رئيس التحرير

«الإعلام الزراعي».. بوابة المعرفة ودعامة التطوير في المراكز البحثية

بقلم: د.أسامة بدير

في مستهل هذا المقال، أود أن أوضح بكل شفافية أنني أكتب بدافع دعم البحث العلمي الزراعي في مصر، دون أي تطلع إلى مناصب أو مسميات وظيفية. فأنا “باحث” أسعى لخدمة زملائي العلماء، متطوعا بجهدي ومعتمدا على خبرتي العلمية والإعلامية، مساهما بقدر استطاعتي في تطوير هذا المجال، إيمانا بأهمية البحث العلمي في تحقيق التنمية الزراعية المستدامة.

تابعونا على قناة الفلاح اليوم

تابعونا على صفحة الفلاح اليوم على فيس بوك

إن هدفي الأساسي هو تسليط الضوء على الدور المحوري للإعلام في دعم وتعزيز مكانة المراكز البحثية الزراعية، وعلى رأسها مركز البحوث الزراعية، إيمانا بأهمية ربط الجهود البحثية بالتطبيقات العملية، لضمان وصول نتائج الأبحاث إلى المستفيدين الحقيقيين، وتحقيق تنمية مستدامة تسهم في تطوير القطاع الزراعي.

إن الإعلام الفعّال ليس مجرد وسيلة لنشر المعلومات، بل هو أداة استراتيجية تُسهم في نقل المعرفة العلمية إلى الفئات المستفيدة، وتعزز من تأثير البحث العلمي في الواقع الزراعي. ومن خلال توظيف الإعلام بطرق حديثة ومتطورة، يمكن لهذه المراكز أن تحقق أقصى استفادة من أبحاثها وإنجازاتها العلمية، بما يُسهم في دفعها نحو مزيد من الريادة والتميز، وتحقيق تنمية مستدامة تسهم في نهضة القطاع الزراعي والاقتصاد الوطني.

وانطلاقا من إيماني العميق بأهمية إيصال المعرفة الزراعية إلى الفئات المستفيدة، فقد أخذت على عاتقي مبادرة شخصية لتأسيس موقع “الفلاح اليوم” منذ 1 يناير 2016، ليكون تجربة إعلامية رائدة تسهم بفاعلية في تقوية ودعم دور مركز البحوث الزراعية، عبر نشر أحدث الأبحاث والابتكارات العلمية وربطها باحتياجات المزارعين والمستثمرين. وقد أثبتت هذه التجربة نجاحها في خلق منصة معرفية متخصصة، تعمل على تسليط الضوء على جهود المركز وإنجازاته، وتوفير المعلومات الزراعية بأسلوب مبسط وعملي يخدم جميع المعنيين بالقطاع الزراعي.

أيضا قمت بتأسيس “قناة الفلاح اليوم” كمنصة إعلامية متخصصة لنشر أحدث التوصيات الإرشادية الزراعية لعلماء مركز البحوث الزراعية. وقد تم تدشين القناة على اليوتيوب كخدمة إعلامية موجهة للقطاع الريفي، تقدم رؤى وأفكارا وإرشادات تعالج قضايا وهموم الريفيين في مختلف أنحاء مصر وغيرها من الدول العربية.

بدأ بث “قناة الفلاح اليوم” رسميا في تمام الساعة 12 مساء يوم الخميس 9 مارس 2017، ومنذ ذلك الحين، تُواصل القناة تقديم محتوى غني يشمل مقاطع فيديو مباشرة ومسجلة تتناول أخبار الريف المصري، بالإضافة إلى متابعة أحدث ما توصلت إليه أجهزة البحث العلمي الزراعي من توصيات فنية وإرشادية زراعية للمحاصيل المختلفة. كما تقدم القناة موضوعات متنوعة ذات صلة بالمجتمع الريفي، بهدف تعزيز وعي المزارعين والمربين، ودعم التنمية الزراعية المستدامة في مصر وخارجها.

إن مركز البحوث الزراعية يمثل حجر الزاوية في تطوير الزراعة المصرية، ومن الضروري أن يتم إبراز ما يُقدمه من ابتكارات علمية لضمان وصولها إلى صناع القرار والمزارعين والمستثمرين، بما يُسهم في تحقيق تنمية حقيقية ومستدامة لهذا القطاع الحيوي. فالبحث العلمي لا يكتمل دوره إلا إذا تُرجم إلى حلول عملية تُحدث تأثيرا ملموسا في الواقع الزراعي، وهو ما يستدعي تفعيل منظومة إعلامية متكاملة لنشر المعرفة العلمية وربطها بالتطبيقات الميدانية.

لذلك، أؤكد مُجددا أن غايتي الوحيدة هي الإسهام في إيصال إنتاج هذا الصرح البحثي العريق إلى كل من يُمكنه الاستفادة منه، إيمانا بأن تقدم القطاع الزراعي هو أحد الركائز الأساسية لدعم الاقتصاد الوطني، وتعزيز القدرة التنافسية للصادرات الزراعية المصرية في الأسواق العالمية.

يحمل مركز البحوث الزراعية على عاتقه مسؤولية كبرى، ويبذل جهودا عظيمة تستحق أن تصل إلى كل من يمكنه الاستفادة منها، سواء على مستوى تطوير الإنتاج الزراعي أو دعم الاقتصاد الوطني. ومن هذا المنطلق، فإنني أعتبر نفسي خادما للعلماء في هذا المركز العريق، وأسعى بكل ما أملك إلى إيصال إنتاجهم العلمي إلى الفئات المستهدفة، بما يحقق أكبر فائدة مُمكنة للقطاع الزراعي.

أردت أن أؤكد هذه النقطة بكل وضوح حتى لا يُساء فهم كلامي أو يُفسر بغير مقصده، فهدفي الوحيد هو دعم هذا الصرح العلمي العريق، والمساهمة في توصيل أبحاثه وإنجازاته إلى من يمكنه الاستفادة منها، أملا في تحقيق نهضة زراعية تدعم الاقتصاد الوطني وتساهم في زيادة الصادرات الزراعية المصرية.

أنا على يقين بأن المراكز البحثية الزراعية في مصر ومن أبرزها مركز البحوث الزراعية يؤدي دورا محوريا في تطوير القطاع الزراعي، من خلال تقديم أبحاث وحلول مبتكرة لمواجهة مختلف التحديات. ولضمان وصول هذه الأبحاث إلى الفئات المستهدفة، سواء كانوا مزارعين، مستثمرين، أو صناع قرار، لابد من تبني استراتيجية إعلامية متكاملة تستند إلى أسس علمية ومهنية راسخة.

وأخيرا، لابد من التأكيد على أن العمل الإعلامي في المراكز البحثية الزراعية يتطلب تخطيطا دقيقا وتنفيذا احترافيا لضمان إيصال الأبحاث والمعلومات إلى الفئات المستهدفة بأعلى درجة من الفعالية. فمن خلال تبني استراتيجيات إعلامية حديثة ومتطورة، يمكن للمركز أن يؤدي دورا أكبر في دعم القطاع الزراعي وتعزيز التنمية المستدامة، مما ينعكس إيجابا على الاقتصاد الوطني وزيادة الإنتاج الزراعي.

وفي هذا الإطار، يُفضل إنشاء وحدة إعلامية متخصصة داخل كل مركز بحثي زراعي، تكون مسؤولة عن تطوير المحتوى الإعلامي، وإدارته بطرق مبتكرة، وتوظيف الأدوات الرقمية والتقنيات الحديثة لضمان وصول المعلومات إلى المستفيدين بسهولة ودقة. كما ينبغي تعزيز التعاون مع وسائل الإعلام المختلفة، وتنظيم حملات توعوية تستهدف نشر المعرفة الزراعية، مما يسهم في تحقيق أقصى استفادة من مخرجات البحث العلمي لخدمة المجتمع الزراعي بأكمله.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. جهد مشكور و أهداف سامية بارك الله مجهوداتكم معالي الدكتور و كللها بالنجاح و التوفيق دائما

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى