الاتجاهات الحديثة في تصنيع المربى: نحو منتج صحي ومُستدام ومُبتكر
روابط سريعة :-
إعداد: د.سعد الباز
قسم بحوث تكنولوجيا الحاصلات البستانية بمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية – مركز البحوث الزراعية
المربى هو منتج غذائي تقليدي يحظى بشعبية واسعة حول العالم، يُحضَّر عادةً من الفواكه والسكر مع إضافة مواد هلامية مثل البكتين. ومع تطور التكنولوجيا والابتكارات في صناعة الأغذية، شهد تصنيع المربى تطورًا كبيرًا. في هذا المقال، نستعرض الاتجاهات الحديثة في تصنيع المربى، والتقنيات المستخدمة، والتحديات والفرص في هذا القطاع.
تطور تصنيع المربى
كان الهدف الأساسي من تصنيع المربى هو حفظ الفاكهة الفائضة عن الموسم باستخدام كميات كبيرة من السكر. ومع تطور التكنولوجيا الغذائية، أصبحت عملية تصنيع المربى أكثر تعقيدًا، وتهدف إلى تحقيق التوازن بين الحفاظ على النكهة والقيمة الغذائية، وضمان السلامة، وتلبية تفضيلات المستهلكين المتنوعة.
التحديات الحالية
ـ الوعي الصحي: زيادة اهتمام المستهلكين بتقليل استهلاك السكر.
ـ النكهات الجديدة: البحث عن تجارب ذوقية فريدة ومختلفة.
ـ الاستدامة: الرغبة في منتجات صديقة للبيئة ومن مصادر مستدامة.
ـ الراحة والتجهيز: الحاجة إلى منتجات سهلة الاستخدام تتناسب مع نمط الحياة السريع.
ـ السلامة والجودة: وجود معايير صارمة لضمان منتج آمن وعالي الجودة.
الاتجاهات الحديثة في المكونات
تقليل السكر أو بدائله
يسعى المستهلكون إلى مربى منخفض السعرات الحرارية ومحتوى سكر أقل، خاصة لمرضى السكري. ومن الاتجاهات الحديثة:
ـ مربى قليل السكر: باستخدام البكتين عالي الميثوكسيل، الذي يتطلب كمية أقل من السكر.
ـ المربى الخالي من السكر المضاف: يعتمد على السكريات الطبيعية في الفاكهة أو بدائل السكر الطبيعية.
ـ بدائل السكر الطبيعية: مثل مركزات عصير الفاكهة، المُحليات الطبيعية عالية الكثافة، والألياف البريبيوتيكية.
استخدام الفاكهة الكاملة أو الأجزاء غير التقليدية
ـ مربى الفاكهة الكاملة: حيث يفضل المستهلكون رؤية قطع الفاكهة داخل المربى.
ـ الاستفادة من مخلفات الفاكهة: كالقشور واللب الغني بالألياف ومضادات الأكسدة.
النكهات والتوليفات الجديدة
ـ خلطات فاكهة غير تقليدية: مثل مربى الفراولة والريحان، أو المانجو والفلفل الحار.
ـ إضافة الأعشاب والتوابل: لتعزيز عمق النكهة وتعقيدها.
ـ مربى الخضروات: كاتجاه ناشئ، مثل مربى الطماطم، البصل، أو الفلفل.
المكونات الوظيفية
ـ إضافة الألياف الغذائية: لتحسين صحة الجهاز الهضمي.
ـ البروبيوتيك: بدأت بعض الشركات في اختبار إضافتها للمربى.
ـ الفيتامينات والمعادن: لتدعيم المربى بالمغذيات الدقيقة.
الاتجاهات الحديثة في العمليات والتقنيات
المعالجة بالضغط العالي (HPP)
بديل للمعالجة الحرارية التقليدية، يحافظ على النكهة الطازجة، واللون، والقيمة الغذائية.
المعالجة بالتبخير تحت التفريغ
تُستخدم لتركيز المربى عند درجات حرارة منخفضة، ما يحافظ على المركبات العطرية والفيتامينات الحساسة للحرارة.
تقنيات التجفيف الحديثة
ـ التجفيف بالتجميد: لإنتاج مسحوق أو حبيبات مربى مجففة.
ـ التجفيف بالرش: لإنتاج مسحوق مربى يُستخدم في الحلويات أو المخبوزات.
الأنظمة الأوتوماتيكية والذكاء الاصطناعي
ـ مراقبة دقيقة لدرجات الحرارة، ووقت الطهي، ومستويات البكتين والسكر.
ـ تحسين كفاءة الإنتاج وتقليل استهلاك الطاقة.
التعبئة والتغليف المستدام
ـ استخدام مواد تغليف قابلة لإعادة التدوير أو التحلل الحيوي.
ـ تصميم عبوات عملية وجذابة وصديقة للبيئة.
التحديات والفرص المستقبلية
التحديات
ـ التكاليف الأولية للتقنيات الحديثة: قد تكون مرتفعة للشركات الصغيرة والمتوسطة.
ـ الحفاظ على الجودة مع تقليل السكر: يتطلب خبرة وتقنيات بديلة.
ـ تحديات التسويق: ضرورة توعية المستهلكين بالفوائد الصحية للمربى منخفض السكر.
ـ المنافسة الشديدة: تتطلب الابتكار المستمر.
الفرص
ـ نمو سوق المنتجات الصحية: توجه عالمي نحو الأغذية الصحية والطبيعية.
ـ تنوع المنتجات: إمكانية تقديم مربى بنكهات مبتكرة وفريدة.
ـ الاستفادة من التكنولوجيا: لتحسين الجودة والكفاءة.
ـ التصدير: فتح أسواق جديدة للمربى المصنّع وفق المعايير الحديثة.
ـ منتجات مربى وظيفية: تلبي الطلب المتزايد على المنتجات ذات الفوائد الصحية.
خاتمة
يتضح مما سبق أن صناعة المربى هي صناعة ديناميكية تستجيب لمتغيرات العصر. وتشير الاتجاهات الحديثة إلى التحول نحو منتجات صحية، مع تقليل السكر، واستخدام المحليات الطبيعية، واستكشاف نكهات جديدة ومكونات وظيفية. ويجري كل ذلك باستخدام تقنيات تصنيع متطورة تضمن الجودة والنكهة والقيمة الغذائية.
المربى، هذا المنتج الكلاسيكي، يتجدد اليوم ليكون جزءًا من مستقبل الغذاء الصحي والمستدام، في دعوة للمصنعين للابتكار، وللمستهلكين للاستمتاع بمنتج يجمع بين عراقة الماضي وابتكار الحاضر.
🔹 تابعونا على قناة الفلاح اليوم لمزيد من الأخبار والتقارير الزراعية.
🔹 لمتابعة آخر المستجدات، زوروا صفحة الفلاح اليوم على فيسبوك.