الأهمية الحتمية لعلم الجغرافية والعلوم الإنسانية لإدراك أهمية موقع مصر
بقلم: أ.د.عفيفي عباس عفيفي
أستاذ متفرغ بمعهد بحوث الأراضي والمياه والبيئة – مركز البحوث الزراعية
الأهمية الحتمية لعلم الجغرافية والعلوم الإنسانية لتنشأة العقل الجمعي وادراك أهمية مكان وموقع مصر وترسيخ الوحدة المعرفية لتراثنا وحاضرنا واستشراف مستقبل أفضل.
تابعونا على صفحة الفلاح اليوم على فيس بوك
عبر جمال حمدان عن هذا التوجه بما كتبه ونشره بإخلاص ووطنية ويعتبر أحد أعلام الجغرافيا المصريين الذى نشأ فى قلب الريف المصري بقرية ناي، بالقليوبية وكجغرافى متميز ترك لنا ما يفيدنا حاليا فى فهم وادراك عناصر الصراع التى ترتبط باحتلال فلسطين فقد اثبت في كتابه «اليهود أنثروبولوجيا» الصادر في عام 1967، بالأدلة العملية أن اليهود المعاصرين الذين يدعون أنهم ينتمون إلى فلسطين ليسوا هم أحفاد اليهود الذين خرجوا من فلسطين قبل الميلاد، وإنما ينتمي هؤلاء إلى إمبراطورية «الخزر التترية» التي قامت بين «بحر قزوين» و«البحر الأسود»، واعتنقت اليهودية في القرن الثامن الميلادي، وهو ما أكده بعد ذلك بعشر سنوات «آرثر كوستلر» مؤلف كتاب القبيلة الثالثة عشرة الذي صدر عام 1976.
علم الجغرافية وظفه جمال حمدان لخدمة قضايا الأمة لشرح الأسس الواهية التي قام عليها المشروع الصهيوني في فلسطين.
هدم المصطلحات الإنثروبولوجية التي ابتدعها المشروع الصهيونى كظاهرة احتلال قامت على اغتصاب الأرض وليس لها علاقة بها دينياً أو تاريخياً أو جنسياً لان يهود «فلسطين التوراة» بعد الخروج وطوال 20 قرناً من الشتات في المهجر تحول منهم أعدادا ضخمة إلى غير اليهودية وأقترن هذا بتزاوج واختلاط بعيد المدى، انتهى بالجسم الأساسي من اليهود المحدثين إلى أن يكونوا شيئاً مختلفاً كلية عن اليهود القدامى وأكد أن اليهودية لا يمكن أن تكون قومية بأي مفهوم سياسي سليم ورغم أن اليهود ليسوا عنصراً جنسياً في أي معنى، بل متحف حي لكل أخلاط الأجناس في العالم وفرضهم لأنفسهم كأمة مزعومة في دولة مصطنعة يجعل منهم ومن الصهيونية حركة عنصرية خلقت دولة دينية صرفة، تقوم على تجميع اليهود فقط أساسها التعصب الديني ممثلة شذوذاً رجعياً في الفلسفة السياسية للقرن العشرين، وتعيد إلى الحياة حفريات العصور الوسطى بل القديمة وجودها مرهون بالقوة العسكرية كترسانة وقاعدة وثكنة مسلحة لن تبقى إلا بالدم والحديد والنار ولذا أصبح جيشها هو سكانها وسكانها هم جيشها وان الوظيفة التي من أجلها أوجدت دول الاحتلال هذا الكيان اللقيط، بالاشتراك مع الصهيونية العالمية ان تصبح قاعدة متكاملة آمنة عسكرياً، ورأس جسر ثابت استراتيجياً، ووكيل عام اقتصادياً، أو عميل خاص احتكارياً، لهؤلاء تمثل فاصلاً أرضياً يمزق اتصال المنطقة العربية ويخرب تجانسها ويمنع وحدتها.
أن الجغرافية عند جمال حمدان حالة نادرة من من عمق البصيرة والقدرة الاستراتيجية على المستقبل فقد تنبأ بعد سقوط الاتحاد السوفيتي وزواله أن يتم البحث عن عدو جديد وان دولة الاحتلال إلى زوال.