الأجندة الحيوانية

التغيرات الحرارية تهدد مزارع الدواجن وإجراءات وقائية للحفاظ على الإنتاج

إعداد: د.سهير عبدالنبي شاذلي محمود

معهد بحوث الإنتاج الحيواني – مركز البحوث الزراعية

تعد صناعة الدواجن من أهم القطاعات الحيوانية التي تسهم في توفير البروتين الحيواني رخيص الثمن، ولكنها من أكثر القطاعات تأثرًا بالظروف البيئية والتغيرات الحرارية، وخاصة تقلبات درجات الحرارة، والتي تعد من أخطر الفترات التي تواجه مزارع الدواجن، إذ تؤثر بشكل مباشر على معدل النمو وإنتاج البيض والتحويل الغذائي، كما تزيد من فرص الإصابة بالأمراض التنفسية والمعوية. لذلك، فإن الإدارة السليمة للغذاء والأمان الحيوي والتحصينات تمثل الركائز الأساسية للحفاظ على صحة القطيع.

تأثير تقلبات درجات الحرارة على الدواجن

أولًا: ارتفاع الحرارة:
أهم التأثيرات الضارة للإجهاد الحراري على كل من طيور إنتاج اللحم وطيور إنتاج البيض:

1ـ انخفاض في إنتاج اللحم والبيض.

2ـ انخفاض نسب الخصوبة والفقس.

3ـ انخفاض جودة البيضة، خاصة سمك قشر البيض حيث تكون رقيقة ومعرضة للكسر.

4ـ تأثير سلبي على جودة اللحوم وتركيبها الكيميائي ومذاقها وقيمتها الغذائية.

5ـ ضعف المناعة.

6ـ اضطرابات هضمية.

7ـ تؤثر على صحة القطيع والحالة الإنتاجية للدواجن.

8ـ زيادة معدل النفوق.

عندما تتعرض الطيور إلى درجات حرارة مرتفعة فإنها تحاول تخفيف العبء الحراري الواقع عليها من خلال:

1ـ فقدان الشهية واستهلاك كميات أقل من العلف مما يقلل من معدلات التحويل الغذائي.

2ـ استهلاك كميات كبيرة من الماء.

3ـ رفع الأجنحة لزيادة مساحة سطح فقدان الحرارة.

4ـ زيادة معدل التنفس واللهث.

5ـ الرقود والخمول وقلة الحركة.

ثانيًا: تأثير انخفاض درجات الحرارة:

يعد انخفاض درجات الحرارة موضوعًا مهمًا جدًا ولا يقل أهمية عن إجهاد الحرارة العالية في الدواجن، وفي كثير من الأحيان يسمى بالقاتل الصامت، وله تأثيراته السيئة على الكتاكيت الصغيرة والدجاج البالغ.

تأثير انخفاض درجات الحرارة (البرد المفاجئ) على الطيور:

1ـ زيادة استهلاك العلف لإنتاج الطاقة الحرارية.

2ـ بطء النمو بسبب توجيه الطاقة للتدفئة بدلًا من النمو.

3ـ انخفاض معدل إنتاج البيض اليومي.

4ـ تدهور جودة القشرة حيث أن زيادة الفقد في الكالسيوم والطاقة يؤدي إلى قشرة أضعف وبيض غير منتظم الشكل.

5ـ تأخر أو توقف مؤقت في وضع البيض في الظروف الباردة جدًا.

6ـ ارتفاع الرطوبة داخل العنبر.

7ـ الإصابة بالأمراض التنفسية.

حيث أن نقص التهوية يسبب نقص الأكسجين مع زيادة الرطوبة وزيادة الأمونيا، مما يؤثر صحيًا على الجهاز التنفسي والمعوي والمناعي، ويتعرض القطيع للإصابات الشديدة.

بعض الإجراءات المتبعة لتخفيف الإجهاد الناتج عن التغيرات الحرارية في الدواجن

أولًا: إدارة الحرارة والتحكم البيئي

1- أثناء ارتفاع الحرارة:

ـ يجب أن يكون السقف على شكل جمالون ليساعد على انعكاس أشعة الشمس.

ـ وضع مادة عازلة للحرارة على الأسقف والحوائط ويفضل طلاء الأسطح باللون الأبيض لعكس أشعة الشمس.

ـ توفير الظل للدواجن في الأماكن المفتوحة سواء عن طريق زراعة الأشجار أو تركيب المظلات لمنع تعرض الطيور لأشعة الشمس المباشرة.

ـ رش جدران وأسقف العنابر من الخارج في الصباح.

ـ توفير تهوية كافية في العنابر للتخلص من الهواء الساخن والرطوبة.

ـ استخدام مراوح شفط وخلايا تبريد لخفض درجة الحرارة داخل العنابر.

ـ تقليل كثافة الطيور في وحدة المساحة لتقليل الحرارة والرطوبة.

ـ توفير مياه شرب باردة ونظيفة باستمرار لزيادة الإحساس بالبرودة.

ـ عدم إزعاج الطيور في وقت الظهيرة وتقليل إضاءة العنبر قدر الإمكان لتقليل نشاط الطيور.

ـ تأجيل العمليات الروتينية مثل تغيير الفرشة أو نقل الطيور لفترات الصباح الباكر أو الليل.

ـ التحصين في ماء الشرب مع وضع ماء بارد أو ثلج في الماء.

ـ تقليل سمك الفرشة في العنابر خلال الصيف لتكون من 5–7 سم.

2- أثناء انخفاض الحرارة:

ـ ضبط درجة الحرارة داخل العنبر حسب عمر الطيور.

ـ استخدام أنظمة تهوية جيدة لتجديد الهواء دون تيارات مباشرة.

ـ العزل الجيد للجدران والسقف لتقليل فقد الحرارة في الشتاء.

ـ وضع ترمومترات وهيجروميتر لمتابعة درجة الحرارة والرطوبة.

ـ تجنب التغير المفاجئ في الحرارة بين الليل والنهار.

ـ زيادة سمك الفرشة في العنابر إلى 7–10 سم.

ثانيًا: إدارة التغذية والتحويل الغذائي

1- تعديل العليقة في الجو الحار:

تقنين الغذاء وتجنب التغذية في الأوقات التي تشتد فيها درجة الحرارة ويفضل تقديم الغذاء في الصباح الباكر أو المساء لتقليل الحرارة الناتجة من التمثيل الغذائي عند استهلاك العلف.

2- التغذية الرطبة (Wet Feeding):

إضافة الماء إلى العلف يساعد الطيور على تعويض فقدان السوائل الناتج عن التنفس السريع أثناء الإجهاد الحراري، وتحسن من امتصاص العناصر الغذائية وزيادة كفاءة الهضم، مع ضرورة توخي الحذر لتجنب مشاكل السموم الفطرية والعفن.

3- إضافة بيكربونات الصوديوم:

تقلل الآثار السلبية للحرارة العالية على قشرة البيضة وتعوض نقص الكربونات في الدم نتيجة اللهث السريع.

4- استخدام مكملات غذائية مثل الفيتامينات والمعادن:

ـ فيتامين أ: يحسن استجابة الجهاز المناعي ويحمي الخلايا من الأكسدة.

ـ فيتامين ج: يعزز المناعة ويحسن تحمل الطيور للإجهاد الحراري.

ـ فيتامين هـ: يعزز المناعة ومقاومة الإجهاد الحراري بفضل خصائصه المضادة للأكسدة.

ـ الزنك: يعزز المناعة وينظم استقلاب المعادن، مما يحسن صحة الدواجن.

ـ السيلينيوم: يحسن الوزن الحي، ومعامل التحويل الغذائي، وإنتاج البيض، وقوة قشرة البيض.

5- المكملات الكيميائية النباتية (Phytochemicals):

استخدام مستخلصات نباتية مثل الليكوبين، الزعتر، والريحان يساعد على تحسين الأداء الإنتاجي وتقليل الإجهاد التأكسدي والإجهاد الحراري.

ملاحظة:

ـ درجة الحرارة المعتدلة لزيادة النمو بين 18–22 درجة مئوية.

ـ أي درجة حرارة بيئية أعلى من 25 درجة مئوية تؤدي إلى إجهاد حراري في الدواجن.

6- في الأجواء الباردة:

ـ رفع مستوى الطاقة في العليقة لتعويض الفقد الحراري بزيادة الدهون أو الزيوت النباتية بنسبة 2–3%.

ـ تقليل الألياف غير المهضومة لأنها تستهلك طاقة في عملية الهضم.

ـ الحفاظ على نسبة البروتين المثالية حسب عمر الطائر ورفع مستوى الأحماض الأمينية الأساسية مثل المثيونين والليسين.

ـ رفع مستوى الفيتامينات (E, C) ومضادات الأكسدة لتعويض الإجهاد الناتج عن البرد.

ـ إضافة كلوريد البوتاسيوم أو بيكربونات الصوديوم للحفاظ على التوازن الحمضي القاعدي في سوائل الجسم.

ـ توفير عليقة سهلة الهضم لتقليل الفقد الحراري الناتج عن الهضم.

ـ متابعة استهلاك الماء والعلف باستمرار.

ـ تحسين نوعية العلف بتقديمه في صورة محببة (Pellets) لتحسين الهضم وتقليل الفاقد.

ـ التأكد من أن العلف جاف وخالٍ من الرطوبة والعفن.

ـ الحفاظ على جفاف الفرشة لتقليل مشاكل الرطوبة والأمراض التنفسية.

الأمان الحيوي والتحصينات

أولًا: التحصينات:

1ـ التحصين ضد نيوكاسل (ND): بالرش أو التنقيط أو في مياه الشرب حسب برنامج التحصين.

2ـ التحصين ضد الإنفلونزا: في المناطق الموبوءة فقط.

3ـ التحصين ضد الجمبورو (IBD): خاصة في الأسابيع الأولى للكتاكيت.

4ـ التحصين ضد الالتهاب الشعبي المعدي: مع تغيرات الجو، بالرش أو في مياه الشرب.

5ـ إضافة مضاد كوكسيديا في العلف أو الماء عند الحاجة.

6ـ استخدام منشطات مناعية وفيتامينات (A, D3, E) بعد التحصين لتحسين الاستجابة المناعية.

7ـ استشارة الطبيب البيطري لتحديد مواعيد التحصين حسب الوضع الوبائي المحلي.

8ـ التأكد من أن الطيور ليست تحت إجهاد كبير وقت التطعيم.

9ـ توفير ظروف ملائمة قبل وبعد التحصين.

10ـ الالتزام بالجرعة وزمن التكرار الموصى به في برنامج التحصين المعتمد.

ثانيًا: تنظيف وتطهير المزارع (الأمان الحيوي):

يمثل الأمان الحيوي خط الدفاع الأول ضد الأمراض.

أ- قبل إدخال القطيع:

1ـ إزالة الفرشة القديمة والتخلص منها بعيدًا عن المزرعة.

2ـ تنظيف العنابر جيدًا بالماء والصابون.

3ـ تطهير شامل بمطهر واسع المدى.

4ـ ترك العنبر فارغًا لمدة 10–14 يومًا قبل استقبال القطيع الجديد.

5ـ تركيب أحواض مطهرات عند مداخل العنابر.

6ـ مكافحة القوارض والحشرات.

ب- أثناء الدورة:

1ـ الحفاظ على جفاف الفرشة.

2ـ تطهير المعالف والمساقي بانتظام.

3ـ تقليل دخول الأشخاص والزوار غير الضروريين.

4ـ التهوية الجيدة.

5ـ تطهير العربات عند الدخول والخروج.

6ـ تربية نوع واحد وعمر واحد في مكان واحد.

7ـ احترام اتجاه حركة التنقل داخل المنشأة.

8ـ المرور بحوض تعقيم الأرجل بانتظام.

9ـ ارتداء ملابس خاصة للزيارات ذات استعمال وحيد.

10ـ التخلص من الطيور النافقة بالحرق بطريقة سليمة.

الخلاصة

ـ نجاح مزارع الدواجن في مواجهة تقلبات درجات الحرارة يعتمد على الإدارة المتكاملة للبيئة والتغذية والتحصين والأمان الحيوي.

ـ الاهتمام بهذه العوامل مجتمعة يضمن الحفاظ على صحة القطيع وتحسين كفاءة الإنتاج سواء إنتاج لحم أو بيض، مما ينعكس إيجابيًا على الربحية واستدامة الإنتاج.

🔹 تابعونا على قناة الفلاح اليوم لمزيد من الأخبار والتقارير الزراعية.
🔹 لمتابعة آخر المستجدات، زوروا صفحة الفلاح اليوم على فيسبوك.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى