رأى

الباحث المصري المعتاد والباحث الحقيقي

بقلم: أ.د.صلاح يوسف

وزير الزراعة واستصلاح الأراضي الأسبق

اعتاد معظم المصريين خاصة المهتمين بالبحث العلمى أو بنتائجه أن يقبلوا المعتاد أو المنطقى من البحث ومن نتائج البحث العلمى وينسون أن هذا المدخل هو ليس بحث علمى بل هو بحث لما هو مقبول للعقل بالمنطق، أو بحث لإثبات نتيجة منطقية ربما لا تحتاج إلى بحث، وربما نسميه البحث العلمى التوضيحي demonstration research، الحقيقة البحث العلمى خارج المنطق لدرجة أو لأخرى قريبة أو بعيدة جدا حتى إذا ما إستقر نتاج البحث العلمى صنع منطقا جديدا.. ويظل العلم منطقى تراكمى متجددا بينما البحث العلمى نفسه هو الذى ينشئ هذا التجدد.

تابعونا على قناة الفلاح اليوم

تابعونا على صفحة الفلاح اليوم على فيس بوك

فى محاضرة لى فى 1998 اعترض بعض الأساتذة على المحاضرة بتطاول ليس من شيم العلماء، وهناك فرق كبير بين التطاول والاعتراض العلمى القوى، ما كان ينكره بشدة هؤلاء الأساتذة أصبح متداولا مفهوما متعاملا معه مع عامة المهتمين بالشأن الزراعى.. وليس هذا هو المهم..

المهم أنه كان على رأس المنصة استاذ مسؤول كبير فى السن لم يتحمل الطاولة وقال إن المحاضرة مسؤولية المحاضر، بينما شاركه على رأس المنصة دكتور شاب مسؤول أيضا قال كل العلماء القدامى تطاول عليهم من لا يعلمون وضرب مثلا بجاليليو مع الفارق طبعا الكبير بين ذاك العلماء وبيننا.

فى البحث العلمى القبول بالمنطق والرفض بالمنطق يعبر عن قصور فى المعرفة، لذلك تعلمنا ونحن شبابا أن نقرأ جيدا طريقة العمل فإن كانت صحيحة قبلنا النتائج أو على الأقل فكرنا فيها وفى استخلاصاتها، وإن كانت طريقة العمل غير صحيحة لا نكمل قراءة البحث ولا نعتبره اصلا بحثا علميا.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى