صحة

التغذية العلاجية والزراعة المُستدامة.. ركيزتان لتحقيق الأمن الغذائي في مصر

إعداد: أ.د.أسرار ياسين

أستاذ التغذية العلاجية وتعبئة وتغليف الأغذية بمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية – مركز البحوث الزراعية

النظم الغذائية المتنوعة والمستدامة ضرورية لتحقيق الأمن الغذائي، والذي يتطلب تخطيطًا دقيقًا للنظام الغذائي من قبل متخصصين في مجال الغذاء والتغذية العلاجية، حتى لا تتفاقم أمراض سوء التغذية، نتيجة زيادة المتناول وما يتبع ذلك من انتشار أمراض السمنة، أو تقليل الاحتياجات الغذائية لبعض العناصر الغذائية الهامة لبناء الجسم، مما يؤدي إلى انتشار أمراض النحافة والتقزم عند الأطفال، وانتشار أمراض الأنيميا وهشاشة العظام والسكري وأمراض القلب والكبد والسرطان.

لذا، فإن الوعي الغذائي له دور مهم جدًا في منع انتشار الأمراض الخاصة بالتغذية، وتوضيح دور الغذاء في بقاء الإنسان وتطوير المجتمع ككل، وتوضيح الدور الإيجابي والسلبي للغذاء، لما للغذاء من أهمية كبيرة في علاج الكثير من الأمراض ومنع انتشارها، والمحافظة على صحة المجتمع.

وزارة الصحة لها دور كبير جدًا في تشخيص الأمراض والعلاج الإكلينيكي لحالة المريض من خلال الأطباء والاستشاريين المتخصصين.
لكن العلاج الغذائي يخص أخصائيي التغذية والتغذية العلاجية المؤهلين لوضع النظم الغذائية السليمة في جميع المستشفيات العامة والخاصة، طبقًا لحالة المريض والمرض نفسه، والإشراف على تغذية المريض طبقًا لحالته.
وهذا الفريق يضم متخصصين من كليات الاقتصاد المنزلي قسم التغذية وعلوم الأطعمة، وكليات الزراعة والتربية النوعية قسم تغذية الإنسان فقط، لوضع خريطة هامة للنظم الغذائية وتعديل السلوك والوعي والتثقيف على يد خبراء مؤهلين في مجالات التغذية العلاجية.

التصنيع الغذائي له دور هام جدًا في توفير المنتجات الغذائية المطلوبة للنظم الغذائية، طبقًا لما يحدده أخصائي أو استشاري التغذية العلاجية، كما هو متبع في جميع مستشفيات العالم.

القطاع الزراعي والحيواني بكل فروعه هو محور توافر الغذاء، سواء طازج أو مصنع، لكل فرد في المجتمع، وبناءً على توافر الغذاء نستطيع وضع نظم غذائية صحية سليمة وآمنة للأصحاء والمرضى.

لذا، يجب توفير جميع الاحتياجات الغذائية من خلال الإنتاج المحلي من المحاصيل الزراعية، وعدم الاعتماد على التصدير.
وهذا يعتمد على زيادة الرقعة الزراعية والقدرة على إنتاج مجموعة متنوعة من الأغذية محليًا لتلبية احتياجات الفرد من السعرات الحرارية والعناصر الغذائية الأساسية، عن طريق:

تنوع الإنتاج الزراعي:

ـ زراعة مجموعة متنوعة من المحاصيل الغذائية لتجنب الاعتماد على محصول واحد.

ـ تقليل المخاطر المرتبطة بالتغيرات المناخية أو الآفات الزراعية التي قد تؤدي إلى انهيار المحصول.

تحسين إدارة الموارد:

ـ لضمان استدامة الإنتاج الغذائي على المدى الطويل.

ـ تطوير سلاسل القيمة الغذائية:

ـ يجب الاهتمام بتطوير سلاسل القيمة الغذائية من الإنتاج إلى التسويق لضمان وصول الغذاء إلى المستهلكين بكفاءة وجودة عالية.

ـ تعزيز الوعي الغذائي لدى المواطنين، عن طريق الإعلام والمتخصصين في مجال الغذاء:

ـ يجب توعية كل فرد في المجتمع بأهمية التغذية السليمة والصحية والآمنة، عن طريق كيفية اتباع نظام غذائي متنوع ومتوازن، لتحقيق الاستفادة من الإنتاج المحلي من المحاصيل الزراعية والخضر والفاكهة التي تتوافر خلال الموسم.

من أهم استراتيجيات تحقيق الأمن الغذائي:

ـ زراعة المحاصيل المتنوعة:

ـ زراعة مجموعة واسعة من المحاصيل، بما في ذلك الخضروات والفواكه والحبوب، واستنباط أصناف جديدة لتلبية الاحتياجات الغذائية المختلفة.

ـ تعديل السلوك الغذائي لدى الفرد.

ـ تعزيز تخطيط الوجبات لدى المرأة، وخاصة في الريف المصري، وأهمية التنوع الغذائي للحصول على جميع الاحتياجات الغذائية والسعرات الحرارية من العناصر الغذائية المتاحة خلال 24 ساعة.

تربية الحيوانات:

ـ تربية الدواجن والماشية لتوفير اللحوم والألبان والبيض.

ـ تربية الأسماك.

ـ استخدام التقنيات الزراعية الحديثة:

ـ استخدام تقنيات الري الحديثة، والأسمدة العضوية، والبذور عالية الإنتاجية لزيادة الإنتاجية الزراعية.

ـ التصنيع الغذائي وتنشيط مصانع الأغذية طبقًا لمعايير الجودة وسلامة الغذاء من قبل متخصصين في هذا المجال، لتوفير الغذاء طوال العام.

ـ الاهتمام بصناعة التجفيف للمحاصيل الزراعية والمركزات والعصائر والمربات، والتبريد والتجميد بالطرق الحديثة، لتحقيق قيمة مضافة من هذه المحاصيل، وضمان توافر الغذاء وتنوعه في غير مواسمه الزراعية.

ـ الاهتمام بتعبئة وتغليف الأغذية بأحدث أساليب التعبئة والتغليف لمنع الفاقد والهادر من الغذاء، وإطالة فترة صلاحية المنتج.

ـ تخزين الأغذية بطرق سليمة تضمن المحافظة عليها من الفساد، لضمان توافرها خلال فترات الجفاف أو الأزمات، بأسعار مناسبة في متناول كل أسرة.

ـ تجنب الفاقد والهادر من الغذاء.

ـ دعم المزارع الصغيرة:

ـ توفير الدعم المالي والفني للمزارع الصغيرة لزيادة إنتاجيتها وقدرتها على تلبية احتياجات المجتمع المحلي.

ـ دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة سريعة العائد، وخاصة في الريف المصري.

ـ الاهتمام بصناعة وتدوير المخلفات الزراعية لتحقيق قيمة مضافة وتصنيع بعض الأسمدة العضوية.

تحقيق الأمن الغذائي يتطلب:

أولًا: وضع نظام غذائي متوازن ومتنوع، لكل فرد داخل الأسرة الواحدة، من قبل متخصصين في مجال الغذاء والتغذية العلاجية، بما يتفق مع:

ـ نوع الجنس (ذكر أم أنثى).

ـ العمر.

ـ مجهود ونشاط الفرد العضلي والذهني.

ـ حالته الصحية.

وذلك عن طريق قياس المقاييس الأنثروبومترية من قبل متخصصين، لضمان الحالة الصحية للفرد والقدرة على الإبداع والتميز والتفكير الإيجابي والاتزان النفسي داخل المجتمع.

ثانيًا: توفير إدارة فعالة للموارد ومدرّبة لتطوير سلاسل القيمة الغذائية، وزيادة الوعي الغذائي لدى المواطن.

🔹 تابعونا على قناة الفلاح اليوم لمزيد من الأخبار والتقارير الزراعية.
🔹 لمتابعة آخر المستجدات، زوروا صفحة الفلاح اليوم على فيسبوك.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى