التغيرات المناخية ونقص الموارد من معوقات تحقيق الأمن الغذائي ونقص الغذاء
بقلم: أ.د/اسرار ياسين
أستاذ التغذية العلاجية وهندسة تصنيع وتعبئة وتغليف الأغذية وعضو المركز العربي الأمريكي للجودة وسلامة الغذاء والمدرب الدولي للتنمية البشرية بمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية مركز البحوث الزراعية
تؤدي التغيرات المناخية وتطور أحوال الطقس وارتفاع درجات الحرارة إلي تقليل انتاج المحاصيل الزراعية الاستراتيجية وخاصة الخضر والفاكهة، بالإضافة إلي نقص الموارد، حيث أن ارتفاع درجة الحرارة يؤدي إلي سقوط الازهار وبالتالي قلة المحصول بالإضافة إلي قلة محتوي الخدمة والري المنتظم.
تابعونا على صفحة الفلاح اليوم على فيس بوك
عدم توافر الموارد اللازمة لرفع إنتاجية المحصول مثل الأسمدة وعدم توافرها وضخها في المواعيد المحددة للمحصول يؤثر بشكل كبير علي إنتاجية المحاصيل الزراعية، وبالتالي يكون هذا سبب في نقص الغذاء مما يؤثر علي الحالة التغذوية للأفراد، حيث تؤدي الخضروات والفاكهة دور كبير جدا في اسس التغذية السليمة طبقا للهرم الغذائي.
نقص بعض المحاصيل الاستراتيجية مثل القمح والذرة الشامية والشعير وبعض محاصيل العلف يؤثر وبشكل كبير جدا علي إنتاجية الثروة الحيوانية، وبالتالي يؤدي إلي نقص العناصر الغذائية الأساسية مثل الكربوهيدرات والبروتينات والدهون والتي قد تكون سببا في انتشار الكثير من امراض سوء التغذية عن الاطفال والشباب والتي يصعب علاجها في وقت قصير لما لها من أهمية كبيرة في بناء جسم الانسان وخاصة عنصر البروتين.
إن سلسة الغذاء وتحقيق الأمن الغذائي يبدأ من توفير الأرض الصالحة للزراعة واختيار التقاوي الجيدة المنتخبة وتوفير ماء الري والتسميد البلدي والعضوي واستخدام طرق المكافحة الحديثة للحشرات التي تضر بالمحصول الزراعي، وكذلك الاهتمام بالإرشاد والتعاون مع الفلاح حتي يحقق إنتاجية عالية سواء للإنسان او الحيوان لتحقيق الأمن الغذائي الذي يتطلب توفير عناصر الغذاء الكبري، بالإضافة إلي العناصر الصغري من فيتامينات وعناصر معدنية والتي تتوافر في الكثير من الخضروات والفاكهة.
الجدير بالذكر أن زيادة الإنتاج من الخضروات والفاكهة يخفض سعر المعروض ما يساعد المواطن علي شراء ما يلزمه لسد العجز من احتياجاته الغذائية. ايضا توفير المحاصيل الخاصة بإنتاج الاعلاف لسد الفجوة الغذائية للثروة الحيوانية مثل الذرة والذرة الرفيعة والشعير والبرسيم وغيرها من المحاصيل. وكذلك المحاصيل الخاصة بإنتاج الزيوت مثل الزيتون والذرة والسمسم والكتان وغيرها من المحاصيل ذات العائد الاقتصادي التي توفر الغذاء والزيوت والاعلاف.
تبذل القيادة السياسية جهود كبيرة عبر دعمها اللامحدود بتوفير ميزانية للبحث العلمي باعتباره قاطرة التنمية المستدامة وحيث أن الزراعة هي الركيزة الأساسية لزيادة الاستثمار وتحقيق الاكتفاء الذاتي لمصرنا الحبيبة من الغذاء والشعوب المجاورة والتي تؤثر تأثير إيجابي علي صحة الفرد والمجتمع ولن يتحقق ذلك إلا عن طريق التوسع الأفقي والرأسي للزراعة وتوسيع الرقعة الزراعية للأراضي الصالحة للزراعة وعن طريق توفير الممارسات الزراعية الجيدة من توفير التربة الجيدة وماء الري والتسميد والتقاوي المنتخبة والمكافحة والارشاد وتدريب من أجل زيادة الإنتاج والمحافظة علي المنتج النهائي عن طريق التخزين الجيد والتعبئة والتغليف وتقليل الفاقد والهدر من الغذاء.
ثم يأتي دور الممارسات التصنيعية الجيدة ليصل المنتج الي المستهلك منتج غذائي صحي وآمن طبقا لما ورد من منظمة الصحة العالمية WHO والتغذية والزراعة FAW.
أي خلل في هذه السلسة أو نقص في أي مورد من الموارد الأساسية للعملية الزراعية سوف يؤثر تأثير كبير جدا علي خفض إنتاجية المحصول، وبالتالي يؤثر علي قلة المعروض وارتفاع الأسعار ما يترتب عليه قلة القوة الشرائية وينعكس علي المواطن بنقص الغذاء المتناول طبقا للاحتياجات الغذائية للفرد والتي نقصها يؤدي الي انتشار امراض سوء التغذية في المجتمع وإعاقة تحقيق الأمن الغذائي.