التغيرات المناخية تُهدد الزراعة بمصر.. انتشار الآفات والأمراض يُضعف المحاصيل ويزيد التحديات
إعداد: د.أحمد حامد القناوي
باحث بمعهد بحوث وقاية النباتات – مركز البحوث الزراعية
تُعتبر التغيرات المناخية من أكبر التحديات التي تواجه الزراعة في مصر، حيث تؤثر بشكل كبير على انتشار الآفات والأمراض التي تصيب المحاصيل الزراعية. هذه التغيرات تشمل ارتفاع درجات الحرارة، تقلبات في أنماط الأمطار، وزيادة في الظواهر الجوية القاسية مثل العواصف الرملية والسيول. تأثير هذه العوامل على الزراعة يمكن أن يكون مدمرا، مما يؤدي إلى انخفاض في إنتاجية المحاصيل وزيادة في تكاليف الإنتاج.
تابعونا على صفحة الفلاح اليوم على فيس بوك
ارتفاع درجات الحرارة وانتشار الآفات
زيادة درجات الحرارة تؤدي إلى تسريع دورة حياة العديد من الآفات الحشرية مثل الجراد، الذبابة البيضاء، ودودة الحشد الخريفية. هذه الآفات تصبح أكثر نشاطا في درجات الحرارة العالية، مما يزيد من قدرتها على التكاثر والانتشار. كما أن زيادة الحرارة تسهم في تمديد فترة نشاط الآفات على مدار العام، مما يزيد من مخاطر الإصابة ويدفع المزارعين إلى استخدام كميات أكبر من المبيدات، وهو ما يؤثر سلبا على التوازن البيئي وصحة الإنسان.
تقلبات الأمطار وزيادة الأمراض الفطرية
تغير أنماط الأمطار وزيادة تقلباتها، سواء بزيادة أو نقص في الكميات، تؤدي إلى خلق بيئة مواتية لتطور الأمراض الفطرية مثل البياض الزغبي والصدأ. زيادة الرطوبة الناتجة عن الأمطار الغزيرة تساهم في انتشار هذه الفطريات التي تهاجم النباتات وتضعفها، بينما يؤدي نقص الأمطار إلى ضعف النباتات وجعلها أكثر عرضة للإصابة. انتشار هذه الأمراض يؤدي إلى انخفاض في الإنتاجية الزراعية وتراجع في جودة المحاصيل.
زيادة الظواهر الجوية القاسية
التغيرات المناخية تزيد من تكرار وشدة الظواهر الجوية القاسية مثل العواصف الرملية والسيول. هذه الظواهر تؤدي إلى تلف المحاصيل وتدمير التربة الزراعية، مما يجعلها بيئة غير صالحة لنمو النباتات. كما أنها تساعد على انتشار الآفات التي تنتقل مع الرياح أو المياه، مما يزيد من التحديات التي يواجهها المزارعون.
تأثير التغيرات المناخية على إدارة الآفات والأمراض
مع زيادة انتشار الآفات والأمراض، يصبح من الضروري تطوير استراتيجيات إدارة جديدة وأكثر فعالية. المزارعون في مصر بحاجة إلى تبني ممارسات زراعية مستدامة مثل استخدام الأصناف المقاومة، تحسين طرق الري، والتوسع في استخدام التكنولوجيا الحديثة مثل الرصد البيئي والتنبؤ بالآفات. كما أن هناك حاجة ملحة للتوعية بأهمية التكيف مع التغيرات المناخية من خلال دورات تدريبية وبرامج إرشادية تهدف إلى تقليل الاعتماد على المبيدات الكيميائية وتشجيع الأساليب البيولوجية في مكافحة الآفات.
التعاون الدولي والمحلي
لمواجهة تأثيرات التغيرات المناخية على الزراعة، يتطلب الأمر تعزيز التعاون بين الجهات المحلية والدولية. يجب على الحكومة المصرية العمل على تطوير سياسات زراعية تراعي التغيرات المناخية وتدعم البحث العلمي في هذا المجال. كما أن التعاون مع المنظمات الدولية يمكن أن يسهم في توفير الدعم المالي والتقني لمشاريع التكيف مع التغيرات المناخية.
الخلاصة
تؤثر التغيرات المناخية بشكل كبير على انتشار الآفات والأمراض في المحاصيل الزراعية في مصر، مما يشكل تحديات كبيرة أمام القطاع الزراعي. لذا، يتطلب الأمر تبني استراتيجيات جديدة لمكافحة هذه الآفات والأمراض والتكيف مع الظروف المناخية المتغيرة، وذلك من خلال تعزيز التعاون المحلي والدولي واستخدام التكنولوجيا الحديثة في إدارة الزراعة.