«الجبس النانوي» وكيفية استخدامه لإصلاح الأراضي الصودية
إعداد: أ.د.صبحي فهمي منصور
أستاذ بمعهد بحوث الأراضى والمياه والبيئة – مركز البحوث الزراعية
الجبس النانوي هو نوع متقدم من الجبس يستخدم لتحسين الخصائص الفيزيائية للتربة، مثل التهوية والصرف خاصةً التربة القلوية التي تحتوي على تركيزات عالية من الصوديوم، مما يؤثر سلبا على خصوبتها وقدرتها على دعم نمو النباتات.
تابعونا على صفحة الفلاح اليوم على فيس بوك
يتميز الجبس النانوي بجزيئاته الصغيرة جدا، مما يزيد من فعاليته مقارنة بالجبس التقليدي حيث يكون تأثيره أسرع. ومع ذلك، فإن مدة إصلاح الأراضي الصودية باستخدام الجبس النانوي تعتمد على عدة عوامل لتعديل وتحسين التربة.
العوامل المؤثرة على مدة الإصلاح
1ـ درجة الصودية في التربة: كلما كانت نسبة الصوديوم في التربة أعلى، قد تحتاج العملية إلى وقت أطول لتحقيق التحسين المطلوب بينما التربة ذات الصودية المعتدلة قد تستفيد من الجبس النانوي بشكل أسرع.
2ـ كمية الجبس النانوي المستخدمة: الجرعة التي يتم استخدامها تؤثر بشكل كبير على سرعة الإصلاح، حيث ان استخدام كمية مناسبة بناءً على تحليل التربة سيسرع من العملية.
3ـ الري والتصريف: يعد تطبيق الجبس النانوي، حيث يؤدي الري الجيد وتصريف المياه دورا حيويا في غسيل الأملاح الزائدة (الصوديوم) خارج منطقة الجذور. ان التربة ذات التصريف الجيد ووجود مياه كافية قد تُظهر نتائج أسرع.
4ـ نوع المحصول: زراعة محاصيل تتحمل التربة الصودية قد تسرع من عملية تحسين التربة بشكل غير مباشر.
المدة الزمنية
بشكل عام، يمكن أن تختلف مدة إصلاح التربة الصودية باستخدام الجبس النانوي كما يلي:-
أ- الأراضي ذات الصودية المعتدلة: قد تبدأ التربة في التحسن خلال 3 إلى 6 أشهر من تطبيق الجبس النانوي، ويمكن ملاحظة تغيرات واضحة في بنية التربة والقدرة على النمو بعد هذه الفترة.
ب- الأراضي ذات الصودية العالية: قد تستغرق العملية وقتا أطول، يصل إلى 6 أشهر إلى عام، وذلك اعتمادًا على مستوى الصوديوم في التربة وفعالية عملية الغسيل بالري.
المتابعة والتحليل
1ـ من الضروري إجراء تحليل دوري للتربة لتقييم نسبة الصوديوم ومستوى التحسين. مما يساعد في تحديد ما إذا كان هناك حاجة إلى إعادة تطبيق الجبس النانوي أو تكثيف عمليات الري.
2ـ يجب مراقبة تحسن المحاصيل كدليل على نجاح عملية الإصلاح.
باختصار، الجبس النانوي يظهر نتائج أسرع مقارنة بالجبس التقليدي، ولكن لتحقيق نتائج كاملة، قد يتطلب الأمر عدة أشهر إلى عام، اعتمادا على العوامل المذكورة أعلاه.
فوائد الجبس النانوي
1ـ تحسين خصوبة التربة القلوية: يعمل الجبس النانوي على تقليل نسبة الصوديوم في التربة، مما يساعد على تعديل القلوية العالية وجعل التربة أكثر توازنا.
2ـ زيادة تهوية التربة: يساهم في تحسين بنية التربة وتسهيل تدفق الهواء والماء داخلها، مما يتيح للجذور امتصاص المغذيات بكفاءة أعلى.
3ـ تعزيز تصريف المياه: يقلل من تراكم المياه السطحية، ما يحسن من تصريف المياه الزائدة في التربة، ويقلل من مشكلة التملح السطحي.
4ـ زيادة تفاعل الجبس: بفضل حجم الجزيئات النانوي، يتفاعل الجبس بشكل أسرع مع التربة، مما يوفر نتائج أسرع مقارنةً بالجبس التقليدي.
معدلات استخدام الجبس النانوي
تحديد *المعدل المناسب* لاستخدام الجبس النانوي يعتمد على عدة عوامل، مثل درجة القلوية، نوع التربة، والمحاصيل المزروعة. ومع ذلك، إليك بعض التوجيهات العامة.
1ـ التربة شديدة القلوية: المعدل المعتاد لاستخدام الجبس التقليدي هو 2 إلى 5 طن/هكتار. في حالة استخدام الجبس النانوي، يُستخدم بكمية أقل نظرا لفعاليته العالية، ويمكن أن يكون المعدل ما بين 200 إلى 500 كجم/هكتار، بناءً على درجة القلوية وخصائص التربة. (اى من 80 – 200 كجم\ فدان).
2ـ التربة متوسطة القلوية: (اى من 40 – 80 كجم\ فدان) المعدل قد يتراوح بين 100 إلى 200 كجم/هكتار.
3ـ تحليل التربة: من الأفضل دائما إجراء تحليل للتربة قبل تطبيق أي نوع من الجبس لتحديد احتياجات التربة بدقة وتفادي الاستخدام المفرط. مما يساعد في تحديد الجرعة المثلى بناءً على مستويات الصوديوم والقلوية في التربة.
كيفية تطبيق الجبس النانوي
يُفضل نثر الجبس النانوي بشكل متساوٍ على سطح التربة، ثم حراثة التربة لخلطه بشكل جيد. ويجب أيضا أن يتم الري بعد تطبيق الجبس لضمان تفاعله مع التربة بشكل فعال، وقد تحتاج التربة إلى متابعة دورية لتقييم التحسينات في خصائص التربة وتعديل معدلات الاستخدام حسب الحاجة.
كما ان رش الجبس النانوي على التربة يتطلب اتخاذ إجراءات معينة لضمان تطبيق آمن وفعال، وتجنب التبعات السلبية مثل تطاير الجبس بالرياح أو التعرض لأمراض مرتبطة باستنشاق الجزيئات الدقيقة للجبس النانوي وبسبب حجم جزيئاته الصغير، قد يتطاير بسهولة إذا لم يتم تطبيقه بشكل صحيح، ولهذا يجب اتباع بعض الإرشادات لضمان السلامة والكفاءة.
كيفية رش الجبس النانوي على التربة
1ـ أختيار الوقت المناسب للرش: يُفضل تطبيق الجبس النانوي في وقت لا تكون فيه الرياح قوية لتجنب تطاير الجبس. أفضل الأوقات عادةً تكون في الصباح الباكر أو في المساء، حيث تكون الرياح أقل نشاطا، ومن المثالي أيضًا القيام بهذه العملية في الأيام التي تلي هطول الأمطار، حيث تكون التربة رطبة ويقل تطاير الجبس.
2ـ تجهيز الجبس النانوي
أ- الجبس النانوي يمكن أن يتم خلطه مع الماء لتحويله إلى خليط رطب يمكن رشه باستخدام معدات الرش المخصصة (مثل بخاخات الضغط العالي). مما يقلل من احتمالية تطايره أثناء الرش.
ب- عند عدم خلطه بالماء، يمكن تطبيقه على التربة مباشرة باستخدام أجهزة نثر الأسمدة.
3ـ استخدام معدات الرش المناسبة: يمكن استخدام أجهزة نثر الجبس أو الأسمدة المصممة لتوزيع المواد بشكل متساوٍ على سطح التربة ويجب التأكد من أن الجبس يُنثر على كامل المساحة بشكل منتظم لتحقيق التوزيع الامثل.
4ـ الري بعد الرش: بعد تطبيق الجبس النانوي، يجب القيام بعملية الري مباشرة لضمان استقرار الجبس في التربة ومنع تطايره بسبب الرياح، بالاضافه الى ان الري يساعد أيضا في تفعيل الجبس وتحقيق الفعالية المطلوبة لتحسين التربة.
المخاطر المرتبطة بتطاير الجبس النانوي
1ـ تطاير الجبس النانوي:
أ- نظرا لصغر حجم جزيئاته، يمكن أن يتطاير بسهولة في الجو إذا لم يتم التعامل معه بشكل مناسب، مما قد يؤدي إلى فقدان جزء من المادة وضياع الفائدة.
ب- تطاير الجبس قد يسبب تلوثا بيئيا ويضر بالنباتات المجاورة أو يتراكم في المناطق المجاورة.
2ـ المخاطر الصحية:
أ- استنشاق جزيئات الجبس النانوي قد يسبب مشكلات صحية، حيث أن التعرض المستمر لجزيئات دقيقة يمكن أن يؤدي إلى أمراض الجهاز التنفسي مثل التهاب الرئة والحساسية.
ب- قد يكون هناك تأثيرات على الجلد، خاصة للأشخاص ذوي البشرة الحساسة عند ملامسة الجبس.
إجراءات السلامة لتجنب الأمراض والمخاطر
(PPE 1- ارتداء معدات الحماية الشخصية).
أ- يجب على العاملين الذين يقومون برش الجبس النانوي ارتداء معدات حماية شخصية مثل كمامات أو أقنعة خاصة (يفضل أن تكون من نوع او ما يعادلها لحماية الجهاز التنفسى من استنشاق الجزيئات الدقيقة) N95.
ب- نظارات واقية لحماية العينين من تطاير الجسيمات.
ج- قفازات وملابس واقية لحماية الجلد من التعرض المباشر للجبس.
2ـ التطبيق في ظروف هادئة: تجنب الرش في الأيام التي تكون فيها الرياح قوية، أو عند توقع وجود عواصف أو رياح سريعة.
3ـ إجراءات الوقاية من استنشاق الجسيمات:
أ- في حالة تطبيق الجبس النانوي على مساحات كبيرة، قد يكون من الأفضل استخدام (معدات ميكانيكية مغلقة) لتقليل تعرض العاملين للجزيئات.
ب- يجب التأكد من توفر التهوية الجيدة في المناطق المحيطة لتقليل تركيز الجزيئات الدقيقة في الهواء.
ملاحظات هامة
ـ الاستخدام المفرط للجبس، حتى لو كان نانويا، يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات على التربة، مثل تشبعها بالكبريتات، لذا يجب الحذر من تجاوز المعدلات الموصى بها.
ـ الجبس النانوي ليس حلا سريعا، ولكنه يساعد في تعديل وتحسين التربة تدريجيا مع مرور الوقت، لذا من المهم مراقبة التقدم والتغييرات في التربة بعد كل موسم.
ختاما، الجبس النانوي يمكن أن يكون حلا فعالا لتحسين الأراضي القلوية، لكن ينبغي استخدامه بمعدلات محسوبة بدقة لتحقيق أفضل النتائج دون التأثير السلبي على التربة ولتجنب المخاطر الصحية والبيئية، يجب اتباع الإجراءات المناسبة لاستخدامه، من حيث تأمين الحماية الشخصية للعاملين واختيار الأوقات المناسبة والظروف الجوية المناسبة هي خطوات ضرورية لضمان السلامة وتقليل فقد المادة بسبب تطايرها بالرياح.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
هل هناك حل للتربة الكلسية والتي تحتوي على كربونات و بيكربونات الكالسيوم؟
وبالنسبة للمياه العسرة شديدة العسر كيف يتم معالجتها لإستخدامها في تربية الأسماك خاصة البلطي النيلي؟
وتفضلوا بقبول فائق الشكر