رأى

الأمن الغذائي.. مؤشرات دولية وتحديات مصرية

بقلم: أ.د.علي إبراهيم

أستاذ بمعهد بحوث البساتين – مركز البحوث الزراعية

يعني الأمن الغذائي توفر الغذاء الكافي والمغذي والآمن لكل فرد في المجتمع، وفي جميع الأوقات. ويتحقق من خلال أربعة أركان رئيسية:

  • الإتاحة: وجود كميات كافية من الغذاء.

  • الوصول: قدرة الأفراد اقتصاديًا وفيزيائيًا على الحصول على الغذاء.

  • الاستخدام: قدرة الجسم على الاستفادة من الغذاء، ويشمل الصحة العامة والتغذية.

  • الاستقرار: استمرارية توفر الغذاء دون تقلبات أو أزمات حادة.

مؤشرات قياس الأمن الغذائي عالميًا

1. مؤشر الأمن الغذائي العالمي (GFSI)

يعتمد على عدة معايير، أهمها:

  • القدرة على تحمل تكاليف الغذاء.

  • توافر الغذاء.

  • جودة وسلامة المنتجات الغذائية.

  • المرونة في مواجهة الأزمات.

2. مؤشر الجوع العالمي (GHI)

يركز على:

  • نسبة نقص التغذية.

  • الهزال والتقزم لدى الأطفال.

  • معدل وفيات الأطفال دون سن الخامسة.

أوروبا: ريادة في مؤشرات الأمن الغذائي

تتصدر الدول الأوروبية مؤشرات الأمن الغذائي عالميًا، بفضل وفرة الإنتاج الزراعي، وشبكات توزيع متطورة، ودعم زراعي واسع من الاتحاد الأوروبي.

وتبرز دول مثل فنلندا، أيرلندا، وهولندا في صدارة مؤشر GFSI، مدعومة ببنية تحتية زراعية وغذائية متقدمة.

لكن التحديات قائمة، وتشمل:

  • تغيرات مناخية كالجفاف والفيضانات.

  • ارتفاع أسعار الطاقة والنقل.

  • الاعتماد على سلاسل توريد خارجية (كما ظهر جليًا في أزمة أوكرانيا).

أفريقيا: معركة يومية مع الجوع

رغم الجهود، لا تزال أفريقيا تواجه ضعفًا واضحًا في مؤشرات الأمن الغذائي، نتيجة لعوامل متشابكة أبرزها:

  • تقلبات المناخ.

  • ضعف البنية التحتية.

  • الصراعات والنزاعات الداخلية.

  • الفقر والبطالة.

مؤشرات مقلقة:

  • أكثر من 20% من سكان القارة يعانون من نقص التغذية.

  • أعلى معدلات التقزم والهزال بين الأطفال عالميًا.

جهود لتحسين الوضع:

  • مبادرات زراعية على مستوى القارة.

  • دعم دولي من منظمات مثل FAO وIFAD.

  • تطبيق تكنولوجيا الزراعة الحديثة ومشروعات الري.

مصر: أمن غذائي جزئي وجهود متواصلة

تحقق مصر أمنًا غذائيًا جزئيًا، مع اعتماد واضح على الاستيراد في سلع استراتيجية مثل القمح والزيوت والأعلاف، وهو ما بدأت الدولة تقليصه عبر التوسع في المشروعات الزراعية القومية.

نقاط قوة:

  • برامج دعم السلع التموينية.

  • مشروع الدلتا الجديدة والتوسعات الزراعية.

  • تطوير الصوامع وتقليل الفاقد.

أبرز التحديات:

  • ندرة الموارد المائية.

  • تزايد النمو السكاني.

  • ضعف كفاءة سلاسل الإمداد.

  • التأثر بتغير المناخ.

التحديات الاقتصادية المشتركة

تحقيق الأمن الغذائي في ظل الأزمات الاقتصادية العالمية لا يخلو من صعوبات:

  1. ارتفاع أسعار الغذاء عالميًا يزيد العبء على الميزانيات الوطنية.

  2. الاعتماد على الاستيراد يجعل الدول عرضة لتقلبات الأسواق.

  3. ضعف التمويل الزراعي يقلل من الإنتاج المحلي.

  4. التضخم يضعف القوة الشرائية للأسر.

  5. الديون تؤثر على قدرة الحكومات على دعم برامج الغذاء.

  6. النزاعات تدمر البنية التحتية وتؤدي إلى النزوح الجماعي.

حلول لتعزيز الأمن الغذائي

في ضوء هذه التحديات، يُقترح عدد من الحلول التي يمكن أن تسهم في تحسين الأمن الغذائي، خصوصًا في الدول النامية ومنها مصر:

  • زيادة الاستثمار في الزراعة المحلية.

  • تبني تقنيات الزراعة الذكية مناخيًا.

  • تطوير البنية التحتية للتخزين والنقل.

  • تنويع مصادر الغذاء وتقليل الاعتماد على الخارج.

  • تعزيز شبكات الحماية الاجتماعية للفئات الفقيرة.

كل هذه الجهود تُعد اجتهادًا حقيقيًا نحو تعزيز الأمن الغذائي المصري، وتحقيق استدامة الغذاء كركيزة أساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.

🔹 تابعونا على قناة الفلاح اليوم لمزيد من الأخبار والتقارير الزراعية.
🔹 لمتابعة آخر المستجدات، زوروا صفحة الفلاح اليوم على فيسبوك.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى