رأى

الجليفوسات هل تنضم لقائمة محظورات المبيدات؟

م.على قياسه

بقلم: على قياسه
تستخدم الجليفوسات فى مصر لمكافحة الحشائش الحولية والمعمرة فى الموالح والعنب وحدائق (الحلويات وذات النواة الحجرية) وعلى جوانب الجسور والمصارف.

ويعد الجليفوسات من أكثر المبيدات فاعلية فى ذلك وهو المبيد الوحيد الموصى به فى مصر لمكافحة هذة الحشائش وهو من أكثر مبيدات الحشائش إستخداما على مستوى العالم ويمثل أكثر من 5% من جميع مبيدات الآفات فى مصر وأكثر من 25% من المبيدات فى الولايات المتحدة الأمريكية.

تأتى خطورة الجليفوسات حيث أن دراسات السمية التى تستند إليها جهات التسجيل العالمية على سمية الجليفوسات النقى والمواد الإضافية الخاملة تزيد خطورتها بألاف المرات عن الجليفوسات لما لها من تأثير مسرطن على الحيوانات.

أثير الجدل حول الجليفوسات فى مارس 2015 عندما أدرجته الوكالة الدولية لأبحاث السرطان (محتمل مسرطن للإنسان)، وقد حدث خلاف بين خبراء دول الاتحاد الأوروبى ال 28 وتم تأجيل إتخاذ قرار بشأنه حتى 31/12/2017
الشركة المنتجة للجليفوسات تاريخها أسود وساعدت على إرتكاب جرائم ضد الإنسانية تسمى شركة مونسانتو وهى شركة أمريكية حيث أنها إشتركت فى مشروع منهاتن لصناعة أول قنبلة ذرية ماذالت أثارها المدمرة واضحة حتى الآن.

هذة الشركة هى التى كانت تمد وزارة الدفاع الأمريكية بمخلوط مبيد الحشائش الذى كان يستخدم فى حرق المزروعات والغابات خلال الحرب الفيتنامية وعلى الرغم من مرور عقود على الحرب إلا أن العديد من الشعب الفتينامى مازال يعانى حتى الآن من أمراض السرطان والتشوهات بسبب ذلك.

عند إستعراض تاريخ شركة مونسانتو حيث نشأت شركة متواضعة ثم أصبحت شركة عملاقة تخطت أرباحها عام 2013 حاجز 2 ملياردولار ويوجد لها علاقات مع جهات صنع القرار الأمريكى سواء وزارة الدفاع أو المخابرات المركزية ووزارة الزراعة والعديد من الجهات الآخرى.

ولتاريخ الشركة الأسود ومساعداتها فى إرتكاب جرائم ضد الإنسانية حصلت على المركز الأخير فى قائمة تضم 581 شركة عالمية يتم التقييم على أساس معايير الأداء الأدبى والأخلاقى.

الشركة المنتجة للجليفوسات شركة أمريكية والولايات المتحدة الأمريكية تعودت على إستخدام جميع المحرمات والمحظورات لتحقيق أهدافها السياسية والإقتصادية والعسكرية فهى التى إستخدمت القنبلة الذرية ضد اليابان وكانت تستخدم فى حربها ضد العراق عبوات اليورانيوم المنضب وغير من الأسلحة المحرمة دوليا لتحقيق النصر حتى أن البيئة العراقية أصبحت الأكثر تلوثا فى العالم إلى جانب قتل مئات الألاف من الشعب العراقى وهى التى تمد إسرائيل بجميع الأسلحة لقتل الشعب الفلسطينى.

مصر والجليفوسات

تستند مصر فى مرجعيتها فى الحكم على آمان المبيدات على جهتين هما هيئة حماية البيئة الأمريكية والاتحاد الأوروبى، وبالطبع هيئة حماية البيئة الأمريكية من الممكن أن تجامل الشركة لأنها أمريكية نظرا لسطوتها وعلاقتها بالجهات السيادية وصنع القرار الأمريكى، والإتحاد الأوروبى عندما حدث خلاف بين الخبراء تم تأجيل إتخاذ قرار إلى 31/12/2017.

هل لجنة مبيدات الآفات المصرية لا تستطيع البحث والتوصل إلى حقيقة هل الجليفوسات مسرطنة للإنسان أم لا لقطع الشك باليقين وإتخاذ خطوات لحظر أو تداول الجليفوسات بعد الجدل الكبير الذى أثير حولها من جهات عديدة حتى لو لم تكن هى مرجعيتنا فى الحكم على آمان المبيدات لكى نبتعد على التضليل وسطوة الدول والشركات التى من الممكن أن تفعل آى شيئ من أجل المليارات التى تربحها بل قد تتدخل دول هذة الشركات بالضغط لقبول تداول منتجات شركاتها.

لماذا لا يتم العمل على إيجاد بديل أمن للجليفوسات من قبل الشركات المصرية التى تعمل فى هذا المجال؟

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى