الامتثال للمعايير والسياسات الحكومية.
2ـ تأسيس جمعيات تعاونية عليا للمراقبة:
ـ إنشاء جمعيات تعاونية على مستوى وطني متخصصة في مراقبة ومتابعة أداء الجمعيات التعاونية الزراعية المنتشرة في الأرياف.
ـ تكوين هذه الجمعيات من ممثلين عن الحكومة، المجتمع المدني، والخبراء في مجالات متعددة لضمان شفافية العمل والحد من الفساد.
3ـ تخصيص الجمعيات التعاونية حسب التخصصات:
ـ تقسيم الجمعيات التعاونية الزراعية إلى وحدات تخصصية حسب نوع الخدمات أو المنتجات مثل الأسمدة، المحاصيل، التسويق، والتصدير.
ـ تدريب وتأهيل الكوادر الإدارية والفنية: يجب أن يتم تدريب وتأهيل الكوادر العاملة في الجمعيات التعاونية الزراعية، بما في ذلك الإداريين والفنيين، لضمان فهمهم الجيد للممارسات الزراعية الحديثة والإدارة الفعالة.
4ـ تعزيز الشفافية والحوكمة الرشيدة:
ـ فرض معايير صارمة للشفافية والحوكمة داخل الجمعيات التعاونية الزراعية، بما في ذلك تقديم التقارير المالية والأداء بشكل دوري وعلني. يجب أن تتبنى الجمعيات التعاونية سياسات شفافة ونظم مساءلة قوية، تشجع على التقارير المالية الدورية والفحص الداخلي المستمر للأداء.
5ـ توفير التمويل المستدام والموارد اللازمة:
ـ توفير دعم مالي مستدام للجمعيات التعاونية الزراعية لضمان استمراريتها في تقديم الخدمات وتنفيذ المشاريع.
ـ تعزيز التعاون مع المؤسسات المالية الدولية والمحلية لتوفير التمويل اللازم لتحسين بنية الجمعيات وتطوير أدائها.
6ـ تعزيز التقنيات الحديثة: يجب دعم الجمعيات التعاونية بالتقنيات الحديثة والمعرفة الزراعية لتحسين الإنتاجية وتقليل التكاليف وزيادة الجودة.
7ـ التشجيع على الابتكار والتطوير: يجب تشجيع الجمعيات التعاونية على ابتكار مشاريع جديدة وتنويع مصادر الدخل، مثل الزراعة العضوية أو تسويق المنتجات بطرق جديدة.
8ـ تعزيز التعاون بين الجمعيات: وذلك عن طريق إنشاء جمعيات تعاونية عليا تختص بمراقبة ودعم الجمعيات الفرعية في مجالات مختلفة مثل الأسمدة، المحاصيل، التسويق، لتعزيز التعاون وتقديم الدعم المتبادل.
9ـ محاربة الفساد: يجب أن تكون هناك سياسات وإجراءات صارمة لمحاربة الفساد والتلاعب في الجمعيات التعاونية، مع تعزيز ثقافة النزاهة والمساءلة بين الموظفين وأعضاء الجمعيات.
تنفيذ هذه التوصيات بشكل فعال سيساهم في تحسين أداء الجمعيات التعاونية الزراعية الحكومية وزيادة فرص النجاح المستدام، والحد من الفساد، وبالتالي تعزيز دورها الحيوي في تنمية القطاع الزراعي وتعزيز معيشة المزارعين والمجتمعات الريفية.
تجربة الهند الناجحة في مجال الجمعيات التعاونية الزراعية الحكومية
تجربة الهند في مجال الجمعيات التعاونية الزراعية الحكومية تعتبر من الأمثلة البارزة عالميا. الهند تمتلك نظاما قويا للتعاونيات الزراعية الذي يؤدي دورا مهما في دعم الزراعة وتحسين أوضاع المزارعين في الريف. تأسست أول جمعية تعاونية زراعية في الهند في عام 1904 باسم “The Cochin Union”، ومنذ ذلك الحين نمت الجمعيات التعاونية الزراعية بشكل كبير في البلاد.
1ـ التعاونيات الزراعية في الهند: يوجد في الهند نظام واسع الانتشار من التعاونيات الزراعية، تشمل التعاونيات الزراعية الكبرى التي تغطي عدة مناطق وتختص في مختلف جوانب الزراعة مثل التسويق، التمويل، توزيع المدخلات، والتدريب.
2ـ الاتحادات التعاونية الكبرى: تمتلك الهند اتحادات تعاونية كبيرة تضم مئات الآلاف من التعاونيات الفردية الصغيرة، مما يتيح لها تعزيز صوتها وتحقيق الاقتصاديات في مختلف القطاعات الزراعية.
3ـ الأهداف والدور الاجتماعي: تسعى التعاونيات الزراعية في الهند إلى تحقيق عدة أهداف، بما في ذلك تحسين الإنتاجية الزراعية، توفير التمويل اللازم للمزارعين، تقديم المدخلات الزراعية بأسعار معقولة، وتحسين الوصول إلى الأسواق.
التاريخ والتطور:
1ـ الحركة التعاونية الزراعية: بدأت الهند في تطوير حركة قوية للجمعيات التعاونية الزراعية منذ بداية القرن العشرين، حيث كانت تهدف إلى تحسين أوضاع المزارعين الصغار وتعزيز قدرتهم على التسويق والوصول إلى التمويل والمدخلات الزراعية بأسعار مناسبة.
2ـ التعاونيات الزراعية الحكومية: بدأت الحكومة الهندية في دعم هذه الجمعيات وتشجيع نموها وتنميتها، وذلك من خلال توفير التمويل والتدريب والمشورة الفنية، وكذلك إنشاء البنية التحتية اللازمة مثل المستودعات والسوق الزراعية المشتركة.
الاتحادات الجمعوية التعاونية التخصصية:
في إطار تعزيز التعاون والتنسيق بين الجمعيات التعاونية الزراعية في الهند، تم إنشاء العديد من الاتحادات الجمعوية التخصصية. هذه الاتحادات تلعب دوراً حيوياً في تعزيز التبادل الفني والمعرفي، وتعزيز قدرات الجمعيات الفردية في مجالات مثل التسويق، الإدارة، وتحسين الإنتاجية.
الإنجازات والتحديات:
ـ الإنجازات: تمكنت الجمعيات التعاونية الزراعية في الهند من تحقيق نجاحات كبيرة في تحسين دخل المزارعين، وتوفير التسويق المشترك والحصول على أسعار أفضل لمنتجاتهم، وزيادة الوعي الزراعي والتكنولوجي في المجتمعات الريفية.
ـ التحديات: تواجه الجمعيات التعاونية التحديات مثل نقص التمويل، والبنية التحتية الضعيفة، والتقنيات الزراعية المحدودة في بعض المناطق، بالإضافة إلى التحديات البيروقراطية والإدارية.
ـ الدور الحكومي: تلعب الحكومة الهندية دورا حيويا في دعم التعاونيات الزراعية، سواء من خلال تقديم الدعم المالي أو السياسات التشجيعية، وأيضًا من خلال توفير البنية التحتية اللازمة والتدريب لأعضاء التعاونيات.
ـ الابتكار والتطوير: تعمل التعاونيات الزراعية في الهند على اعتماد التقنيات الحديثة والابتكارات في مجال الزراعة، مما يساعد في تعزيز الإنتاجية وتحقيق الاستدامة البيئية.
بشكل عام، تعد تجربة الهند في مجال الجمعيات التعاونية الزراعية ملهمة للعديد من البلدان، حيث تظهر كيفية استخدام هذا النوع من التنظيمات لتحقيق التنمية الزراعية وتحسين معيشة المزارعين في المناطق الريفية.
دعوة للتفكير في مستقبل الجمعيات التعاونية الزراعية في مصر
في ظل الواقع الصعب الذي تمر به الجمعيات التعاونية الزراعية في مصر، يتطلب الأمر تدخلا عاجلا وجادا من الجهات المعنية. إنها دعوة للتفكر في مستقبل هذا القطاع الحيوي، الذي يمثل عمودا أساسيا في دعم المزارعين وضمان الأمن الغذائي.
نحن بحاجة إلى استثمارات جادة في تحسين البنية التحتية للجمعيات التعاونية، وتوفير التمويل والدعم المالي اللازم، وتعزيز الإدارة والشفافية. يجب أن تكون الحكومة شريكا فعالا في هذا المجال، من خلال توفير السياسات الداعمة والمبادرات التشجيعية، بالإضافة إلى تيسير الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل التدريب الزراعي والخدمات الصحية.
لن يكون هناك تقدم حقيقي دون التركيز على تطوير البنية التحتية، وتحفيز الابتكار واعتماد التكنولوجيا الحديثة في الزراعة. إن تحسين أوضاع الجمعيات التعاونية الزراعية لن يعود بالنفع على المزارعين فقط، بل سيكون له أثر إيجابي على الاقتصاد الوطني ومجتمعاتنا بأسرها.
لذا، ومن أجل تحقيق هذا الهدف، بجب على وزارة الزراعة وعلى وزيرالزراعة وضع الجمعيات التعاونية الزراعية في مصر في مقدمة أولوياته الوطنية. إنها استثمار حقيقي في مستقبلنا الزراعي واستقرارنا الاقتصادي.
دعوة لاختيار القيادات الصحيحة في الجمعيات التعاونية الزراعية في مصر
إلى جانب التحديات الهيكلية والتمويلية التي تواجه الجمعيات التعاونية الزراعية في مصر، هناك جانب مهم آخر يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار، وهو اختيار القيادات الصحيحة. إن تعيين الرجال المناسبين في المواقع المناسبة يعد أساسيا لتحقيق النجاح والاستمرارية في أداء هذه الجمعيات.
يجب أن تكون عملية اختيار القيادات مبنية على المؤهلات والخبرات الفعلية، بعيدا عن التعيينات القائمة على المحسوبية والمعارف الشخصية. القادة الذين يتمتعون بالنزاهة والكفاءة والرؤية الاستراتيجية يمكنهم أن يكونوا دافعا للتحول الإيجابي في الجمعيات التعاونية، من خلال اتخاذ القرارات الحكيمة وتنفيذ الإصلاحات اللازمة.
على السلطات المعنية والمسؤولين أن يعملوا على إنشاء آليات شفافة وفعالة لاختيار القيادات، تضمن النزاهة والكفاءة في جميع مراحل الاختيار والتعيين. إن تعزيز الحوكمة الرشيدة ومكافحة الفساد في عمليات التعيين سيسهم بشكل كبير في تحقيق أهداف الجمعيات وتعزيز دورها الحيوي في دعم المزارعين وتعزيز الاقتصاد الزراعي في مصر.
لذا، فإن دعم القيادات القادرة والنزيهة في الجمعيات التعاونية الزراعية ليس مجرد خطوة إدارية، بل هو استثمار في مستقبل مصر الزراعي واستقرارها الاقتصادي، وذلك يتطلب تكاتف جميع الأطراف المعنية لتحقيق هذا الهدف النبيل والمصيري
ختاما ، تعد الجمعيات التعاونية الزراعية الحكومية أداة فعالة لتحقيق التنمية الزراعية المستدامة وتحسين أوضاع المزارعين، كما تظهر تجارب العديد من الدول حول العالم. هذه الجمعيات تساهم بشكل كبير في تعزيز الإنتاجية الزراعية، تحسين دخل المزارعين، ودعم الأمن الغذائي.
تجارب دول مثل البرازيل وكندا والإكوادور وفنزويلا تبرز أهمية الدعم الحكومي المستدام، البنية التحتية القوية، الابتكار والتكنولوجيا، والتعاون مع المؤسسات الأكاديمية والدولية في تحقيق نجاح هذه الجمعيات. في المقابل، تواجه مصر تحديات كبيرة تتعلق بنقص البنية التحتية الملائمة والدعم المالي الكافي، مما يؤثر سلباً على أداء جمعياتها التعاونية الزراعية.
لتعزيز دور الجمعيات التعاونية الزراعية في مصر، من الضروري تبني توصيات إدارية فعالة تشمل إنشاء لجان رقابية متخصصة في كل محافظة، تعزيز الشفافية والمساءلة، وتحسين التمويل والتدريب. كما ينبغي على الحكومة العمل على محاربة الفساد وتطبيق سياسات تدعم التعاونيات الزراعية بشكل أكبر.
التجربة الهندية تقدم نموذجا ملهما لكيفية تنظيم وإدارة الجمعيات التعاونية الزراعية الحكومية، من خلال اتحادات تعاونية تخصصية تعزز التعاون بين الجمعيات وتساعد في تحقيق الأهداف المشتركة بفعالية.
في الختام، يجب على المسؤولين وصناع القرار في مصر وأي دولة أخرى تعمل على تطوير قطاع الزراعة التعاونية أن يتبنوا استراتيجيات متكاملة وشاملة تضمن تحقيق التنمية الزراعية المستدامة وتحسين معيشة المزارعين، مع التركيز على اختيار الشخص المناسب في المكان المناسب، والابتعاد عن المحسوبية لضمان إدارة فعالة وشفافة لهذه الجمعيات الحيوية.